مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


أولا :إجلاء يهود بني قينقاع

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


01/03/2023 القراءات: 427  


أولا :إجلاء يهود بني قينقاع

وقف اليهود من الرسول صلى الله عليه وسلم موقفًا حاقدًا معاديًا منذ هاجر إلى المدينة، وقد برز هذا الحقد والعداء للمسلمين بصورة مضاعفة بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر؛ فقد انضموا بعواطفهم وألسنتهم ودعايتهم ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأظهروا للرسول صلى الله عليه وسلم الحسد والبغي


وقد عبر عن هذا كعب بن الأشرف، أحد رؤساء اليهود وأعظمهم حقدا على الإسلام ، الذي أظهر حزنه وألمه بعد غزوة بدر وقال: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها، وخرج حتى قدم مكة وجعل يحرض المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وينشد الأشعار ويبكي قتلى قريش، ثم رجع إلى المدينة فانتدب له الرسول صلى الله عليه وسلم من قتله كما سنذكر لاحقا بإذن الله

وكانت يهود بني قينقاع من أشر طوائف اليهود الثلاث ، وكانوا يسكنون داخل المدينة في حي باسمهم ، وكانوا صاغة وحدادين ، ولأجل هذه الحرف كانت قد توفرت لكل رجل منهم آلات الحرب، وكان عدد المقاتلين فيهم سبعمائة، وكانوا أشجع يهود المدينة، وكانوا أول من نكث العهد والميثاق من اليهود‏.‏

فلما فتح الله للمسلمين في بدر اشتد طغيانهم، وتوسعوا في تحرشاتهم واستفزازاتهم، فكانوا يثيرون الشغب، ويتعرضون بالسخرية، ويواجهون بالأذي كل من ورد سوقهم من المسلمين حتى أخذوا يتعرضون بنسائهم‏ ، وعندما تفاقم أمرهم واشتد بغيهم، جمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوعظهم ودعاهم إلى الرشد والهدي، وحـذرهم مغـبة البغـي والـعدوان، ولكنهم ازدادوا في شرهم وغطرستهم‏.‏

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع‏.‏ فقال‏:‏ ‌‏(‏يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشاً‏)‌‏ ، قالوا‏:‏ يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفراً من قريش كانوا أغماراً لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا

فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ‏ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ‏}‏ ‏[‏آل عمران 12، 13‏]‌‏.‏
كان في معني ما أجاب به بنو قينقاع الإعلان السافر عن الحرب، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كظم غيظه، وصبر المسلمون، وأخذوا ينتظرون ما تتمخض عنه الليالى والأيام‏.‏

وظل عناد اليهود وحقدهم يتواصل حتى حدثت حادثة التعدي على إحدى نساء المسلمين ، وخلاصة ما حدث: أن امرأة من العرب ذهبت إلى سوق بني قينقاع تبتاع شيئًا، فجلست إلى صائغ هناك فاجتمع حولها نفر من اليهود يريدونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها وهي غافلة فعقده على ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحك اليهود منها، فصاحت المرأة فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فغضب المسلمون ، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، وكان ذلك في شوال من السنة الثانية للهجرة


ولم يبق بعد ذلك إلا مقاتلتهم ، فاستخلف الرسول صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا لُبَابة رضي الله عنه ، وأعطي لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وسار بالمسلمين إلى بني قينقاع، ولما رأوه تحصنوا في حصونهم، فحاصرهم أشد الحصار، وكان ذلك يوم السبت للنصف من شوال سنة 2 هـ، ودام الحصار خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على أن له أموالهم ،وأن لهم النساء والذرية ، فأمر بهم فكتفوا‏.‏


أولا :إجلاء يهود بني قينقاع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع