مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (143)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


10/02/2024 القراءات: 336  


دلالة الأخدان:
جاء في كتاب «روضة العقلاء» للإمام أبي حاتم بن حِبّان البُسْتي، الباب السابع عشر (ص: 276):
«عن ‌[التابعي] هُبيرة [بن يريم] قال: اعتبر الناسَ بأخدانِهم».
فقلتُ:
إنْ غامت الرؤيةُ في معشرٍ ... ولم تصلْ بحثًا إلى شانِهِمْ
فخذْ بما قال خبيرٌ مضى: ... اعتبر الناسَ بأخدانِهِمْ
دبي: يوم السبت: (29 من رجب 1445 = 10/ 2/ 2024).
***
معنى "بُست":
أفادني الشيخ شاه جهان نقاب الأفغاني قال: "بست" تقع قرب مدينة قندهار، وتُسمّى بين النهرين، وبسته: القلعة العسكرية، عُرِّبتْ إلى بست. وقبرُ ابن حبّان هناك معروف.
***
من فوائد تحقيق المخطوطات:
تحقيقُ المخطوطات يُسهم إسهامًا فعّالًا في رَفْدِ الدراسات الحالية والمستقبلية، وتعزيزِ مفاهيم الاجتهاد والتجديد والتسامح؛ بما يمتلكُه مِنْ مكانةٍ في نفوسِ الناس وثقةٍ عاليةٍ. ونجدُ في المخطوطات فقهًا متقدمًا، وفكرًا متنورًا، ممّا نحتاجه اليومَ في التفكير الجاد الواعي، المنطلق في آفاق الكون، وآفاق الفكر. (17/ 11/ 2021م).
***
الشيخ نور الدين عتر:
كَتب إليّ الأخُ الشيخ محمد الأمين بوثلجة القسنطيني يومَ وفاة الشيخ نور الدين عتر رحمه الله:
"فُجعنا هذا اليوم بخبر وفاة شيخنا الدكتور نور الدين عتر الحلبي رحمه الله تعالى.
وشيخنا مِن أعلام القرآن والحديث في هذا العصر، وقد تتلمذ على يديه خلقٌ كثيرٌ من طلاب العلم مِن أنحاء العالم، وقد كان لي شرفُ الجلوس بين يديه متعلِّمًا مِن هديه وسمته وعلمه، لازمتُ دروسه -بحمد الله تعالى- في جامع الشمسية بحي المهاجرين بدمشق في شرحه لكتابه "إعلام الأنام بشرح بلوغ المرام"، وكنتُ مواظبًا على درس "التعليق الممجد على موطأ محمد" بجامع بني أمية الكبير كل يوم أربعاء.
وممّا أذكره مِن مجالسه أنه كان سريع العَبرة كلّما ذكر اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهـم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك. ونسأل الله تعالى أن يعوضنا والمسلمين ويخلفنا خيرًا. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
تلميذه: محمد الأمين بوثلجة القسنطيني".
***
الشيخ محمد أبو النصر الخطيب:
وكتبَ إليَّ الشيخ محمد الأمين بوثلجة كذلك: "الشيخ العلامة محمد أبو النصر الخطيب الحسني -رحمه الله تعالى- ممن تدورُ عليهم الأسانيد.
وقد سألتُ شيخَنا عبدالقادر الخطيب الحسني حفظه الله تعالى، عنه فقال لي: هو عم جدّي رحمهما الله. انتهى.
لُقب بحافظ العصر في الشام والحجاز ومصر، قال عنه الشيخُ عبدالحي الكتاني: "الدمشقي الشافعي، مسند الشام، القاضي الخطيب المحدث المعمَّر".
وقال أيضًا: "هو الشخصُ الوحيدُ الذي رأيتُه يُحدِّث حفظًا بكثير من الأحاديث متنًا وسندًا منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، على كثرة مَنْ رأيته مِن أهل المشرق والمغرب".
توفي في دمشق سنة (1325)، ودُفن في مدافن أسلافه في مقبرة الدحداح.
محمد الأمين بوثلجة القسنطيني".
***
خمس بخمس:
قال العلامة المختار ولد بون رحمه الله تعالى:
لِلاِنسان شيطانٌ ونفسٌ وحظُّها ... ودنيا وإخوان حَمِيتُهم خطرْ
ولله فضلٌ لا يزال ورحمةٌ ... ومَنُّ وتوفيقٌ وعفوٌ لِمن وَزَرْ
إلهي اكفِنا الخمسَ التي في اتباعِها ... هلاكٌ وعامِلْنا بِخَمْسَتِك الأُخَرْ
أرسلها الشيخ محمد محمود أمين.
***
تحريف غريب:
(شيخنا: وقفتُ على تحريف غريب في "مصنَّف عبد الرزاق" بتحقيق حـبيب الرحمن الأعظمي: (10/ 439) برقم: (19633): عن طاوس كان يقول: «اللهُمَّ إني أَعوذُ بِكَ مِنْ ‌غِنًى ‌مُبْطِرٍ، وفَقْرٍ مُلِثٍّ، أو مُرِثٍّ». والصواب: "وفقر مُلبّ، أو مُربّ".
د. أسامة الحيّاني).
قلت: وقد نُبِّه عليه في (ط التأصيل)، من «المُصنَّف» فقد جاء فيه (10/ 56):
«قوله: "ملب أو مرب" تصحف في (ف)، (س): "ملث أو مرث"، والمثبتُ هو الصواب، قال ابنُ الأثير في "النهاية" (مادة: ربب) بعد أن ساق متن هذا الحديث: "مرب، أو قال: ملب، أي: لازم غير مفارق، مِنْ أرب بالمكان وألب: إذا أقام به ولزمه"».
***
الختمة الثانية:
قال الأستاذ عماد ملكاوي: (اعتاد إمام مسجدنا القاريء الحافظ الشيخ علاء عدلي حسين أن يقرأ في الصلاة الجهرية القرآن بدءًا من سورة الفاتحة حتى يختم بسورة الناس ثم يبدأ ختمةً جديدة. وبالأمس أتم الختمة الثانية في صلاة العشاء. ثم بعد الصلاة حدثنا عن فضل تلاوة وحفظ القرآن وختم حديثه بالدعاء. وبهذه المناسبة أهديته هذه القصيدة.
إلى الأخ الحبيب القاريء الحافظ الشيخ علاء:
طابت صلاتكَ فجرُها وعِـشاءُ ... وقرأتَ حتى تَمتْ الأجزاءُ
تَتلوهُ عن حَفصٍ روايةَ عاصمٍ ... وكما رواهُ السادةُ القُرّاءُ
اقرأ لنا الآياتِ واسجدْ واقتربْ ... أنى يُردُّ مع السجود دعاءُ
كلماتُهُ تَمتْ وأَشرَقَ نورهُ ... وتباركت من حُسنها الأسماءُ
أسمَعتَنا القرآنَ فاهتزتْ لهُ ... منا القلوبُ وفي العيونِ بكاءُ
في كل حرف حين تتلو عشرةٌ ... أَلِفٌ ولامٌ مثلها والياءُ
تكفيكَ فاتحةُ الكتاب ونورُها ... الحرف فيها رحمةٌ وشفاءُ
الحمدُ والسبع الطوال ومثلُها ... والـنورُ والـفرقانُ والشعراءُ
أَنَسيتَ قَبلَ نزولهِ كم أظلمتْ ... حتى أَضاءتْ بالنُزولِ حِراءُ
من يهجر القرآن يقسو قلبه ... فكأنما هو صخرةٌ صماءُ
لكنْ قلوب العارفين يُضيئُها ... قبسٌ من المشكاةِ حينَ يُضاءُ
اقرأ ففي القرآن علمٌ إنما: ... يخشى الإلهَ عِبادُهُ الـعلماءُ
أغناك بالقرآن حين حَفظتَهُ ... أنفـقْ علينا إننا فـقراءُ
الحُزنُ حينَ قرأتَ آخرَ سورةٍ ... ومع البدايةِ فرحةٌ ولقاءُ
تتلو وتعلو في المنازل رتبةً ... مَن يرتقي فيها فذاكَ (علاءُ)
عماد ملكاوي).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع