مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (142)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


04/02/2024 القراءات: 287  


في قبة أبي حنيفة:
هذا تعريفٌ بإمامٍ دُفن إلى جوار أبي حنيفة:
قال الإمام الذهبي في «تاريخ الإسلام» (10/ 433-434):
«محمد بن علي ... قاضي القضاة أبو عبدالله الدامغاني، الحنفي.
شيخ حنفية زمانه. تفقه بخراسان، ثم قدم بغداد في شبيبته، ودرس على القدوري، وسمع الحديث من القاضي أبي عبدالله الحسين بن علي الصيمري، والحافظ محمد بن علي الصوري، وشيخه أبي الحسين أحمد بن محمد القدوري.
روى عنه عبدالوهاب الأنماطي، وعلي بن طراد الزينبي، والحسين المقدسي، وغيرهم، وتفقه به جماعة.
وكان مولده بدامغان سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة، وحصل العلم على الفقر والقنوع.
قال أبو سعد السمعاني: قال والدي: سمعت أحمد بن الحسين البصري الخباز يقول: رأيت أبا عبدالله الدامغاني كان يحرس في درب الرياح، وكان يقوم بعيشته إنسان اسمه أبو العشائر الشيرجي.
قلت: ثم آل به الأمر إلى أن ولي قضاء القضاة للمقتدي بالله، ولأبيه قبله. وطالت أيامه، وانتشر ذكره، وكان مثل القاضي أبي يوسف قاضي الرشيد في أيامه حشمة وجاهًا وسؤددًا وعقلًا، وبقي في القضاء نحوًا من ثلاثين سنة، ولي أولًا في ذي القعدة سنة سبع وأربعين، بعد موت قاضي القضاة أبي عبدالله بن ماكولا.
وقال محمد بن عبدالملك الهمذاني في طبقات الفقهاء: قال قاضي القضاة الدامغاني: قرأتُ على أبي صالح الفقيه بدامغان، وهو من أصحاب أبي عبدالله الجرجاني، وأصابني جدري فاكتحلتُ، وجئت إلى المجلس بعدما برأت فقال: أنت مجدور، فقم. فقمت وقصدت من دامغان نيسابور، فأقمت أربعة أشهر، وصحبت أبا العلاء صاعد بن محمد الأستوائي قاضيها. وقرأت على أبي الحسن المصعبي لدينه وتواضعه، وجرت فتنة بين الطوائف هناك، فمنعهم محمود بن سبكتكين من الجدل، فخرجتُ إلى بغداد ووردتها.
قال محمد: فقرأ على القدوري إلى أن توفي سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ولازم أبا عبدالله الصيمري فلما مات، انفرد بالتدريس، وصار أحد شهود بغداد. ثم ولي قضاء القائم بأمر الله، وبعده لابنه ثلاثين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام. وقد شهد عنده شيخ الشافعية أبو الطيب الطبري، وكان أبو الطيب يقول: أبو عبدالله الدامغاني أعرفُ بمذهب الشافعي من كثير من أصحابنا.
قال: وكان عندنا بدامغان أبو الحسن صاحب أبي حامد الإسفراييني، يعني فاستفاد منه الدامغاني. وكان أبو عبدالله الدامغاني قد جمع الصورة البهية، والمعاني الحسنة من الدين والعقل والعلم والحلم، وكرم المعاشرة للناس، والتعصب لهم. وكانت له صدقات في السر، وإنصاف في العلم لم يكن لغيره. وكان يورد من المداعبات في مجلسه والحكايات المضحكة في تدريسه نظير ما يورده الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نزهة.
عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام، وغسله أبو الوفاء ابن عقيل الواعظ [كذا والصواب عندي: ابن عفان]، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرازي، وصلى عليه ولده قاضي القضاة أبو الحسن على باب داره بنهر القلائين.
ولقاضي القضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرسوا ببغداد، فمنهم أبو سعد الحسن بن داود بن بابشاذ المصري، ومات قبل الأربعين وأربعمائة. ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزينبي، ومنهم أبو طاهر إلياس بن ناصر الديلمي. ومات في حياته. ومنهم أبو القاسم علي بن محمد الرحبي ابن السمناني، وآخرون ...
توفي في رابع عشري رجب، [سنة: 478]، ودُفن في داره بنهر القلائين، ثم نُقل ودُفن في القبة إلى جانب الإمام أبي حنيفة».
ولا ظهور لقبره اليوم.
***
نعمة الخمول:
قال ابنُ أبي الدنيا في كتابه «التواضع والخمول» (ص: 43):
«حدثنا محمد بن علي بن شقيق، حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل [بن عياض] يقول: بلغني "أن الله تعالى يقول للعبد في بعض منته التي منَّ بها عليه: "ألم أنعم عليك؟ ألم أعطك؟ ألم أسترك؟ ألم؟ ألم؟ ألم أخمد [كذا والصواب: أخمل] ذكرك؟
قال: وسمعتُه يقول: ‌إن ‌قدرتَ ‌أن ‌لا ‌تعرف فافعلْ، وما عليك ألا تُعرف، وما عليك ألا يُثنى عليك، وما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس إذا كنتَ محمودًا عند الله عز وجل».
***
الخُطب في جامع الشيخ المر:
خطبتُ بعد وفاة الشيخ عيادة بن أيوب الكبيسي -رحمه الله- في جامع الشيخ المر حيث كان يخطبُ، ست خطب وهي:
-قصتك قصة أبيك آدم. 25 من ربيع الأول 1441.
-أبو ذر والحكمة النبوية. 2 من ربيع الآخر 1441.
-حامل المسك ونافح الكير. 9 من ربيع الآخر 1441.
-التلاوة بين التدبر والتفكر. 16 من ربيع الآخر 1441.
-مساكن الإنسان. 23 من ربيع الآخر 1441.
-نعمة الوجود. 1 من جمادى الأولى 1441.
***
كتب نقلتْ إلى لغات أخرى:
o وظائف العقل في القرآن. نقل إلى الأردية.
o النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان. نقل إلى الأردية.
o العناية بطلاب العلم عند علماء المسلمين. نقل إلى الفارسية.
o حقوق الطفل في القرآن. نقل إلى الإنكليزية. والتركية.
***
زيادة على "قتلى القرآن":
أرسل إلي الشيخ المحقق الدكتور أحمد السلوم تعليقًا على مجلسٍ سابقٍ قرأنا فيه كتاب "قتلى القرآن" للإمام الثعلبي:
"قال ابنُ كثير: وقال عبدالله بن وهب: أخبرنا ابن زيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر)، وقد أنزلت عليه، وعنده رجل أسود، فلما بلغ صفة الجنان، زفر زفرة فخرجتْ نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرج نفسَ صاحبكم -أو قال: أخيكم- الشوقُ إلى الجنة". مرسلٌ غريبٌ".
***
بين الفقه والوعظ:
«محمد بن وهبان الديلمي الأصبهاني، تفقّه بأصبهان على أبي الحسين الخطيبي، وبالري عن أبي خليفة قاضيها، ورد بغداد في زي الديلم، فحلق شعره، وغير زيه، وتفقه على قاضي القضاة أبي عبدالله [الدامغاني]، وقبل شهادته، ورتبه في حلقة بجامع المنصور، وكان يدرس بمسجد أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي بدرب عبدة، وينزل هناك في دار مقابلة، وكان حافظًا للفقه، مليح الدرس والعبارة والإيراد، جيد الكلام في المناظرة، يرجع إلى صلاحٍ ودينٍ، لا يفارق مجلس أبي الوفاء ‌ابن ‌عقيل [كذا!] ‌الواعظ ويقول: الفقه يقسي القلب، والوعظ يرققه». «الجواهر المضية» (2/ 141).


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع