مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻 اﻹسراء و المعراج(3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


13/02/2023 القراءات: 316  


ولقد ارتد بعض من ضعاف الإيمان ،فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
" لما أُسرِيَ بالنبي صلي الله عليه وسلم إلى المسجدِ الأقْصى ، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك ، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به ، و صدَّقوه ، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ
فقالوا : هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ ؟
قال : أو قال ذلك ؟
قالوا : نعم
قال : لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ
قالوا : أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ ؟
قال : نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك ، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه ، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ"
صححه الألباني

ثم عادت قريش تطالب النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء يبرهن بها على صدق قوله ، فذكر لهم أنه مر ببني فلان وهم نيام ولهم اناء فيه ماء قد غطوه فكشف غطاءه و شرب ما فيه ثم غطاه كما كان و أخبرهم بان القافلة ستصل بعد مغيب شمس هذا اليوم يتقدمها جمل أورق عليه غرارتان أحدهما بيضاء و الأخرى برقاء, و بالفعل وصلت القافلة فى الوقت و على الهيئة التى اخبر عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم و سألتها قريش على أمر الاناء فأخبرتهم بما ذكره الرسول صلى الله عليه و سلم
و مع ذلك لم تصدق قريش الرسول صلي الله عليه وسلم , و عادت إلى أشد مما كانت عليه من الجمود و الصد و الاتهام

ويمكن القول بأن حادثة الإسراء كانت تطمينا ومواساة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،وفتنة للكافرين الذين زاد عنادهم وكفرهم، ولبعض ضعفاء الإيمان ممن زلزل الحادث إيمانهم ، فكفروا ولم يعودوا إلى حظيرة الإيمان حتى قتلوا
مسند أحمد

ولما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبيحة ليلة الإسراء جاءه جبريل عند الزوال فبين له كيفية الصلاة وأوقاتها، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فاجتمعوا وصلى به جبريل في ذلك اليوم إلى الغد، والمسلمون يأتمون بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقتدي بجبريل
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أَمَّنِي جبريلُ عليه السلامُ عندَ البيتِ مرتينِ ، فصلَّى الظهرَ في الأولَى منهما حينَ كان الفَيْءُ مثلَ الشراكِ ، ثُمَّ صلَّى العصرَ حينَ كان كُلُّ شيْءٍ مثلَ ظلِّهِ ، ثُمَّ صلَّى المغرِبَ حينَ وجَبَتِ الشمسُ وأفطرَ الصائِمُ ، ثُمَّ صلَّى العشاءَ حينَ غابَ الشفَقُ ، ثُمَّ صلَّى الفجرَ حينَ بَرَقَ الفجرُ وحُرِّمَ الطعامُ علَى الصائِمِ . وصلَّى المرَّةَ الثانِيَةَ الظهرَ حينَ كان ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَهُ ، لوقتِ العصرِ بالأمسِ ، ثُمَّ صلَّى العصرَ حينَ كانَ ظلُّ كلِّ شيءٍ مثلَيْهِ ، ثُمَّ صلَّى المغرِبَ لوقتِهِ الأوَّلِ ، ثُمَّ صلَّى العشاءَ الآخرِةَ حينَ ذهبَ ثُلُثُ الليلِ ، ثُمَّ صلى الصبحَ حينَ أسفرَتِ الأرضُ . ثُمَّ التفَتَ إلَيَّ جبريلُ فقال : يا محمدُ ، هذا وقتُ الأنبياءِ مِنْ قبلِكَ ، والوقتُ فيما بينَ هذينِ الوقتينِ
الترمذي


سلسلة السيرة النبوية 🔻 اﻹسراء و المعراج(3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع