مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


أحاديث في ذم البخل والشح والحرص ومدح الإنفاق في سبيل الله

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


25/07/2023 القراءات: 501  


أحاديث في ذم البخل والشح والحرص ومدح الإنفاق في سبيل الله
) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا» وعنه أيضا يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الله تبارك وتعالى يا بن آدم أنفق أنفق عليك» وعنه أيضا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما يسرني أن لي أحدا ذهبا يأتي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين علي» رواهن البخاري ومسلم.
وفي صحيح البخاري قبل حجة الوداع في قصة البحرين حديث جابر «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعده ليعطيه من مال البحرين فلم يخرج حتى مات فذكر لأبي بكر ثلاثا فلم يرد عليه فقال إما أن تعطيني وإما أن تبخل عني، فقال: قلت تبخل عني وأي داء أدوأ من البخل؟ قالها ثلاثا ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك» رواه أحمد ومسلم وقال عمر «قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما فقلت: يا رسول الله لغير هؤلاء أحق به منهم قال اللهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني ولست بباخل» .
وقال أنس «ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه» وقال جابر «ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قط فقال لا» ، رواهن أحمد ومسلم.
وروى الثالث البخاري وعن أبي هريرة مرفوعا «السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عالم بخيل» رواه الترمذي وقال: غريب.
وروى أيضا وقال: غريب عن أبي سعيد مرفوعا «خصلتان لا يجتمعان في قلب مؤمن البخل وسوء الخلق» وروى أيضا وقال حسن غريب عن أبي بكر مرفوعا «لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان» وأسانيد الثلاثة ضعيفة.
وقال أبو ذر «انتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني
قال هم الأخسرون ورب الكعبة قال: فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم قال: الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وقليل ما هم» رواه أحمد، والبخاري ومسلم وغيرهم. وعن كعب بن مالك مرفوعا «ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال، والشرف لدينه» ورواه أحمد، والترمذي وصححه. وعن أنس مرفوعا «يهرم ابن آدم ويشيب فيه اثنتان الحرص على المال، والحرص على العمر» وعن أبي هريرة مرفوعا «قلب الشيخ شاب في حب اثنين» وذكر معناه متفق عليهما.
قال في شرح مسلم هذا مجاز ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محتكم في ذلك كاحتكام قوة الشاب في شبابه هذا صوابه قال وقيل في تفسيره غير هذا مما لا يرتضى.
وروى أبو داود حدثنا عبد الله بن الجراح عن عبد الله بن يزيد عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عبد العزيز بن مروان سمعت أبا هريرة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع» إسناده جيد أصل الهلع الجزع، والهالع هنا ذو الهلع ومعناه أنه إذا استخرج منه الحق الواجب عليه هلع وجزع منه،، والجبن الخالع هو الشديد الذي يخلع فؤاده من شدته.
وروى: ثنا يونس ثنا ليث عن محمد بن عجلان عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا «ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان، والشح» حديث حسن. وذكر ابن عبد البر وغيره الخبر المروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات فأما المنجيات فالعدل في الرضا، والغضب وخشية الله في السر، والعلانية، والقصد في الغنى، والفقر وأما المهلكات فشح مطاع، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه» قال ابن عبد البر: كان يقال شدة الحرص من سبل المتالف.
وقال الأحنف: آفة الحرص الحرمان ولا ينال الحريص إلا حظه، كان الحسن البصري
يقول: ما بعد أمل إلا ساء عمل.
ومن كلام الحكماء: الرزق مقسوم، والحريص محروم، والحسود مغموم، والبخيل مذموم وقال الخليل بن أحمد:
الحرص من شر أداة الفتى ... لا خير في الحرص على حال
من بات محتاجا إلى أهله ... هان على ابن العم والخال
وقال آخر:
لا تحسدن أخا حرص على سعة ... وانظر إليه بعين الماقت القالي
إن الحريص لمشغول بشقوته ... على السرور بما يحوي من المال
قال أبو العتاهية يخاطب سلم بن عمرو:
نعى نفسي إلي من الليالي ... تصرفهن حالا بعد حال
فما لي لست مشغولا بنفسي ... وما لي لا أخاف الموت ما لي
لقد أيقنت أني غير باق ... ولكني أراني لا أبالي
تعالى الله يا سلم بن عمرو ... أذل الحرص أعناق الرجال
هب الدنيا تساق إليك عفوا ... أليس مصير ذاك إلى زوال
فما ترجو بشيء ليس يبقى ... وشيكا ما تغيره الليالي
فلما أبلغ سلم بن عمرو وهو المعروف بسلم الخاسر كتب إليه:
ما أقبح التزهيد من واعظ ... يزهد الناس ولا يزهد
لو كان في تزهيده صادقا ... أضحى وأمسى بيته المسجد
إن رفض الدنيا فما باله ... يكتنز المال ويسترفد
يخاف أن تنفد أرزاقه ... والرزق عند الله لا ينفد
الرزق مقسوم على من ترى ... يسعى له الأبيض والأسود
قال زياد بن أبي سفيان اثنان يتعجلان النصب ولا يظفران بالبغية، الحريص في حرصه، ومعلم البليد ما ينبو عنه فهمه.
وأنشد محمود الوراق:
أراك يزيدك الإثراء حرصا ... على الدنيا كأنك لا تموت
فهل لك غاية إن صرت يوما ... إليها قلت حسبي قد رضيت
وذكر ابن عبد البر الخبر المشهور الذي رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز
فإن غلبك أمر فقل قدر الله وما شاء فعل، ولا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان» وللنسائي في رواية " فإن اللو تفتح عمل الشيطان " قال ابن عبد البر «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من طمع في غير مطمع ومن طمع يقود إلى طمع» وقال عمر بن الخطاب ما شيء أذهب لعقول الرجال من الطمع.
وفي حديث آخر أن عمرو بن الزبير قال لكعب ما يذهب العلم من صدور الرجال بعد أن علموه قال: الطمع وطلب الحاجات إلى الناس.


أحاديث في ذم البخل والشح والحرص ومدح الإنفاق في سبيل الله


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع