مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


بيت المقدس العلاقة بين الاسم والمسمى

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


11/05/2024 القراءات: 496  


بيت المقدس العلاقة بين الاسم والمسمى
1- لتطهره من الشرك، قال الراغب الأصفهاني (502هـ): "والبيت المقدس هو المطهر من النجاسة، أي: الشرك، وكذلك الأرض الْمُقَدَّسَة " (المفردات:120).
2- لتطهير من أمَّه من الذنوب، قال ابن الأثير (606هـ)، والسمين (756هـ): وسمي بيت المقدس؛ لأنه الموضع الذي يتقدس فيه من الذنوب "(النهاية في غريب الحديث:4/24، وعمدة الحفاظ إلى أشرف الألفاظ: 3/282). وقال ابن قيم (751هـ): "ومنه بيت المقدس لأنه مكان يتطهر فيه من الذنوب، ومن أمَّه لا يريد إلا الصلاة فيه رجع من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومنه سميت الجنة حظيرة القدس لطهارتها من آفات الدنيا "(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل:179).
3- لأن فيه بيت الله المسجد الأقصى، قال الفيروز آبادي (817هـ) : "وخرج إلى بيت المقدس، وإلى القدس، وإلى الأرض المقدسة، وإلى البيت المقدس، أي إلى بيت المكان المقدس (بصائر ذوي التمييز:4/247). قلت: وهو قول وجيه؛ حيث لما كان المسجد الأقصى قلب المدينة فقدسها الله تعالى وتقدمت بمسجدها، لا سيما وهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، فتقدس عند الله سبحانه، تقديساً إلاهياً، وثبت تقديس بيت المقدس بالوحي بخلاف البيت الحرام وصف بالقادس على لسان العرب لا بالوحي. وعليه ذهب عدد من العلماء والمفسرين إلى أن الأرض المقدسة المذكورة في القرآن في بيت المقدس منهم: الجوهري (393هـ) (الصحاح:2/287)، والزمخشري (538هـ ) (1/607)، وابن كثير (774هـ ) (في تفسيره:2/41)، وأبو السعود (951هـ) (إرشاد العقل السليم:3/23). ومنهم من فسر الأرض المقدسة والمباركة بمعنى واحد، ورجح الطبري (310هـ) وغيره أنها مما بين الفرات وعريش مصر (جامع البيان:6/207).
4- لدفن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام فيها، قال ابن عاشور: "والأرض المقدسة بمعنى المطهرة المباركة أي التي بارك الله فيها، أو لأنها قدمت بدفن إبراهيم عليه السلام في أول قرية من قراها وهي خبرون - الخليل -." (التحرير والتنوير:6/162).
قلت: وهو بعيد؛ فالأنبياء والرسل ممن دفنوا في غير أرض فلسطين كثير، ولم يقدسها الله تعالى بدفتهم فيها.
5- قرار الأنبياء ومهبط الرسالات ومسكن المؤمنين، قال الزمخشري (538هـ) والبيضاوي (691هـ) وأبو حيان (745هـ): "وكان بيت المقدس قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين" (الكشاف:1/608، وأنوار التنزيل:2/121، والبحر المحيط:3/469 ضمن أقوال ولم يرجح). وقال البقاعي (885هـ): "المقدسة المطهرة المباركة التي حكم الله أن يطهرها بأنبيائه ورسله من نجس الشرك وضر المعاصي والإفك" (نظم الدرر:2/425). وقال أبو السعود (951هـ): "والأرض المقدسة: هي بيت المقدس، سميت بذلك لأنها كانت قرار الأنبياء ومسكن المؤمنين" (إرشاد العقل السليم:3/23)، وقال رشد رضا (1282هـ): "المطهرة من الوثنية لما بُعث فيها من الأنبياء" (تفسير المنار:6/325).


بيت المقدس، الاسم والمسمى، القدس، المقَدَّس، المسجد الأقصى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع