مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
🔻فتح خيبر (1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
16/03/2023 القراءات: 340
وفى خلال المعارك التي تمت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اليهود حدثت بطولات وتضحيات وتمت عدة مبارزات فقد خرج من حصون اليهود فارس يدعى مرحبا حمل سلاحه ودعى الى المبارزة..
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من لهذا ؟" فقال محمد بن سلمة : انا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتل أخي بالأمس فقال : "قم إليه اللهم أعنه عليه" فصارا يتجاولان بسيفيهما حتى قتله محمد بن سلمة رضي الله عنه، وفى راوية أخرى أن الذى قتل مرحبا هو على بن أبى طالب رضي الله عنه بعد أن دفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرايه وأمره بفتح الحصن ..
ثم خرج بعد مرحبا أخوه ياسر فقتلة الزبير بن العوام رضي الله عنه
وحدث أيضا أن كان فى جيش المسلمين رجل من الأعراب كان يقوم بمهمة الحراسة خلف ظهور المسلمين وغنم المسلمون شيئا فقسمة الرسول صلى الله عليه وسلم بين المقاتلين ومنهم هذا الرجل فلما دفعوه إليه قال : ما هذا ؟ قالوا : قسم لك رسول الله صلى الله عليه و سلم
فأخذه فجاء به إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا يا رسول الله ؟ قال :
" قسم قسمته لك " ، قال: ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقة – بسهم – فأموت فأدخل الجنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إن تصدق الله يصدقك"
ثم نهضوا على قتال العدو فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو مقتول فقال : " أهو هو ؟" قالوا : نعم ، قال : " صدق الله فصدقة " ، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ثم قدمه فصلى عليه وكان من دعائه له: " اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا فى سبيلك قتل شهيدا وأنا عليه شهيد "
وقد استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يفتح كثيرا من حصون خيبر رغم قوتها وشدة حصانتها ولم يبق من حصونهم إلا " الوطيح والسلالم " فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة ، حتى أيقن اليهود بالهلكه ويئسوا من المقاومة ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلح وحقن دماء من في حصونهم من المقاتلة، وترك الذرية لهم، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، ويخلون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من مال وأرض وعلى الصفراء والبيضاء- أي الذهب والفضة- والكراع والحلقة إلا ثوبا على ظهر إنسان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وبرئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئا» فصالحوه على ذلك . وبعد هذه المصالحة تم تسليم الحصون إلى المسلمين، وبذلك تم فتح خيبر.وعلى رغم من تعهد اليهود بعدم إخفاء شئ من أموالهم ، إلا أن ابنا أبي الحقيق أخفيا مالا كثيرا، فقد أخفيا مال وحلي لحيي بن أخطب، كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير.
وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه، فجحد أن يكون يعرف مكانه، فأتى رجل من اليهود فقال: إني رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنانة: «أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك؟» قال: نعم! فأمر بالخربة، فحفرت، فأخرج منها بعض كنزهم ، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهما
وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجليهم من ديارهم فسألوه أن يبقهم بأرضهم وقالوا : نحن أعلم بها منكم وأعمر لها فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف على أنه أذا شاء أن يخرجهم أخرجهم
وكانت صفية بنت حيي بن أخطب النضري بين أسرى اليهود ، وجعلت في السبايا ، وعرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت، فأعتقها وتزوجها، وجعل عتقها صداقها، حتى إذا كان راجعا إلى المدينة حلت، فجهزتها له أم سليم، فدخل بها ، ورأى بوجهها خضرة، فقال:" ما هذا؟ " قالت: يا رسول الله، رأيت قبل قدومك علينا كأن القمر زال من مكانه، وسقط في حجري، ولا والله ما أذكر من شأنك شيئا، فقصصتها على زوجي، فلطم وجهي. فقال: تمنين هذا الملك الذي بالمدينة
وفي هذه الغزوة قدم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمه جعفر بن أبي طالب وأصحابه، ومعهم الأشعريون أبو موسى وأصحابه.رضي الله عنهم جميعا ، فأسهم لهم من فتح خيبر ، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر شيئا إلا لمن شهد معه، إلا لجعفر وأصحابه
ولما قدم جعفر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه وقبله، وقال: «والله ما أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر» .
ولما أطمأن رسول الله بخيبر بعد فتحها أهدت له زينب بنت الحارث، - امرأة سلام ابن مشكم- شاة مصلية (مشوية ) وقد سألت أي عضو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تناول الذراع، فلاك منها مضغة، فلم يسغها، ولفظها، ثم قال: «إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. ثم دعا بها فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟» قالت:
قلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيا فسيخبر، فتجاوز عنها.
وكان معه بشر بن البراء بن معرور، أخذ منها أكلة، فأساغها، فمات منها.
واختلفت الروايات في التجاوز عن المرأة وقتلها، وجمعوا بأنه تجاوز عنها أولا، فلما مات بشر قتلها قصاصا
🔻فتح خيبر (1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع