مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(21)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


31/03/2023 القراءات: 343  


- صفة أو كيفية صلاة التراويح :
صلاة التراويح بجماعة أفضل ، قال الإمام أحمد : ( كان علي ، وجابر ، وعبد الله - رضي الله عنهم - يصلونها جماعة ) ، وروي عن علي - رضي الله عنه - : ( أنه كان يجعل للرجال إماما وللنساء إماما ) .
وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهله وأصحابه وقال : « إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله » .
ويجهر الإمام بالقراءة لنقل الخلف عن السلف . ويسلم من كل ركعتين ، ووقتها بعد صلاة العشاء ، قبل الوتر إلى طلوع الفجر ، وفعلها في المسجد أفضل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ثلاث ليال متوالية ، كما روت عائشة - رضي الله عنها - ومرة ثلاث ليال
متفرقة كما روى أبو ذر قال : من قام مع الإمام حسب له قيام ليلة ، وكان أصحابه يفعلونها في المسجد أوزاعا في جماعات متفرقة في عهده .

وعن عبد الرحمن بن القارئ قال : ( خرجت مع عمر بن الخطاب في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل . ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : ( نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ) . يعني : آخر الليل ، وكان الناس يقومون أوله . فدلت هذه الأخبار وغيرها على أن فعل التراويح جماعة أفضل من الانفراد وكذا إجماع الصحابة وأهل الأمصار على ذلك .
وهو قول جمهور العلماء ، وتجوز فرادى واختلف أيتهما أفضل للقارئ ، قال البغوي وغيره : الخلاف بمن يحفظ القرآن ، ولا يخاف الكسل عنها لو انفرد ، ولا تختل الجماعة بتخلفه ، فإن فقد أحد هذه الأمور فالجماعة أفضل بلا خلاف وأما عدد صلاة التراويح فقال القاضي : لا خلاف أنه ليس في ذلك حد لا يزاد عليه ولا ينقص منه .
فاختار الإمام أحمد وجمهور العلماء عشرين ركعة لما روى مالك في ( الموطأ ) عن يزيد بن رومان قال : ( كان الناس في زمن عمر يقومون في رمضان بثلاث وعشرين ركعة ) .
وقال السائب بن يزيد : لما جمع عمر الناس على أبي بن كعب ، وكان يصلي بهم عشرين ركعة . وروى أبو بكر بن عبد العزيز في كتابه ( الشافي ) : عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في شهر رمضان عشرين ركعة .
وقال شيخ الإسلام : له أن يصليها عشرين كما هو المشهور في مذهب أحمد ، والشافعي ، وله أن يصليها ستا وثلاثين كما هو مذهب مالك ، وله أن يصلي إحدى عشرة ، وثلاث عشرة وكله حسن ، فيكون تكثير الركعات أو تقليلها بحسب طول القيام وقصره . وقال : الأفضل يختلف باختلاف المصلين فإن كان فيهم احتمال بعشر ركعات وثلاث بعدها ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي لنفسه في رمضان وغيره فهو الأفضل ، وإن كانوا لا يحتملونه ، فالقيام بعشرين هو الأفضل وهو الذي يعمل به أكثر المسلمين ، فإنه وسط بين العشر والأربعين ، وإن قام بأربعين وغيرها جاز ، ولا يكره شيء من ذلك . ومن ظن أن قيام رمضان فيه عدد مؤقت لا يزداد فيه ولا ينقص منه فقد أخطأ ، وقد ينشط العبد فيكون الأفضل في حقه تخفيفها
وقال : قراءة القرآن في التراويح سنة باتفاق المسلمين ، بل من أجل مقصود التراويح قراءة القرآن فيها ليسمعوا كلام الله ، فإن شهر رمضان فيه نزل القرآن - فيه كان جبريل يدارس النبي  - . انتهى كلامه رحمه الله . والله أعلم . وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
---


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(21)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع