مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


الحكمة من ترتيب أفعال الحج والعمرة

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


15/06/2024 القراءات: 419  


الحكمة من ترتيب أفعال الحج والعمرة
الحكمة من ترتيب أفعال الحج والعمرة ظاهرة: فتكون البداية بالإحرام والتلبية، وبهما يعلن المسلم دخوله في نسك الحج أو العمرة، والتزامه بأحكامهما.
والبدء بالطواف عند الوصول إلى مكة، لأن البيت هو أعظم ما في الحرم، والطواف من أهم أركان الحج والعمرة، فيناسب البدء به دون غيره.
وبعد الانتهاء من الأفعال المتعلقة بالبيت، يناسب الانتقال إلى الأفعال الأخرى، وهي السعي بين الصفا والمروة لأنها أقرب إلى البيت.
ثم المبيت بمنى؛ لأنها استعداد لأهم ركن في الحج، وهو الوقوف بعرفة، ثم المبيت بمزدلفة؛ لأنها طريق لباقي مناسك الحج بعد الإفاضة من عرفة، فناسب أن يستريح فيها الحاج استعداداً لأعمال يوم النحر.
ثم يكون رمي الجمرة؛ لأنها بمنى تلي مزدلفة، وناسب الحلق والنحر في هذا اليوم، لأنه يوم العيد.
ثم الطواف بالكعبة شكراً لله تعالى على إكمال أهم أعمال الحج.
ثم يليه المبيت بمنى -وهي المكان الذي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ذبح هدايا الحج فيه- فناسب أن يقيم الحاج فيه أيام التشريق؛ لذكر الله تعالى ولنحر الهدايا وأكلها وتوزيعها.
عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ) وزاد في رواية (وَذِكْرٍ لِلَّهِ) [رواه مسلم].
ولهذا نهي الصوم فيها إلا لمن لم يجد الهدي.
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَالاَ: (لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ، إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ) [رواه البخاري].
ثم يكون النزول إلى مكة لطواف الوداع ومغادرة الحاج مكة.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وأما أسرار ما في هذه العبادة من الإحرام، واجتناب العوائد، وكشف الرأس، ونزع الثياب المعتادة، والطواف، والوقوف بعرفة، ورمى الجمار، وسائر شعائر الحج؛ فمما شهدت بحسنه العقول السليمة والفطر المستقيمة، وعلمت بأن الذي شرع هذه لا حكمة فوق حكمته" انتهى. [مفتاح دار السعادة: 2 / 869].


الحكمة، الحج، العمرة، ترتيب، التلبية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع