مدونة د. محمد سلامة الغنيمي


القوة الناعمة والأمية الرقمية

د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim


13/10/2022 القراءات: 661  


مع توغل التكنولوجيا الرقمية في الحياة المعاصرة أصبحت الصورة أكثر تأثيرا من الكلمة، وأصبحت الأمية الرقمية أخطر بكثير من الأمية القرائية؛ لذلك استقر الحكم على أن تنمية التفكير الناقد ضرورة تربوية.
ويقع على عاتق جميع الوسائط التربوية (الأسرة والمدرسة ودور العبادة وغيرهم) القيام بهذه الفريضة من خلال توعية الصغار بأن الموقف الافتراضي الذي يشاهدونه في الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي يختلف تماما عن الواقع الحقيقي الذي يعيشونه، ويتم ذلك من خلال تحليل المواقف الافتراضية ومقارنتها بالمواقف الحقيقية، والحكم عليها بالقبول أو الرفض في إطار الثوابت والقيم.
إن مهارات التفكير الناقد تجعل من عقل الإنسان مصفاة تفلتر ما يعرض عليه فيمرر الصالح ويرفض الطالح، وبدون تنمية هذه المهارة يصبح العقل البشري كالإسفنج يتشرب كل ما يعرض عليه بعجره وبجره.
ولذلك تمثل التكنولوجيا الرقمية أخطر وأقوى سلاح من أسلحة القوة الناعمة التي تستخدم في هذا العصر للسيطرة على عقول ومقدرات الشعوب، والأمية الرقمية والبصرية هي أهم التحديات التي تواجه الشعوب للتغلب على قوى الاستعمار الناعمة وتقويض خطرها، ولمواجهة هذا التحدي يجب إكساب الشعوب القدرة على فهم وتحليل ونقد المحتوى الافتراضي في ضوء القيم والثوابت.


قوة ناعمة، أمية، رقمية، تربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


أحسنت دكتور احسن الله اليك