مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (57)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


26/09/2023 القراءات: 452  


ضياع العالم:
جاء في صحيح البخاري: «باب رفع العلم وظهور الجهل. وقال ربيعة: لا ينبغى لأحدٍ عنده شيء من العلم ‌أنْ ‌يضيّع ‌نفسَه». فما معنى: "أن يضيّع نفسَه"؟
قال الشيخ محمد أنور الكشميري في كتابه «فيض الباري على صحيح البخاري» (1/ 262):
"قالوا: معناه أنْ يقعدَ في زاوية بيته ولا يفشي العلم؛ فإنَّ قعود العالم بلا فائدة هو ضياعُه.
ويمكن أن يكون مرادُه: أن يُذل نفسَه. أي فلا يذهب مذهبًا يُوجب ذلَّ العلم".
***
كتب الضبط:
كتب إلي الأخ الكريم البحاثة المحقق المتتبع المفيد الدكتور محمد فاتح قايا يقول:
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه كتب في الضبط، وأنا أحتاجُها، لأنني أكتب في ضبط الأسماء والكنى والألقاب والنسب، هل هناك مصادر أخرى تنصحون بها، نزيدها في القائمة؟
الأنساب للسمعاني.
اللباب في تهذيبه لابن الأثير.
لب اللباب للسيوطي.
ذيل لب اللباب لابن العجمي.
مختصر فتح رب الأرباب لعباس المدني.
معجم البلدان لياقوت. وهل تنصحون بكتاب آخر في البلدان وأسماء الأمكنة والمواضع والقبائل؟
القاموس المحيط للفيروزآبادي.
تاج العروس للزبيدي.
الإكمال لابن ماكولا.
تكملة الإكمال لابن نقطة.
تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني.
مشارق الأنوار للقاضي عياض.
جامع الأصول لابن الأثير، قسم الخاتمة منه.
تهذيب الأسماء واللغات للنووي.
وفيات الأعيان لابن خلكان (وكان العلامة عبدالسلام هارون قيد منها ما قيده ابن خلكان في كتاب).
توضيح المشتبه لابن ناصر الدين.
تبصير المنتبه لابن حجر.
تقريب التهذيب، له أيضًا.
الضوء اللامع للسخاوي، القسم الأخير منه.
المغني في ضبط أسماء الرجال للفتني.
ومَن يزد ويستدرك جزاه الله عني كل خير وأوفاه وأبلغه. الشرط في الكتاب أن يكون في ضبط الملتبس والمشتبه، ويكون معتمدًا. ونحن نفتقر خاصة إلى كتبٍ في ضبط أسماء المتأخرين من العلماء، وخاصة أسماء مَن بعد القرن التاسع، وكتبٍ في ضبط أسماء أهل الأندلس والغرب الإسلامي. فهل من مفيد؟).
فكتبتُ إليه:
يضاف:
-تثقيف اللسان بضبط الأعلام (معجم في الضبط بالحروف للأعلام من الأشخاص والبلدان وما يلحق بهما مستقرأ من أكثر من عشرين مؤلفًا عامتها من كتب التراجم) تأليف: د. عواد الخلف ود. قاسم علي سعد. في أربعة مجلدات ضخمة.
وللصالحي الشامي همة عالية في الضبط في (سبل الهدى والرشاد)، وفي (عقود الجمان) وسائر كتبه. ولو تتبعها باحثٌ نابهٌ لخرج بكتاب نافع جدًّا. وله طرائف في ذلك فحين ذكر البراء بن عازب قال: عازب ضد متزوج. حتى لا يتحرف الاسم. وكان هو عازبًا كما تعلمون.
وللداودي ذيل على كتاب شيخه السيوطي: لب اللباب لم يُطبع بعد. وهو على حواشي نسخته التي بخطه، وهي عندي صورتها من إسطنبول يمكنني إرسالها إليكم. وليت طالبًا نابهًا يعكف على هذه الحواشي ويجردها.
***
الأسماء الموريتانية كذلك:
كتب إلي الأخ الدكتور وليد فائق معلقًا على الحلقة (56) من (رؤوس أقلام):
"حفظكم الله شيخنا.
طربتُ لتتمة الأسباب في غرابة الأسماء الموريتانية، لعل ذلك لأنها تتمة سيل مدادي.
وتأييدًا لقولهم بتغيير اسم النبي صلى الله عليه وسلم، فإني وجدتُّ ذلك عند الأكراد في شمال العراق، حيث يقولون لمن اسمه محمد: حمه.
ووجدتُّ ذلك عند الأتراك، حيث ينطقون الاسم الكريم بعدة ألفاظ، منها: مَهْمَت، ومَمَّت، وميماتي.
لكن سبب ذلك ليس السبب الذي ذُكر عن بربر موريتانيا، فقد سألتُهم عن هذا التغيير فقالوا: كي نتجنب لفظ الاسم النبوي إذا شتمنا صاحب الاسم.
وعندي في الجامعة طالب أفريقي اسمُه: مامپادو فلما سألتُه عن معنى اسمه فقال: محمد.
وطالب آخر من الصين اسمه: مِيامِتِنْگ وقال بأنه يعني: محمد في بعض لهجات الصين".
***
خاطرة المعروف:
كتب الأخ الكريم الدكتور مصعب سلمان أحمد السامرائي تعليقًا جميلًا على مجلسنا الذي عقد لقراءة كتاب "القول المعروف في فضل المعروف"، قال:
عقد شيخُنا وأستاذُنا الدكتور عبدالحكيم محمّد الأنيس -حفظه الله- مجلسًا لقراءة كتاب (القول المعروف في فضل المعروف للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الكَرْمي المقدسي الحنبلي ت:1033) مساء يوم الأربعاء (21) من صفر سنة (1445) الموافق (6 / 9 / 2023).
وقد خطر لي: أنّ فضلَ عمل المعروف معروف، وصاحبه بين الناس محبوب ومألوف، وأجره عند الله يزيد على المئات بل يفوق الألوف، لاسيما نصرة المظلوم وإعانة الفقير وصلة الرحم وفكّ الأسير وإطعام الجائع وإغاثة الملهوف، وقد يعلو في بعض الأوقات ثواب إشهار السيوف عند تلاقي الصفوف، وهذا مما حثّ له سيدُنا ومولانا محمّد ﷺ الموصوف في معجز الكمات والحروف بأنّه بالمؤمنين رحيم ورؤوف.
والمعروفُ كلمةٌ جامعة، لكل خير صانعة، ومِن كل شر مانعة، ولا تجد عنها عند العقلاء صرفة أو ممانعة، وهي بين القيم جميلة ورائعة، كما أنّ وقْعَ المعروف له في النفوس لذة ماتعة، وصوره بين الخلائق شائعة، يغتنمُها أولو القلوب الوجلة والوجوه الناصعة، ولا يحيد عنه إلا مَن غفل عن العيون الدامعة والبطون الجائعة.
كم مغيَّبٍ ومنفيٍّ وجدَ أهله، ومضطهدٍ ملكَ حريته، ومكسورٍ جبرَ المعروفُ خاطره، ومظلومٍ بعد حينٍ استرجعَ مظلمته، ومسلوبٍ استردّ حقوقه!
جمعتْ خديجةُ -رضي الله عنها- صور المعروف في كلمة مهمّة: "فواللَّهِ لا يُخزيكَ اللَّهُ أبدًا؛ إنّك لَتصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلُ الكلَّ، وتَقْرِي الضَّيفَ، وتُعِينُ على نوائِبِ الحقِّ"، وهي منهاج أمّة، ومنهجٌ قويمٌ لأصحاب العزيمة والهمّة، تستحق به الكرامة وينجو بها العبد مِن كل فاجعة ملمّة، ولا يُوصف بين الخلق بسوء أو مذمّة.
أهلُ المعروف رايتُهم عالية، ونفوسُهم من الشحّ والبخل والحقد خالية، وأعمالُ البر في صحفهم لا تفنى ولا تصيرُ بالية، وأجورُهم في الآخرة سلعة الله الغالية".
***
تاريخ السيوطي:
قال الشيخ مرعي الكرمي في كتابه "نزهة الناظرين في تاريخ مَن ولي مصر من الخلفاء والسلاطين" (ج 8 من مجموع رسائله ص 105): "قال السيوطي في تاريخه".
والمقصود كتابه "تاريخ الخلفاء" فليُعلم.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع