مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الرحلة إلى الطائف (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


10/02/2023 القراءات: 367  


ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا ، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين(الجبلين) على أهل مكة‏.‏

وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة: "يا رسول الله، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟"، فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة (المقصود : عقبة الطائف)
إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال (من أكابر أهل الطائف)
فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب (وهي ميقات أهل نجد)
فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابه قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ،فناداني فقال:- إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، ولقد أرسل إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم .

فناداني ملك الجبال وسلم علي ثم قال :- يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك ، فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة)
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :- بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً"
البخاري ومسلم

وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دنا من مكة ، بعث رجلًا من خزاعة إلى الأخنس بن شَرِيق ليجيره، فقال‏:‏ أنا حليف، والحليف لا يجير ، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال سهيل‏:‏ إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدى، فقال المطعم‏:‏ نعم ، ثم تسلح ودعا بنيه وقومه ، فقال‏:‏ البسوا السلاح، وكونوا عند أركان البيت، فإني قد أجرت محمدًا، ثم بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن ادخل، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهي إلى المسجد الحرام

فقام المطعم بن عدى على راحلته فنادى‏:‏ يا معشر قريش، إني قد أجرت محمدًا فلا يهجه أحد منكم، وانتهي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه، وطاف بالبيت، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم بن عدى وولده محدقون به بالسلاح حتى دخل بيته‏.‏
وقيل‏:‏ إن أبا جهل سأل مطعمًا‏:‏ أمجير أنت أم متابع ـ مسلم‏؟‌‏.‏ قال‏:‏ بل مجير‏.‏ قال‏:‏ قد أجرنا من أجرت‏.‏

وقد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم هذا الصنيع، فقال في أسارى بدر‏:‏
‏"‏لو كان المطعم بن عدى حيًا ، ثم كلمنى في هؤلاء النتنى لتركتهم له‏"
البخاري


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الرحلة إلى الطائف (1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع