مدوّنة الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب القباطي


مسائل وأحكام فقهيّة متعلّقة بالصّيام (1)

الأستاذ المشارك الدّكتور منير علي عبد الرّب | Associate Professor Dr. Muneer Ali Abdul Rab


08/03/2025 القراءات: 15  


مسائل وأحكام فقهيّة متعلّقة بالصّيام (سنذكر الحكم الرّاجح بإيجاز، وقد نشير إلى الخلاف)

👈 المسألة الأولى: ‌‌تبييت النّيّة:
يرى جمهور الفقهاء من المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة أنّ صيام رمضان يشترط فيه النّيّة من اللّيل؛ لحديث حفصة -رضي الله عنها- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيلِ، فَلا صِيَامَ لَهُ" أخرجه النّسائيّ، وصحّحه الألبانيّ، وفي رواية: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الفَجْرِ، فَلا صِيَامَ لَهُ" أخرجه أبو داود والتّرمذيّ، وصحّحه الألبانيّ. ولأنّه صوم فرضٍ، فافتقر إلى النّيّة من اللّيل. والنّيّة محلّها القلب، ولا يشرع التّلفّظ بها، فيعزم المسلم بقلبه في اللّيل أنّه صائم غدًا.

👈 المسألة الثّانية: ‌‌تجديد النّيّة لكلّ يوم من صيام رمضان:
يرى الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة على الصّحيح من مذهبهم أنّ النّيّة يجب أن تكون لكلّ يوم بمفرده؛ لأنّه صوم واجب، وكلّ يوم عبادة مستقلّة.

👈 المسألة الثّالثة: مفسدات ومبطلات الصّوم:
✔️ الأكل عمدًا.

✔️والشّرب عمدًا.

✔️ والجماع عمدًا. وقد وردت في ذلك النّصوص من القرآن والسّنّة.

✔️ وإنزال المنيّ عمدًا؛ لأنّه من الشّهوة الّتي تنافي الصّوم.

✔️ ما كان بمعنى الأكل والشّرب: كلّ ما كان بمعنى الأكل والشّرب يفطر الصّائم، كحقن الدّم للصّائم، بحيث يستغني به عن الأكل والشّرب، وكذا الإبر المغذّية الّتي تقوم مقام الأكل والشّرب. أمّا الحقن العلاجيّة الجلديّة، أو العضليّة، أو الوريديّة، لا تفطر؛ لأنّها ليست بطعام ولا شراب، ولا بمعنى الأكل والشّرب، ولا يتناولها النّصّ لفظًا ولا معنى، والأولى تأخيرها إلى اللّيل، إلّا إذا دعت إليها الحاجة، فلا حرج.

👈 الحجامة: وردت فيها أحاديث صحيحة متعارضة، منها قول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ" رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، وصحّحه الألبانيّ. وحديث: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- ‌احْتَجَمَ ‌وَهُوَ ‌صَائِمٌ» رواه أبو داود، وصحّحه الألبانيّ. فمذهب الجمهور: لا تفطر، ومذهب الحنابلة: تفطر، وكلٌّ استدلّ بالحديث الموافق لمذهبه، وأنّه ناسخ للحديث الآخر، وهناك أدلّة أخرى للمذهبين، والصّواب أنّها لا تفطر، والأولى تأخيرها إلى اللّيل؛ ‌خروجًا ‌من ‌الخلاف، ولأنّ ‌الحجامة نهارًا قد تضعف البدن، ولهذا كرهها الجمهور في هذه الحالة، واستحبّوا تأخيرها إلى اللّيل.

✔️ التّقيّؤ عمدًا: لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: «‌مَنْ ‌ذَرَعَهُ ‌القَيْءُ، ‌فَلَيْسَ ‌عَلَيْهِ ‌قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ» أخرجه التّرمذيّ، وصحّحه الألبانيّ.

✔️ خروج دم الحيض والنّفاس: لحديث عائشة -رضي الله عنها- وفيه: " … كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ -أي الحيض- فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ" رواه مسلم. والنّفاس يقاس على الحيض.


أحكام، فقهيّة، الصّيام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع