مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
15/06/2023 القراءات: 709
روى البيهقي في مناقب الإمام أحمد عن عثمان بن زائدة قال العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل. فحدثت به أحمد بن حنبل فقال العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.
وروى أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال ما كثرت النعم على قوم قط إلا كثر أعداؤها. وقد ذكرت خبر حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا يا رسول الله وكيف يذل نفسه؟ قال يتعرض من البلاء ما لا يطيق» وقال بعضهم:
إن الهوان حمار الموت يألفه ... والحر ينكره والفيل والأسد
ولا يقيم بدار الذل يألفها ... إلا الذليلان عبد السوء والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحد
وقال آخر:
إذا كنت في دار يهينك أهلها ... ولم تك مكبولا بها فتحول
وقال آخر:
لا تأسفن على خل تفارقه ... إن الأقاصي قد تدنو فتأتلف
فالناس مبتذل والأرض واسعة ... فيها مجال لذي لب ومنصرف
وقال آخر:
إذا ما الحر هان بأرض قوم ... فليس عليه في هرب جناح
وقد هنا بأرضكم وصرنا ... كقيء الأرض تذروه الرياح
وقال آخر:
وإذا الديار تنكرت عن حالها ... فدع الديار وأسرع التحويلا
ليس المقام عليك حقا واجبا ... في منزل يدع العزيز ذليلا
وقال آخر:
وكنت إذا ضاقت علي محلة ... تيممت أخرى ما علي تضيق
وما خاب بين الله والناس عامل ... له في التقى أو في المحامد سوق
ولا ضاق فضل الله عن متعفف ... ولكن أخلاق الرجال تضيق
وقال آخر:
إذا كنت في دار فحاولت رحلة ... فدعها وفيها إن أردت معاد
وقال آخر:
اصبر على حدث الزمان فإنما ... فرج الشدائد مثل حل عقال
فإذا خشيت تعذرا في بلدة ... فاشدد عليك بعاجل الترحال
إن المقام على الهوان مذلة ... والعجز آفة حيلة المحتال
وقيل:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة ... نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد إن نزلت بها ... أهلا بأهل وجيرانا بجيران
وقال ابن عبد البر حين رحل من إشبيلية:
وقائلة مالي أراك مرحلا ... فقلت لها صبرا واسمعي القول مجملا
تنكر من كنا نسر بقربه ... وعاد زعاقا بعد ما كان سلسلا
وحق لجار لم يوافقه جاره ... ولا لايمته الدار أن يترحلا
أليس بحزم من له الظل مقعد ... إذا أدركته الشمس أن يتحولا
بليت بحمص والمقام ببلدة ... طويلا لعمري مخلق يورث البلا
إذا هان حر عند قوم أتاهم ... ولم ينأ عنهم كان أعمى وأجهلا
ولم تضرب الأمثال إلا لعالم ... ولا غرب الإنسان إلا ليعقلا
قال ابن عبد البر قيل للأوزاعي رجل قدم إلى ضيفه الكامخ والزيتون وعندهم اللحم والعسل والسمن؟ فقال لا يؤمن هذا بالله ولا باليوم الآخر. قال الشاعر:
طعامي طعام الضيف والرحل رحله ... ولم يلهني عنه غزال مقنع
أحدثه إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
وقال آخر:
يستأنس الضيف في أبياتنا أبدا ... فليس يعلم خلق أينا الضيف
وقال حسان:
يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل
وقد عرفت كلابهم ثيابي ... كأني منهم ونسيت أهلي
وقال آخر:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ... ويخصب عندي والمحل جديب
وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ... ولكنما وجه الكريم خصيب
وقيل:
ضيفك قابله ببشرك وليكن ... له منك أبكار الحديث وعونه
وقيل:
تراهم خشية الأضياف خرسا ... يصلون الصلاة بلا أذان
وقيل:
ذريني فإن الشح يا أم مالك ... لصالح أخلاق الرجال سروق
ذريني وحظي في هواني إنني ... على الحسب العالي الرفيع شفيق.
العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع