الأنشطة الخيرية بين الإسلام والغرب
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
18/02/2023 القراءات: 529
الإنسان الذي ليس له نشاط خيري هو كلُّ على أمته:
================================
أولت الشريعة الإسلامية العمل الخيري عناية فاقت بكثير مادونها من الشرائع والقوانين، فقد فصلت أنواع البر تفصيلا موسوعيا شاملا، وسنت له التشريعات التي تتضمن ثروة قانونية وإدارية هائلة بلغت مبلغا في الدقة والتنوع، وأضفت عليه بعدا إنسانيا خالصا من أي عنصرية أو عصبية.
ويعتبر المسلم الذي ليس له أي نشاط خيري قانوني سواء بالعلم أو بالجهد أو بالمال هو كلُّ على أمته وعبء على دولته؛ لأن العمل الخيري هو فرض كفائي حث الشارع عليه بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى.
ورغم ذلك حقق الغرب في ذلك تقدما مذهلا فاق المسلمين سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات، ويعتبر الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب تبرعًا للقطاع الخيري، وتسود في المجتمعات الغربية ثقافة تقتضي شعور المواطن الذي ليس له نشاط خيري بالعار ويمقته مجتمعه، لاسيما من له علم أو مال؛ لأنه ما حصّل علمه أو ماله إلا من قبل المجتمع، وللأسف الأرقام التي حققها الغرب في هذا الشأن مقارنة بما حققناه في مجتمعاتنا الإسلامية يشعرنا بالضئالة والخذلان.
وتبدو أهمية العمل التطوعي في كونه ركيزة أساسية من ركائز إعمار الأرض وإصلاحها، ومهمة تكليفية للإنسان المستخلف من الله على الأرض، يجب أن تتعاون البشرية بمختلف أجناسها وأديانها على تقريره وتعزيزه.
كما يجب أن يتناول العمل التطوعي البر والبحر، الأحياء والجمادات، كل ما من شأنه أن يؤدى إلى إعمار الأرض وإصلاحها وعدم سفك الدماء المصونة.
ولتحقيق ذلك يجب أن يكون العمل الخيري في إطار القوانين المحلية التي تفرضها الدولة والقوانين العالمية التي سنتها الأمم المتحدة والتي تتوافق مع روح الشرعية الإسلامية، بحيث لا تتضمن أهداف خبيثة تروج لفكر متطرف أو أهداف عداونية أو ستعمارية.
خيري، نهضة، إسلام
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع