مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


13/12/2022 القراءات: 519  


روى الإمام أحمد من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ومن مات وهو يشرب الخمر سقاه الله من نهر الغوطة وهو ماء يجري من فروج المومسات - أي الزانيات - يؤذي أهل النار ريح فروجهن » .
وقال ابن عمر : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آتيه بمدية وهي الشفرة فاتيته بها فأرسل بها فأرهفت ثم أعطانيها وقال : « اغد علي بها » . ففعلت فخرج بأصحابه إلى أسواق المدينة ، وفيها زقاق الخمر قد جلبت من الشام فأخذ المدية مني فشق ما كان من تلك الزقاق بحضرته ثم أعطانيها وأمر أصحابه الذين كانوا معه أن يمضوا معي وأن يعاونوني وأمرني أن آتي الأسواق كلها فلا أجد فيها زق خمر إلا شققته ففعلت فلم أترك في أسواها زقا إلا شققته .
وعن عبد الله بن عمرو قال : إن هذه الآية التي في القرآن : ﴿ يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ﴾ قال : هي في التوراة إن الله أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والمزامير والزفن ، والكبارات يعني البرابط ، والزمارات ، يعني به الدف والطنابير والشعر ، والخمر مرة لمن طعمها أقسم الله بيمينه وعزته من شربها بعد ما حرمتها لأعطشنه يوم القيامة ، ومن تركها بعد ما حرمتها لأسقينه إياها في حظيرة القدس .

اللهم اغفر لنا ذنوبنا حالت بيننا وبين ذكرك شكرك واعف عن تقصيرنا في طاعتك ووفقنا للزوم الطريق الموصلة إليك وثبتنا عليها حتى الممات اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعلمنا من الرياء وطهر مكسبنا من الربا وألسننا من الكذب ووفقنا لمصالحنا واعصمنا عن ذنوبنا وقبائحنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب واغفر لنا ولوالدينا وتوفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .


اللهم انظمنا في سلك الفائزين برضوانك ، واجعلنا من المتقين الذين أعددت لهم فسيح جنانك وأدخلنا برحمتك في دار أمانك وعافنا يا مولانا في الدنيا والآخرة من جميع البلايا وأجزل لنا من مواهب فضلك وهباتك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين
الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
( فصل )
وأجمعت الأمة على تحريم الخمر ، وقليل الخمر وكثيره كله حرام لما أخرجه ابن حبان والطحاوي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره » .
وروى أحمد وابن ماجة والدارقطني وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما أسكر كثيره فقليله » .
وروى أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند صحيح عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر ولم يكتف الشارع بتحريم شرب قليلها وكثيرها ، بل حرم الاتجار بها ولو مع غير المسلمين فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعمل مستوردا أو مصدرا أو صاحب محل لبيع الخمر أو عاملا في هذا المحل كيف وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له .
وكذا يحرم إهداؤها فقد روي عن جابر بن عبد الله قال : كان رجل يحمل الخمر من خيبر إلى المدينة فيبيعها من المسلمين فحمل منها بمال فقدم بها المدينة فلقيه رجل من المسلمين فقال : يا فلان إن الخمرة قد حرمت فوضعها حيث انتهى على تل وسجى عليها بأكسية ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بلغني أن الخمر قد حرمت قال : « أجل » . قال : لي أن أردها على من ابتعتها منه ؟ قال : « لا يصح ردها » . قال : لي أن

أهديها إلى من يكافيني منها ؟ قال : « لا » قال : فإن فيها مالا ليتامى في حجري . قال : « إذا أتانا مال البحرين فانا نعوض أيتامك من مالهم » . ثم نادى بالمدينة فقال رجل : يا رسول الله الأوعية ينتفع بها ؟ قال : « فحلوا أوكيتها » . فانصبت حتى استقرت في بطن الوادي .
ويجب مقاطعة مجالس الخمر وشاربيها فعن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة تدار عليها الخمر » . رواه أحمد ومعناه عند الترمذي . وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يجلد شاربي الخمر ، ومن شهد مجلسهم ، وإن لم يشرب ، ورووا عنه أنه رفع إليه قوم شربوا الخمر فأمر بجلدهم فقيل إن فيهم فلانا ، وقد كان صائما ، فقال : به ابدؤوا أما سمعتم قول الله تعالى : ﴿ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم ﴾ . وروى عن عثمان بن عفان أنه كان يقول : اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل فيمن كان قبلكم يتعبد ويعتز الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جارتها أن تدعوه لشهادة فدخل معها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت : إني والله ما دعوتك لشهادة ولكن دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلام أو تشرب هذا الخمر فسقته كأسا فقال : زيدوني فلم يزل حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه . رواه البيهقي .


التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع