مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


29/05/2023 القراءات: 204  


قال الأوزاعي عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوا لك القول، فليحذر كل مسئول ومناظر من الدخول فيما ينكره عليه غيره. وليجتهد في اتباع السنة واجتناب المحدثات كما أمر. انتهى كلام أبي الحسين.
وقال رجل لأيوب السختياني أكلمك بكلمة، قال لا ولا بنصف كلمة.
وقال الأوزاعي إذا أراد الله عز وجل بقوم شرا فتح عليهم الجدال، ومنعهم العمل.
وقال مالك: ليس هذا الجدل من الدين بشيء.
وقال الشافعي - رضي الله عنه -: المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن. وروى أحمد حدثنا عبد الله بن نمير ثنا حجاج بن دينار الواسطي عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف: 58] » .
ورواه جماعة منهم الترمذي، وقال حسن صحيح قال ابن معين في أبي غالب: صالح الحديث ووثقه الدارقطني وقال: ابن عدي لا بأس به.
وقال ابن سعد: منكر الحديث، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال ابن حبان لا يحتج به
، وقال موسى بن هارون الحمال أبو عمران عن أحمد: لا تجالس أصحاب الكلام وإن ذبوا عن السنة، وقال في رسالته إلى مسدد: ولا تشاور أحدا من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك.
وقال الترمذي سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.
وقال ابن عقيل في الفنون: قال بعض مشايخنا المحققين إذا كانت مجالس النظر التي تدعون أنكم عقدتموها لاستخراج الحقائق والاطلاع على
عوائر الشبه وإيضاح الحجج لصحة المعتقد مشحونة بالمحاباة لأرباب المناصب تقربا، وللعوام تخونا، وللنظراء تعملا وتجملا، فهذا في النظر الظاهر، ثم إذا عولتم بالأفكار فلاح دليل يردكم عن معتقد الأسلاف والإلف والعرف ومذهب المحلة والمنشأ خونتم اللائح، وأطفأتم مصباح الحق الواضح، إخلادا إلى ما ألفتم، فمتى تستجيبون إلى داعية الحق؟
ومتى يرجى منكم الفلاح في درك البغية من متابعة الأمر، ومخالفة الهوى والنفس، والخلاص من الغش؟ هذا والله هو الإياس من الخير، والإفلاس من إصابة الحق، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة عمت العقلاء في أديانهم، مع كونهم على غاية التحقيق، وترك المحاباة في أموالهم، ما ذاك إلا؛ لأنهم لم يشموا ريح اليقين، وإنما هو محض الشك، ومجرد التخمين. انتهى كلامه.
وقال ابن شريح: قل ما رأيت من المتفقهة من اشتغل بالكلام فأفلح، يفوته الفقه ولا يصل إلى معرفة الكلام.
وقال الحسن بن علي البربهاري في كتابه شرح السنة: واعلم أنه ليس في السنة قياس، ولا تضرب لها الأمثال، ولا يتبع فيها الأهواء، وهو التصديق بآثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلا كيف ولا شرح، ولا يقال: لم وكيف؟ فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب، وإن أصاب صاحبه الحق والسنة والحق، إلى أن قال وإذا سألك رجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده، وإن جاءك يناظرك فاحذره، فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا، وهو يزيل عن الطريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم وقال البربهاري المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة. انتهى كلامه.
روى أحمد عن ابن مسعود قال تذكروا الحديث فإن حياته المذاكرة، وفي شرح خطبة مسلم بالمذاكرة يثبت المحفوظ ويتحرر،
ويتأكد ويتقرر، ويذاكر مثله في الرتبة أو فوقه أو تحته، ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات بل أيام وليتحر الإنصاف، ويقصد الاستفادة أو الإفادة لا يترفع على صاحبه.
وقد قال ابن عقيل في خطبة الإرشاد: وأعتذر عن لوم بعض أهل زماننا بقولهم الاشتغال بغير الأصول والسكوت عنها أحرى فإن هذا قول جاهل بمحل الأصول منحرف عن الصواب وذكر كلاما كثيرا قال أحمد كنا نسكت حتى دفعنا إلى الكلام فتكلمنا.
وقال ابن الجوزي: قال رجل لابن عقيل ترى لي أن أقرأ علم الكلام؟ فقال: الدين النصيحة أنت الآن على ما بك مسلم سليم وإن لم تنظر في الجزء وتعرف الصفرة ولا عرفت الخلا والملا والجوهر والعرض وهل يبقى العرض زمانين؟ وهل القدرة مع الفعل أو قبله؟ وهل الصفات زائدة على الذات؟ وهل الاسم عين المسمى أو غيره؟ وإني أقطع أن الصحابة - رضي الله عنهم - ماتوا وما عرفوا ذلك، فإن رأيت طريقة المتكلمين أجود من طريقة أبي بكر وعمر فبئس الاعتقاد، وقد أفضى علم الكلام بأربابه إلى الشكوك في كلام طويل. انتهى كلامه.


المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع