رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (103)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
21/12/2023 القراءات: 546
🌴 كف الأذى:
مِن أعمال البرّ أن يكفَّ الإنسان أذاه عن الناس، ولا سيما الأرحام، واللسان معيار التقوى، فمَن حفظ لسانه أدّاه هذا إلى منازل عالية عند الله تعالى.
ومِن الأذى الشديد اتهامُ الآخرين وإشاعةُ السوء عنهم.
والرجلُ الصالح هو مَنْ يقف بصرامة أمامَ أي أذى يسمعه.
والمرأةُ الصالحة هي مَنْ تقف كذلك أمامَ أي كلامٍ سيىء، ولا يتداولان شيئًا مِن ذلك، ولا يقبلان مِنْ أي شخص أنْ يتفوه بمثل هذا الكلام المؤذي.
وإلى الله الشكوى مِن كل مَن يؤذي الأحياء، أو يؤذي الأموات.
ولو ذَكَر الشخصُ المتكلمُ شيئًا كائنًا فهذه غِيبة، وإذا لم يكن فهذا بهتانٌ، وهو أشدُّ.
إنّ قدرتك على حفظ لسانك -أيها الإنسان- مقياس قوتك الحقيقية، فانظر أين أنت من تلك القوة.
وإياك إياك أن تكون صريع لسانك وقتيل هواك وأسير شهوتك المحرمة.
***
على مراد الله:
أنشدني الأديب الشاعر البارع الأستاذ الدكتور عماد ملكاوي مكاتبة:
وَقَفْتُ عَلىٰ مُرادِ اللهِ أَمْري ... فَلسْتُ أُريدُ إلّا ما يُريدُ
وَبِالتَقْوى حَمَلتُ إليهِ زادي ... وَقَدْ يَحتاجُ لِلزّادِ المُريدُ
سَلَكتُ طَريقَ أَهل العِشْقِ أَرجو ... مَوَدَّةَ مَنْ يَقُولُ أَنا الوَدُودُ
أَسيرُ إليهِ في عِلْمٍ وذِكْرٍ ... فَٰهذا سائقٌ هَٰذا شَهيدُ
وَقَد آيَسْتُ نَفْسي مِنْ حُظُوظي ... فَصارَتْ بَعْدَ ما بَخِلتْ تَجُودُ
وَبِالإيمانِ وَالإحْسانِ قَلبي ... لَهُ مِن بَعْدِ غَيبَتِهِ شُهودُ
وَما لي غَايَةٌ إلّا وُصُولي ... مَقَامَ الْعارِفينَ وَقَد أَزيدُ
وَدونَ الغايةِ الأَسمى جِبالٌ ... وَنَفْسٌ كَادَ يُرهِـقُها الصُعودُ
فَإنْ يَأْذَنْ بِقُرْبٍ أَوْ وِصالٍ ... يَهونُ الصَعْبُ أَو يَدنو البَعِيدُ
قَضاءُ اللهِ والأَقدارُ تَمضي ... وَلُطْفُ اللهِ عَنْها لا يَحيدُ
إِذا يَقْضي فَعَنْ عِلْمٍ يَقينٍ ... وَعلْمي إِنْ قَضَيْتُ لَهُ حُدودُ
لِذا سَلَّمتُ أَمْري مُطمَئِنًا ... لِما يُبْديهِ ليِ أَو ما يُعيدُ
عَسىٰ أَنْ تَكْرَهوا شَيْئًا فَيَأْتي ... وَفيهِ السَّعْدُ وَالخَيْرُ المَديدُ
وَلَستُ أَرى السَّعادَةَ في ابْتِهاجٍ ... وَلكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَّعيدُ
إِذا سَبَّحْتُ صَارَ الْكونُ مُلْكي ... يَرُوحُ مُسَخَّرًا لِي أَوْ يَـعودُ
فَما الأشْياءُ إلّا رَجْعُ لَحْنٍ ... إِذا أَسْـماؤُهُ الحُسْنى نَشِيدُ
وَفي هَديِ النَّبِيِّ وَفِي صَلاتي ... عليهِ فَإِنَّ كُلَّ العُمْرِ عِيدُ
وَكَمْ أَرْجُو شَفاعَتَهُ لِأَنْجُو ... وَكَمْ يَحْلُو عَلَى الحَوْضِ الوُرُودُ
وَما مِثلُ الهِدايَةِ مِنْ نَعيمٍ ... وَعَـيشُ المُهتدينَ هُوَ الرَّغِيدُ
وَنورُ العِلْمِ يَهْديني فَآوِي ... إِلَيْهِ لِأَنَّهُ الرُّكْنُ الشَّـدِيدُ
شُيوخِي قَدَّمُوا عِلْمًا وَإِنّي ... بِما أَهْداهُ لي شَيْخي سَعيدُ
أَرى أَهْلَ الضَّلالِ أَقُولُ بُعْدًا ... لِمَنْ ضَلّوا كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ
وَوَعْدُ اللهِ أَنْ يَرْضى وَيعْفُو ... إِذا مَـا تـابَ أَوْ نَـدِمَ الْعَبيدُ
ظَلامٌ كُلُّ هَذا الْكَوْنِ لَكِنْ ... أَنارَ الْكَوْنَ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
***
غزل صناعي:
قال البحاثة الشيخ أمين السعدي/ الجزائر:
"كتب على طرة مخطوط "نسيم السحر" لأبي منصور الثعالبي، ضمن مجموع من آيا صوفيا (٢٠٥٢)، والذي نُسب خطأ لإبراهيم بن أحمد الأسْترُوشني، بيتان في التورية غزليان فيهما ذكرُ بعض أنواع الفعل عند أهل التصريف، وهما:
كوى جوفَ قلبي لف صدغ مشابه ... علامة مهموز بمحنيّ ظهرهِ
وضاعفَ أشجاني بسالم جسمهِ ... ومعتلِّ عينيه وناقصِ خصرهِ
والبيتان للباخرزي في "ديوانه"، ورَّى فيهما من أنواع الفعل بالأجوف، والمهموز، والمضاعف، والسالم، والمعتل، والناقص".
قلتُ: الصناعة تذهب بالتأثير، وبعبارة أوضح: استخدام المصطلحات في هذا المجال يضعف أثر الشعر في المتلقي.
***
تنبيه على تحريفات:
قال ابن حجر في «المعجم المفهرس = تجريد أسانيد الكتب المشهورة والأجزاء المنثورة» عند ذكر كتاب "نوادر الأصول" للحكيم الترمذي (ص: 94):
"أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي المجد إذنا مشافهة عن سليمان بن حمزة عن عيسى بن عبدالعزيز وهو آخر من حدث عنه عن أبي سعد عبدالكريم بن محمد السمعاني وهو آخر من حدث عنه أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن سعيد بن المطهر إجازة أنبأنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد (السوفي) الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبدالرحمن (المقبري) أنبأنا أبو نصر أحمد بن أحيد حمدان البيكندي أنبأنا الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي الترمذي به".
قلت: كذا جاء هنا (السوفي)، وجاء في «الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني» (3/ 1590): البوقي. والصواب: النوحي.
وجاء هنا وفي "صلة الخلف": المقبري. والصواب: المقرئ.
وجاء: أحيد حمدان. والصواب: أحيد بن حمدان.
وجاء هنا وفي "أنشاب الكثب": البيكندي. ولم تُذكر هذه النسبة في "المنتخب من معجم شيوخ السمعاني" ص 1529]، وإنما فيه: الشيشقي. وفي "الأنساب" له (8/ 238): «الشِّيشَقي بالياء الساكنة المنقوطة بنقطتين بين الشينين المعجمتين وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى قرية من قرى ترمذ يقال لها شيشق، خرج منها أبو نصر أحمد بن أحمد الشيشقي، روى كتاب "النوادر" عن أبي عبدالله محمد بن علي الحكيم الترمذي».
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
إِذا سَبَّحْتُ صَارَ الْكونُ مُلْكي ... يَرُوحُ مُسَخَّرًا لِي أَوْ يَـعودُ فَما الأشْياءُ إلّا رَجْعُ لَحْنٍ ... إِذا أَسْـماؤُهُ الحُسْنى نَشِيدُ
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة