مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي


سن البيان فيما ورد عن ليلة النصف من شعبان

د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a


02/03/2024 القراءات: 1194  


يعدشهرشعبان من الاشهرالهجرية الذي يمتازباقترابه من شهرالطاعات لأنه يسبق رمضان ويمهدلاستقباله وقدذكرابن تيمية في مجموع الفتاوى"عن تخصيص اليوم الموافق للنصف من شعبان بالصوم فمكروه لادليل عليه"كماقال ابن بازفي مجموع الفتاوى"عن ليلة النصف من شعبان ليس فيهاحديث صحيح كل الاحاديث الواردة فيهاموضوعة وضعيفة لااصل لهاوهي ليلة ليس لهاخصوصيةلاقراءةولاصلاة خاصة ولاجماعةوكل ماقاله بعض العلماءان لهاخصوصية فهوقول ضعيف فلايجوزان تخص بشيء"واردف ابن عثيمين في الفتاوى"الصحيح أن صيام النصف من شعبان أوتخصيصه بقراءةأوبذكر لاأصل له وان صيامهاوقيامهابدعة ليس مشروعا"وقدوردت روايات في فضل هذاالشهروفضل ليلة النصف منه على وجه الخصوص منهامايصح ومنهامالايصح فسنمحص ذلك ونذكربعض ماصح منهاأقول وبالله التوفيق ان الاشياء التي صحت عنها:
1-انه شهرترفع فيه الاعمال الى الله ولم يخص النبي ليلة النصف منه برفع الاعمال الى الله فعن اسامة بن زيدقلت يارسول الله لم ارك تصوم شهرامن الشهورماتصوم من شعبان قال"ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهوشهرترفع فيه الاعمال الى رب العالمين فاحب ان يرفع عملي واناصائم"احمدوالنسائي وحسنه الالباني في صحيح الترغيب ويمكنناالقول ان لهذه الليلة فضلاكباقي ليالي شعبان من دون تخصيص فشهرشعبان كله خير
2-انه يستحب صيام معظم ايامه وهذامن هدي النبي فقدكان يصوم شعبان كله وربماصامه الاقليلا قالت عائشة"لم يكن النبي يصوم شهرااكثر من شعبان فانه كان يصوم شعبان كله"البخاري وكأن صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان لذايسن صوم الخامس عشرمنه مجموعاًمع الثالث عشروالرابع عشر باعتباره من الأيام البيض اماالحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعدانتصاف شعبان فهوصحيح كماقال الالباني في مجموع الفتاوى والمرادبه النهي عن ابتداءالصوم بعدالنصف امامن صام اكثرالشهراوكله فقداصاب السنة
3-ان حديث رسول الله"ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفرلجميع خلقه الالمشرك اومشاحن"ابن ماجةوحسنه الالباني وفي الزوائداسناده ضعيف وهذاالحديث تنازع فيه المحدثون على قولين الاول:تضعيفهاوهوقول اكثرالعلماءكماصرح بذلك ابن رجب والثاني:تصحيحهاوتقويتهابمجموع الطرق وهوقول ابن حبان والالباني وقدثبت في الأحاديث الصحيحة نزول الله الى السماءالدنياكل ليلة في الثلث الأخيرمن الليل ومنهاماأخرجه الشيخان في صحيحهماأن النبي قال"ينزل ربناتبارك وتعالى كل ليلة الى السماءالدنياحتى يبقى ثلث الليل الآخرفيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفرله"وعلى هذافلاخصوصية لهذه الليلة على سواهامن الليالي بل ينبغي قيام جميع الليالي لثبوت نزول الرب فيها
وعليه فان الاحاديث المتعددة التي رُويت في فضل تخصيصهابصلاة أوعبادة معينة فلم يصحّ فيهاشيء بل كلهاأحاديث موضوعة وباطلة وحَكَمَ ببطلانهاجمعٌ من أهل العلم منهم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات والبيهقي في الشعب وابن قيم الجوزية في المنارالمنيف وأبوشامة الشافعي في الباعث على إنكارالبدع والحوادث والعراقي في تخريج إحياءعلوم الدين حتى نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانهافي اقتضاءالصراط المستقيم فضلاعن ان القسطلاني ذكرفي المواهب اللدنية"ان التابعين من اهل الشام كخالدبن معدان ومكحول كانوايجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة وعنهم اخذالناس تعظيمها ويقال انهم بلغهم في ذلك اثارإسرائيلية وقدانكراكثر العلماء من اهل الحجاز وقالواذلك كله بدعة"ومماينبغي التنبيه عليه ان أموراًأحدثها الناسُ في هذاالشهرمنهااعتقادُ بعضِهم أن هذه الليلةَ هي المعنيةُ في سورة الدخان فيقدَّرُفيهاالآجالُ والأرزاقُ وهذاخطأٌولكنَّ المقصودَبالآية هي ليلةُ القدرلاليلةَ النصف من شعبان قال تعالى(اناانزلناه في ليلة مباركة اناكنا منذرين فيهايفرق كل امرحكيم)الدخان/3-4وهذاهوالصحيح وهورأي الجمهور وقداجمعت اكثرالتفاسير على ذلك لقوله تعالى(انا انزلناه في ليلة القدر)القدر/1وليلة القدرفي شهررمضان للأحاديث الواردة ولقوله تعالى(شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن)البقرة/185ويكفي طالب الحق في هذاالباب وغيره قوله تعالى)اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)المائدة/3وقال النبي"من أحدث في أمرنا هذا ماليس فيه فهورد"الشيخان ولان النبي كان يقول في خطبة يوم الجمعة"وكل بدعة ضلالة"مسلم والآيات والأحاديث في هذاالمعنى كثيرة وتدل دلالة صريحة على أن الله قدأكمل لهذه الأمة دينهاولم يتوف نبيه إلابعد مابلغ وبيّن للأمة كل ماشرعه الله لها وأوضح النبي أن كل مايحدثه الناس بعده وينسبونه إلى دين الإسلام فكله بدعة مردودعلى من أحدثه ولوحسن قصده ناهيك عن قوله عليه الصلاة والسلام"لاتختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولاتخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الايام الاان يكون في صوم يصومه احدكم"مسلم فلوكان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً لكانت ليلة الجمعة أولى من غيرهالأن يومهاهوخير يوم طلعت عليه الشمس بنص الأحاديث الصحيحة فلماحذر النبي من تخصيصهابقيام من بين الليالي دل ذلك على أن غيرهامن الليالي من باب أولى فلايجوزتخصيص شيء منهابشيء من العبادة إلابدليل صحيح يدل على التخصيص ولماكانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامهاوالاجتهادفيهانبه النبي على قيامهاوفعل ذلك بنفسه كمافي الصحيحين انه قال"من صام رمضان ايماناواحتساباغفرله ماتقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدرايماناواحتساباغفرله ماتقدم من ذنبه"الشيخان وقدعرف أصحاب النبي هذاالأمروعلماء الإسلام بعدهم فأنكرواالبدع وحذروا منهاكماذكرذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكارالبدعة فالصحابة أشدمحبة لرسول الله وهم على الخيرأحرص منا وإنماكمال محبته في متابعته وطاعته وهي طريقة السابقين الأولين فالبدع كثيرة بحكم تأخرالزمن وقلة العلم وكثرة الدعاة إليهاللتشبه بالكفار في عاداتهم مصداقالقول النبي"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراشبراوذراعابذراع حتى لودخلواجحرضب تبعتموهم"البخاري فالحذركل الحذرمن البدع صغيرَهاوكبيرَهافهي ضلالة وكل ضلالة في الناراللهم هل بلغت اللهم فاشهد


(سن البيان ليلة النصف شعبان)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع