مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الرحلة إلى الطائف

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


10/02/2023 القراءات: 329  


سلسلة السيرة النبوية

🔻 الرحلة إلى الطائف

لما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تكن نالته منه في حياة عمه أبي طالب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، يلتمس من ثقيف النصرة والمنعة بهم من قومه، ورجا أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله تعالى، فخرج إليهم في شوال سنة عشر من النبوة ، وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميلًا، سارها ماشيًا على قدميه جيئة وذهوبًا، ومعه مولاه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منهم

انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وعمد إلى نفر من ثقيف هم سادة ثقيف وأشرافهم وهم أخوة ثلاثة‏:‏ عبد ياليل، ومسعود، وحبيب بنو عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف‏.‏

فجلس إليهم فدعاهم إلى الله، وكلمهم لما جاءهم له من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه‏.‏
فقال أحدهم‏:‏ هو يمرط ثياب الكعبة(أي يمزقها ) إن كان الله أرسلك‏.‏
وقال الآخر‏:‏ أما وجد الله أحداً أرسله غيرك‏؟‏
وقال الثالث‏:‏ والله لا أكلمك أبداً لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك‏.‏

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، قال لهم‏:‏
‏(‌‏(‏إن فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي‏)‌‏)‌‏.‏
وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ ذلك قومه فيزدادوا تطاولا عليه ، فلم يفعلوا وتطاولوا عليه وطردوه ثم أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به،حتى اجتمع عليه الناس وجعلوا يرمونه بالحجارة ، حتى دميت قدماه الشريفتان ، وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصيب في رأسه

وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وهما فيه‏ ‏،فلما التجأ إليه رجعوا عنه ، فعمد إلى ظل حبلة من عنب، فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما يلقى من سفهاء أهل الطائف‏.‏

فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي، تحركت له رحمهما ، فدعوا غلاماً نصرانياً يقال له‏:‏ عداس، وقالا له‏:‏ خذ قطفاً من هذا العنب و اذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلا :( بسم الله) ثم أكل‏

فقال عداس‏:‏ إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أي البلاد أنت‏؟‏ وما دينك‏؟‏)
قال‏:‏ أنا نصراني من أهل نِينَوَى‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏
(من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى‏)‌‏ ، قال له‏:‏ وما يدريك ما يونس ابن متى‏؟‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي‏)‏
فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها‏.‏

فقال ابنا ربيعة أحدهما للآخر‏:‏ أما غلامك فقد أفسده عليك‏ ، فلما جاء عداس قالا له‏:‏
ويحك ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ يا سيدى، ما في الأرض شيء خير من هذا الرجل، لقد أخبرني بأمر لا يعلمه إلا نبى ، قالا له‏:‏ ويحك يا عداس ، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه‏.‏


سلسلة السيرة النبوية 🔻 الرحلة إلى الطائف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع