مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (73)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/01/2024 القراءات: 144  


السؤال (752):
ما رأيكم بهذا الكلام: "رُوِيَ عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رضي الله عنه أنه بدأ بطلب العلم وعمره (26) سنة وكان زملائه [كذا] طلاب العلم أصغر منه سنًّا فكان عندما يأتي مقبلًا إلى شيخه ويرونه [كذا] الطلاب كانوا يتغامزون بين بعضهم ويقولون سخريةً: (جاء شيخ الإسلام). وكان رضي الله عنه يسمعهم ويسكت ولا يرد عليهم، وكأنه لم يسمع شيئًا وثبت رضي الله عنه على ما هو عليه وصار فيما بعد شيخ الإسلام بحق، وهذا حال أصحاب الأهداف العظيمة في هذه الدنيا، يثبتون على ما هم عليه ولا يلتفتون إلى أولئك النكرات الذين ليس لهم أي هدف في الحياة وشغلهم الشاغل إحباط المعنويات والهمم"؟
الجواب:
هذا من الحكايات التي لا تستندُ إلى مصدر صحيح، والقول بأنه طلب العلم متأخرًا غير صحيح، قال السخاوي في ترجمته في «الضوء اللامع لأهل القرن التاسع» (3/ 234):
«‌زكريا ‌بن ‌محمد بن أحمد بن زكريا، الزين، الأنصاري، السُّنَيكي، القاهري، الأزهري، الشافعي، القاضي. ولد في سنة ست وعشرين وثماني مئة [826] بسنيكة من الشرقية، ونشأ بها فحفظ القرآن عند الفقيهين محمد بن ربيع، والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد مَنْ كتبتُ عنه، و"عمدة الأحكام"، وبعض "مختصر التبريزي" في الفقه.
ثم تحوّل إلى القاهرة في سنة إحدى وأربعين، [841، أي وعمره خمس عشرة سنة] فقطنَ الأزهر، وأكملَ حفظَ "المختصر" المذكور، بل حفظ أيضًا "المنهاجَ" الفرعيَّ، و"ألفيةَ" النحو، و"الشاطبيتين"، وبعضَ "المنهاج" الأصليّ، ونحو النصف من "ألفية الحديث"، ومن "التسهيل" إلى "كاد"، وبعضُ ذلك بعد هذا الأوان.
وأقام بعد مجيئه القاهرة بها يسيرًا، ثم عاد إلى بلده، ثم رجعَ فداوم الاشتغالَ وجدَّ فيه».
وانظروا ترجمته في «الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة» لنجم الدين الغزي (1/ 198) أيضًا، ومن الترجمتين وغيرهما يتضحُ ما في ذلك المنشور.
***
السؤال (753):
ما رأيكم بهذا المشجر المستند إلى كتاب "الروض البسّام في أشهر البطون القُرَشية في الشام"، وكتاب "صحاح الأخبار في نسب السادة الفاطميين الأخيار" تأليف عبدالله محمد سراج الدين الرفاعي؟
الجواب:
في الكتاب الأول نظر طويل، وللسيد عبدالستار بن درويش الحسني نقدٌ عليه، لم يطبع بعدُ. أما الثاني فمنحول لا يصح. فليُنظر مستند آخر غيرهما.
***
السؤال (754):
فيمَ تكون الاستخارة؟
الجواب:
قال المناوي في شرح حديث: "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار":
«(ما خاب من استخار) الله تعالى.
والاستخارة: طلبُ الخيرة في الأمور منه تعالى.
وحقيقتُها: تفويضُ الاختيار إليه سبحانه، فإنه الأعلمُ بخيرها للعبد، والقادرُ على ما هو خيرٌ لمستخيره إذا دعاه أن يخير له، فلا يخيب أمله، والخائب مَنْ لم يظفر بمطلوبه.
وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يقول: خر لي واختر لي.
قال ابنُ أبي جمرة: وهذا الحديث عامٌّ أريد به الخصوص، فإن الواجب والمستحب لا يُستخار في فعلهما، والحرام والمكروه لا يُستخار في تركهما، فانحصر الأمر في المباح، أو في المستحب إذا تعارض فيه [في "الفتح" -والنقل فيه-: منه] أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه اهـ.
قال ابنُ حجر [في «فتح الباري» (11/ 184)]: وتدخل ‌الاستخارةُ فيما عدا ذلك، في الواجب والمستحب المخيَّر، وفيما كان منه [كذا والصواب: زمنه] موسّعًا، وشمل العمومُ العظيمَ [من الأمور]، والحقيرَ، فرُبَّ حقيرٍ يترتبُ عليه الأمرُ العظيمُ». انتهى مصححًا. «فيض القدير» (5/ 442).
وقال المباركفوري في شرح "حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن...".
"قوله: (يعلمنا الاستخارة) أي صلاتها ودعاءها، وهو استفعال من الخير ضد الشر، أو من الخيرة -بكسر أوله وفتح ثانيه بوزن العنبة-، اسم من قولك: خار الله له، أي أعطاه ما هو خير له، واستخار الله، طلب منه الخيرة، والمراد طلب خير الأمرين من الفعل والترك لمن احتاج إلى أحدهما.
(في الأمور) أي التي نريد الإقدام عليها مما يُعتنى بشأنها، مثل: السفر، والنكاح، والعمارة، ونحوها، لا كأكل، والشرب المعتاد. ولأبي ذر والأصيلي زيادة: "كلها" أي جليلها وحقيرها، كثيرها وقليلها، فإن اللفظ يدل على العموم، وأن المرء لا يحتقر أمرًا لصغره وعدم الاهتمام به، فيترك الاستخارة فيه فرُبَّ أمر يستخف بأمره، فيكون في الإقدام عليه ضررٌ عظيمٌ أو في تركه». «مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (4/ 360-361).
***
السؤال (755):
قرأتُ مقولتكم: "هذا الجيل" وللأسف هذه هي الحقيقة. لكن هل يوجد حلٌّ برأيكم؟ كيف يمكننا أن نترفع بأنفسنا عن هذه الترهات ونلتفت إلى أنفسنا وأهلينا وأن ننهض بأمتنا؟
الجواب:
هذا سؤال مهم جدًّا، وهو أول العافية، والانتباه للمرض وإرادة معالجته شيء مهم جدًّا للوصول إلى نتائج مرضية.
وأقول موجزًا: إن أركان الإسلام -لا سيما الصيام- تعلمنا ضبط النفس والتحكم في رغباتنا، وعلى هذا لا يجوز للمسلم الانسياقُ وراء الرغبات من غير قيدٍ ولا شرطٍ ولا ضابطٍ.
وعليه أن ينظر في البيئة التي هو فيها، فإن للبيئة أعظم الأثر في توقُّد الإنسان أو انطفائه.
وعليه أن يراجعَ نفسه دائمًا، وينظر أين هو في سُلَّم العلم والمعرفة؟ وماذا حقَّق لنفسه ولأسرته ولمجتمعه ولأمته؟ وماذا سيترك وراءه؟ وهل يحيا بطريقة صحيحة أم بطرقة خاطئة؟ وهكذا.
ومن المهم العودةُ إلى قراءة الكتب النافعة، فللمطالة أثرٌ عظيمٌ في تنمية الملكات والقابليات والمواهب.
ومن المهم الخروجُ من دائرة النفس والانغلاق، والخروج إلى العالم الوسيع، وتنمية الذات بالسفر، والاشتراك بنواد علمية، وجمعيات خيرية، والحديث مع الأسرة والزملاء المثقفين، وعدم الانكفاء على النفس والغرقِ في بحر وسائل التواصل. وهكذا.
حدِّدْ لنفسك وقتًا تنظر فيه في وسائل التواصل، ومدة معينة لا تتجاوزها، وستجد لذلك آثارًا كبيرة في نفسك وعقلك ودنياك إن شاء الله تعالى.
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع