مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (98)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


13/12/2023 القراءات: 361  


(98):
جاء في "أعمار الأعيان" لابن الجوزي (ص: 89): "توفي واثلة بن الأسقع وهو ابن ثمان وتسعين، وكذلك سري السقطي، وأبو منصور الخياط".
***
عاقبة التطاول على الله:
جاء في «تفسير السمعاني» (5/ 94):
«وفي "بعض الكتب" عن سليمان بن يسار أنه قال: كنا في سفر وكان الناس إذا استووا على دوابهم قالوا: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} وكان أعرابي على بعير هزيل فاستوى على بعيره وقال: أما إني لهذا مُقرن، فقمص به، فوقع واندقتْ عنقُه ومات.
وفي بعض الآثار أيضًا: أن رجلًا شابًّا خرج في حلةٍ له، قد رجل شعرَه، فقيل له: إنك لجميل اليوم، فقال: إن الله يعجب مِنْ جمالي؛ فمسخه الله تعالى.
وعن بعضهم أيضًا أنه كان يكتبُ القرآن فانعقد حبرُه ولم يحضره الماء، فقطر فيه قطرة بول فكتب، فجفتْ يدُه».
***
ردَّ الفضل إلى الله:
جاء في «المحاضرات والمحاورات» للسيوطي (ص: 355)، وهو ينقل من «التدوين في أخبار قزوين» للرافعي (1/ 446):
«عن عبدالعزيز بن غانم الأندلسي، قال: كان لأبي صديقٌ وراقٌ، فقال له أبي ذات يوم: كيف أنت، قال: بخيرٍ، ما دامتْ معي يدي، قال: فتناثرتْ ‌أصابعُه من الغد».
***
مجهولة المؤلف:
رأيت عند السيد ظاهر الشيخ قمر الرفاعي في بغداد رسالة في التصوف عنوانها: "الرسالة المكية" مجهولة المؤلف. ولم أنقل أولها لأبحث عنها فيما بعد. كان هذا في (13 من رجب سنة (1409). وهناك: "‌الرسالة ‌المكية في طريق السادة الصوفية" لليافعي فتراها هي؟
***
طبعات "رسالة في التفسير على صورة أسئلة وأجوبة" للشيخ عبدالكريم الدبان التكريتي:
ط1 دار البحوث بدبي (1424 - 2003).
ط 1 دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي (1435 - 2013).
ط1 دار النور المبين في الأردن (2015).
ط1 دار النور المبين (2017)
ونشرت في حلقات في جريدة البيان في دبي.
هكذا كتبت أرقام الطبعات.
***
رأي في السيرة الذاتية لأبي يعرب المرزوقي:
"السيرة الذاتية لا تتجاوز الأحوال الذاتية إلا في ما لا معنى له في الشهادة المفيدة. لذلك فإني أكرر مرة أخرى- رغم قرب الأجل بمعيار متوسط السن والأعمار بيد الله-أني أرفض كتابة سيرة ذاتية لعلتين:
الأولى لأني متأكد من أن المرء لا يمكن أن يصدق في الشهادة لذاته ناهيك على ذاته. ذلك أن السيرة الذاتية شهادة ذاتية للذات أو عليها.
الثانية فالشهادة على ذاته مستحيل أن تكون صادقة في ما يعيه منها وهو طبعًا لا يصدق في الشهادة لذاته في ما لا يعيه منها لأنها من السرائر.
وإذن فلا توجد سيرة ذاته تتجاوز أحوال النفس مهما حرص صاحبها على محاولة الصدق في الشهاد لذاته أو عليها وخاصة إذا تكلم في علاقته بغيره.
لذلك فالطريقة المثلى هي ترك ذلك الأمر لما بعده من الباحثين إن وجدوا في سيرته ما يستحق الذكر له أو عليه. وما قرأتُ سيرة ذاتية إلا وأصابني تقزز وخاصة عندما يتعلق الامر بمن عرفتهم من أصحابها.
ولا أريد أن يصيبني ما أصاب المرحوم عبدالرحمن بدوي. لن أهجو أحدًا ولن أمدح. وأضع ذاتي في مجموعة "أحدا". ذلك أن الشهادة على الذات شرطها أن يكون المرء في كلامه على ذاته وكأنه غيرها ينظر إليها من خارجها.
وفي ذلك أصدقُ أوغست كونت: علم النفس بالاستبطان مستحيل. لا يمكن للمرء أن يكون في آن موضع الإدراك والادراك من دون أن توجد مسافة بينهما جلها تحت سلطان اللاوعي الذي يجعل الشهاد مقدوحة وغير قابلة للتصديق ومن ثم فالتجريح مقدم فيها على التعديل.
أبو يعرب المرزوقي
تونس في (8/ 12 / 2023م)".
***
احتياجات المُؤلِّف:
قال الإمام تقي الدين السبكي في مقدمة "تكملة المجموع شرح المهذب" (10/ 3):
"وأنّى أنهضُ بما نهضَ به [النووي] وقد أُسْعِفَ بالتأييد، وساعدته المقاديرُ فقرَّبت منه كل بعيد؟! ولا شك أنَّ ذلك يحتاجُ بعد الأَهلية إلى ثلاثة أشياء:
أحدها: فراغ البال، واتساع الزمان، وكان -رحمه الله تعالى- قد أُوتيَ مِنْ ذلك الحظ الأوفى، بحيث لم يكن له شاغلٌ عن ذلك مِنْ نفسٍ ولا أهلٍ.
والثاني: جمع الكتب التي يُستعان بها على النظر، والاطلاع على كلام العلماء، وكان -رحمه الله- قد حصل له مِنْ ذلك حظٌّ وافرٌ؛ لسهولة ذلك في بلده في ذلك الوقت.
والثالث: حسن النية، وكثرة الورع والزهد والأعمال الصالحة التي أشرقتْ أنوارُها، وكان -رحمه الله- قد اكتال [مِنْ ذلك] بالمكيال الأوفى".
***
تداول الكتب:
اقترحتُ على بعض الإخوة أن يُدوِّن وأدوِّن ما نقتنيه من معارض الكتب وغيرها، ويرسل بعضنا إلى بعض قائمة بذلك، فما اقتناه هو لا أقتنيه، وأستعيرُه منه حين الحاجة، وكذلك يفعل هو، وقد نجح هذا المقترح -والحمد لله-، وبذلك تخففنا شيئًا ما من عبء ضيق المكان وغلاء الأسعار، واستفدنا من هذا أيضًا معرفة ما لدى إخوتنا بصورة عامة فإذا عرضتْ حاجةٌ إلى كتابٍ استعرناه منهم.
***
أين ترجمة هذا الحكيم؟
روى ابنُ حبان في كتابه «روضة العقلاء» (ص: 440) وصية جامعة رائعة أوصى بها الخطاب بن المعلى ابنه فقال: «حدثني محمد بن المنذر بن سعيد قال: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي قال: حدثني عبدالرحمن بن أبي عطية الحمصي عن الخطاب بن ‌المعلى المخزومي القرشي أنه وعظ ابنه لما حضرت منيته... قال له: يا بُني عليك بتقوى الله وطاعته وتجنُّب محارمه، باتباع سُننه ومعالمه...».
وقد بحثتُ عن ترجمة (الخطاب) هذا فلم أعثر على شيء، حتى إن ابن عساكر قال في «تاريخ دمشق» (16/ 456): «‌الخطاب ‌بن ‌المعلى الدمشقي وكان أديبًا حكيمًا أوصى ابنًا له وصية حسنة رُويت عنه» ولم يزد. فرحمه الله فقد نصح فأفاد وأجاد، ودل على عقل وحكمة وسمو.
***
خبر مشكل:
قال الشعراني في ترجمة الشيخ إبراهيم الشاذلي في كتابه "الطبقات الوسطى" (2/ 225): "توفي في سنة أربع عشرة وتسع مئة. ودخل عليه سيدي محمد المغربي وهو في النزع فقال: ما تشهد؟ قال: وحدة مطلقة، فقال: هنيئًا لك، فطلعتْ روحه رضي الله عنه".
قلت: والشيخ محمد المغربي توفي سنة (911) كما قال الشعراني نفسُه في ترجمته من هذه الطبقات (2/ 160)، فكيف يدخل على تلميذه الشاذلي سنة (914)؟
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع