مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
🔻فتح مكة (3)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
19/03/2023 القراءات: 334
بعد أن خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس ، وأمن الناس على أنفسهم ،جلس في المسجد، فقام إليه عليّ رضي الله عنه، ومفتاح الكعبة في يده، فقال: يا رسول الله، اجمع لنا الحجابة مع السقاية ، صلى الله عليك
وفي رواية: أن الذي قال ذلك هو العباس رضي الله عنهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له، فقال له:" هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء "
وحانت الصلاة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن يصعد فيؤذن على الكعبة، وأبو سفيان بن حرب، وعتاب بن أسيد، والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة، فقال عتاب:
لقد أكرم الله أسيدا ألا يكون سمع هذا، فيسمع منه ما يغيظه، فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته، فقال أبو سفيان: أما والله لا أقول شيئا، لو تكلمات لأخبرت عني هذه الحصباء،
فخرج عليهم النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «قد علمت الذي قلتم، ثم ذكر ذلك لهم» فقال الحارث وعتاب: نشهد أنك رسول الله، والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول:أخبرك.
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها، وكان ضحى، فظنها من ظنها صلاة الضحى وإنما هذه صلاة الفتح، وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ"، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال لها ذلك.
ولما تم فتح مكة على الرسول صلى الله عليه وسلم- وهي بلده ووطنه وأحب بلاد الله إلى قلبه - قال الأنصار فيما بينهم: أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها- وهو يدعو على الصفا رافعا يديه- فلما فرغ من دعائه قال: «ماذا قلتم؟» قالوا: لا شيء يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم»
فاطمأنت قلوبهم
وحين فتح الله مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين تبين لأهل مكة الحق، وعلموا أن لا سبيل إلى النجاح إلا الإسلام، فأذعنوا له، واجتمعوا للبيعة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا يبايع الناس، وعمر بن الخطاب أسفل منه، يأخذ على الناس، فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا.
ولما فرغ النبيّ صلى الله عليه وسلم من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعد أسفل منه، يبايعهن بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها، لما صنعت بحمزة رضي الله عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبايعكن على ألاتشركن بالله شيئا "
فبايع عمر رضي الله عنه النساء على ألايشركن بالله شيئا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولا تسرقن" فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت من ماله هنات؟ فقال أبو سفيان: اما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد عرفها : "وإنك لهند؟"
قالت: نعم، فاعف عما سلف يا نبيّ الله، عفا الله عنك.
فقال: " ولا يزنين". فقالت: أو تزني الحرة؟ فقال: "ولا يقتلن أولادهن."
فقالت: ربيناهم صغارا، وقتلتموهم كبارا، فأنتم وهم أعلم- وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر- فضحك عمر حتى استلقى، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال: "ولا يأتين ببهتان". فقالت: والله إن البهتان لأمر قبيح، وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق،
فقال: "ولا تعصينني في معروف ". فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك.
ولما رجعت جعلت تكسر صنمها وتقول: كنا منك في غرور.
🔻فتح مكة (3)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع