مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (140)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


01/02/2024 القراءات: 447  


لا تنسَ ربَّك (تأصيل وتذييل):
كتبَ إليَّ الأخُ الكريمُ الفاضلُ المحققُ الشيخ محمد بن مهدي العجمي (من الكويت) قائلًا:
من الأبيات الآسرة للأديب محمد بن أحمد يوره الديماني رحمه الله:
لا تنسَ ربَّك في ريٍّ ولا ظمأِ ... ولا بحضرة ضرغامٍ ولا رَشَأِ
واذكرْهُ مُنفردًا يَذكرْك مُنفردًا ... واذكرْهُ في ملأٍ يَذكرْك في ملأِ
وقد نشرتُ هذين البيتين عبر الوتس اب، واطلعَ عليهما مجموعة من العلماء والأدباء، فأضافوا مذييلين ما أُوردُهُ هنا على ترتيب وصوله إليَّ:
-قال الأستاذ محمد الروكي (فاس):
واذكرْهُ في كلِّ حينٍ دائمًا أبدًا ... يُطهر القلبَ مِنْ رانٍ ومِنْ صَدإ
فالذكرُ للقلب يُذكيه ويَشحنهُ ... فيطمئنُّ ويمضي وهْوَ لم يُسئ
والروحُ مرتعُها القرآنُ يرفعُها ... فيرتقي البدنُ المخلوقُ مِنْ حمإ
والذكرُ للعبد كنز ٌلا نفادَ له ... فاظفرْ بكنزك مِنْ نقد ومِنْ نسإ
-وقال الشيخ محمد كلاب (غزة):
واشرحْ فؤادَك بالتسبيحِ مجتهدًا ... واستغفر اللهَ مِن ذنبٍ ومِن خطأ
-وقال الشيخ قاسم محمد جاسم (بغداد):
تُضيء بالنيّرين الأرضُ مشرقةً ... وذي القلوبُ بغير الذكر لم تُضىءِ
-وقال د. ثائر الحنفي (سامراء):
هو النَّصيرُ لعبدٍ قامَ مُبتهلًا ... يدعوهُ بالليل مِنْ ضرٍ ومِنْ رُزءِ
-وقال د. بدر العمراني (طنجة):
وأُنْسُ سرّك يزكو بالهُدى طرَبًا ... بالوصْل في سَكَنٍ يهفُو إلى لَجَأِ
-وقال د. أبو بكر الشهال (طرابلس-لبنان):
وذكرُ ربِّكَ للأرزاقِ مجلبةٌ ... فلا تكنْ جاحدًا كالحالِ مِنْ سبإِ
-وقال الشيخ محمد عبدالحميد عبطان (العراق):
واقصدهُ في هدأةِ الأسحارِ مُرتجيًا ... لأمةِ المُصطفى عَوْدًا لمبتدإ
-وقال الشيخ يحيى محمد الخضر ما يابى الشنقيطي (موريتانيا):
منْ جاءَ للهِ مَشيًا قَصْدَ مغفرةٍ ... أتاهُ هرْولةً في ثابتِ النبَإ
-وقال الشيخ أحمد بن عباس المسّاح (جدة):
واللهُ في مُحكم التنزيلِ أخبرَنا ... فاسمعْ بقلبِك ما قدْ جاءَ مِنْ نبإِ
إنْ تذكروا اللهَ حقًّا فهْو يذكرُكمْ ... والمرءُ بالذكرِ في حصنٍ ومُلتجإِ
-وقال السيد ناجي الراوي الرفاعي (العراق):
وحقِّقِ القصدَ بالتجريدِ وافنَ به ... تفزْ بقاءً بلا جُوعٍ ولا ظمإِ
-وقلتُ (عبدالحكيم الأنيس):
يا ربِّ أنتَ لِما أرجوهُ مِنْ "خبَر ٍ" ... وقد دعاكَ بحُسْنِ الظنِّ "مُبْتَدِئي"
***
الذلة لا الزلة:
(شيخنا الكريم: وأنا أطالعُ "إكمال المعلم" للقاضي عياض: (8: 235) بتحقيق: محمد حسن إسماعيل وأحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية. لفت نظري تصحيف في شرح الحديث، وهو في قوله: "والصبية يتضاغون عند قدمي": يريد: يصيحون ويستغيثون من الجوع، والضغاء مضموم ممدود: ‌صوت ‌[الزلة والاستخذال].
والصواب أن يضبطها المحققُ (الذلة والاستخذاء). والضغاء: صوت الذليل المقهور إذا شق عليه كما في "العين"، و"تهذيب اللغة". والاستخذاء الخضوع. ومما يؤكد التحريف قولُ القاضي عياض في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار": (61/2): (والضغاء صوت الذلة والاستخذاء).
د. أسامة الحيّاني).
***
تفسير الصفوي:
يتحرف اسم هذا المفسر في بعض المخطوطات إلى: الصفدي، وهو الصفوي.
قال حاجي خليفة في "الكشف": "جوامع التبيان في التفسير للسيد الفاضل معين الدين محمد بن عبدالرحمن الإيجي الصفوي
وهو تفسيرٌ لطيفٌ ممزوجٌ كتفسير القاضي البيضاوي في مجلد.
أوله: الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى.
ذكرَ فيه أنَّ والده شرع في تفسير فكتب من سورة الأنعام نبذًا وترك وقال له: أنت مأمورٌ بذلك. فاستخار الله سبحانه وتعالى في الملتزم فشرع في الروضة الشريفة في الثاني من جمادى الآخرة سنة (904)، واختتمه في 25 شهر رمضان سنة (905).
ومِن فوائده قولُه: اعلمْ أن ما يحتويه أكثر التفاسير يُرى في هذا التفسير مع معان نفيسة صحيحة لم تُوجد في كثير منها، وكثيرًا تجد الزمخشري ومَنْ يحذو حذوه أعرضوا عن المعنى المنقول عن الرسول في الصحاح لعدم فهم مناسبة لفظية أو معنوية، وإنْ نقلوا ما ذكروه إلا آخر الأمر بصيغة التمريض، لكن المسلك في تفسيرنا هذا: الاعتماد على المعاني الثابتة عمَّن أنزل عليه الكتاب، وما نقلنا فيه شيئًا إلا بعد اطلاعٍ وتتبعٍ تامٍّ.
فأعتمدُ على نقل الشيخ الناقد في الرواية: عماد الدين بن كثير فإنه في "تفسيره" قد تفحص عن تصحيح الرواية، وتجسس عن عُجرها وبُجرها، ولو وجدتُ مخالفة بين "تفسيره" وتفسير محي السُّنة البغوي تتبعتُ كتب القوم الذين لهم يدٌ في التصحيح، ثم كتبتُ ما رجحوا، لكن أعتمد قليلًا على كلام ابن كثير فإنه متأخرٌ معتنٍ في شأن التصحيح، ومحيي السُّنة في "تفسيره" ما تعرَّض لهذا بل قد يذكر فيه من المعاني والحكايات ما اتفقوا على ضعفه بل على وضعه.
وأمّا الأحاديث المذكورة في تفسيرنا فمعظمُها من الصحاح الستة، وقد تجد تخريجها مسطورًا في الحاشية.
وكل معنى ذكرنا فيه بصيغة (أو) فما هو إلا للسلف، وما ذكرناه بـ (قيل) فأكثره من مخترعات المتأخرين مما ظفرنا به.
وأمّا وجه الإعراب فما اخترتُ إلا الأظهر، والذي ذكرتُ فيه وجهين أو وجوها فلنكتة.
واجتهدتُ في تنقيح الكلام.
ومآخذ كتابي: "المعالم"، و"الوسيط"، و"تفسير" ابن كثير، والنسفي، و"الكشاف" مع شروحه: الطيبي، والكشف، وشرح المحقق التفتازاني، و"تفسير" البيضاوي.
وقلما تجد آية إلا وقد رمزتُ في تفسيرها إلى دفع الإشكال، أو إلى تحقيق مقال، بعبارة وجيزة أومأتُ إليه بإشارة لطيفة دقيقة في كثير من المواضع أوضحتُه في الحاشية.
وكان بين ابتدائه وإتمامه سنتان وثلاثة أشهر حين بلغ سنّي أربعين سنة. انتهى. ولعل ما قاله أولًا في تاريخ تسويده، ثم بيَّضه في هذه المدة".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع