مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


قول العالم لا أدري واتقاء التهجم على الفتوى

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


19/06/2023 القراءات: 323  


قول العالم لا أدري واتقاء التهجم على الفتوى
قال ابن عباس: - رضي الله عنهما - إذا ترك العالم لا أدري أصيبت مقاتله وكذا قال علي بن حسين وقال مالك كان يقال إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله وقال أيضا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء وقال الشعبي لا أدري نصف العلم.
وقال أحمد في رواية المروذي كان مالك يسأل عن الشيء فيقدم ويؤخر يثهت وهؤلاء يقيسون على قوله ويقولون قال مالك. وبإسناد حسن عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال من علم الرجل أن يقول لما لا يعلم " الله أعلم " لأن الله عز وجل قال لرسوله - عليه الصلاة والسلام -: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} [ص: 86] .
وصح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: العلم ثلاثة كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري وقال أحمد في رواية المروذي ليس كل شيء ينبغي أن يتكلم فيه وذكر أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «كان يسأل فيقول: لا أدري حتى أسأل جبريل» وقال عبد الله سمعت أبي يقول: كان سفيان لا يكاد يفتي في الطلاق ويقول من يحسن ذا؟ من يحسن ذا؟ وقال في رواية أبي الحارث وددت أنه لا يسألني أحد عن مسألة، أو ما شيء أشد علي من أن أسأل عن هذه المسائل. البلاء يخرجه الرجل عن عنقه ويقلدك، وخاصة مسائل الطلاق والفروج نسأل الله العافية ونقل الأثرم أنه سأله عن شيء
فقلت كيف هو عندك؟ فقال وما عندي أنا؟ وسمعته يقول: إنما هو يعني العلم ما جاء من فوق.
وقال سفيان لقد كان الرجل يستفتى فيفتي وهو يرعد وقال سفيان من فتنة الرجل إذا كان فقيها أن يكون الكلام أحب إليه من السكوت وقال المروذي لأبي عبد الله إن العالم يظنونه عنده علم كل شيء فقال قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتونه لمجنون وأنكر أبو عبد الله على من يتهجم في المسائل والجوابات وسمعت أبا عبد الله يقول: ليتق الله عبد ولينظر ما يقول وما يتكلم، فإنه مسئول وقال من أفتى الناس ليس ينبغي أن يحمل الناس على مذهبه ويشدد عليهم وقال في رواية ابن القاسم: إنما ينبغي أن يؤمر الناس بالأمر البين الذي لا شك فيه وليت الناس إذا أمروا بالشيء الصحيح أن لا يجاوزوه ونقل محمد بن أبي طاهر عنه أنه سئل عن مسألة في الطلاق فقال سل غيري ليس لي أن أفتي في الطلاق بشيء وقال في رواية ابن منصور لا ينبغي أن يجيب في كل ما يستفتى.
وصح عن مالك أنه قال: ذل وإهانة للعلم أن تجيب كل من سألك وقال أيضا كل من أخبر الناس بكل ما يسمع فهو مجنون وقال أحمد في رواية أحمد بن علي الأبار وقال له رجل حلفت بيمين لا أرى أيش هي؟ قال ليت أنك إذا دريت أنا وقال في رواية الأثرم إذا هاب الرجل شيئا فلا ينبغي أن يحمل على أن يقول.
وعن ابن المسيب قال قال عمر: - رضي الله عنه - إذا رأيتم القارئ يغشى السلطان فهو لص. وإذا رأيتموه يخالط الأغنياء فهو مراء.
وقال الميموني:
جلست مع أبي عبد الله في المقبرة وكنا نتحدث وكنت أسائله ويجيبني قال الخلال: وكنت أمضي مع المروذي إلى المقابر ويصلي على الجنائز فأقرأ عليه ونحن قعود بين القبور إلى أن يفرغ من دفن الميت.
وقال في رواية المروذي إن الذي يفتي الناس يتقلد أمرا عظيما، أو قال يقدم على أمر عظيم، ينبغي لمن أفتى أن يكون عالما بقول من تقدم وإلا فلا يفتي وقال في رواية الميموني من تكلم في شيء ليس له فيه إمام أخاف عليه الخطأ.
وقال الثوري لا نزال نتعلم ما وجدنا من يعلمنا وقال أحمد نحن إلى الساعة نتعلم. وسأله إسحاق بن إبراهيم عن الحديث الذي جاء «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» ما معناه قال أبو عبد الله يفتي بما لم يسمع.
وقال محمد بن أبي حرب: سمعت أبا عبد الله وسئل عن الرجل يفتي بغير علم قال يروى عن أبي موسى قال: يمرق من دينه. ونقل المروذي أن رجلا تكلم بكلام أنكره عليه أبو عبد الله قال: هذا من حبه الدنيا يسأل عن الشيء الذي لا يحسن فيحمل نفسه على الجواب، ونحو هذا عن حماد وقال كنت أسائل إبراهيم عن الشيء فيعرف في وجهي أني لم أفهم فيعيده حتى أفهم. روى ذلك الخلال وغيره.
وقال ابن وهب عن يونس عن الزهري أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - حدث رجلا بحديث فاستفهمه الرجل فقال الصديق؟ هو كما حدثتك أي أرض تقلني إذا قلت بما لا أعلم. وروي نحوه من غير وجه عن أبي هريرة مرفوعا «من أفتى بفتيا غير ثبت فيها فإنما إثمه على الذي أفتاه» .
وفي لفظ «من أفتى بفتيا بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه» رواهما أحمد وروى الثاني أبو داود والأول ابن ماجه وهو حديث جيد له طرق مذكورة في حواشي المنتقى.
وقال مسلم البطين عن عزرة التميمي قال: قال علي: وأبردها على الكبد
ثلاثا أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول الله أعلم.


قول العالم لا أدري واتقاء التهجم على الفتوى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع