مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


«فثقلت البطاقة وطاشت السجلات»

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


20/05/2023 القراءات: 180  


المراد به المغفرة ولا بد، وهذا قد يظنه كثير من الناس بخلاف تفسير الكبائر بالشرك لم ينقل عن أحد من السلف وجعلت المعتزلة المغفرة في: {إن الله لا يغفر أن يشرك به} [النساء: 48]
والآية مشروطة بالتوبة كقوله: {إن الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر: 53] وليس كذلك إذ لو كانت مشروطة بالتوبة لم تخص بما دون الشرك ولم تعلق بالمشيئة بل قوله {لمن يشاء} [النساء: 48] لا يمنع أن تكون المغفرة بأسباب منها الحسنات ومنها المصائب المكفرة.
وأما قوله: إن تجتنبوا الآية، ففيه الوعد بالتكفير، والتكفير يكون بالأعمال الصالحة تارة وبالمصائب المكفرة تارة، فمن كفرت سيئاته بنفس العمل كان من باب الموازنة وهذا تنقص درجته عمن سلم من تلك الذنوب كما قال ذلك من قاله من المعتزلة وغيرهم، ومن كفرت بالمصائب والحدود وعقوبات الدنيا فإنه تسلم له حسناته فلا تنتقص درجته بل ترتفع درجاتهم بالصبر على المصائب فيكونون أرفع مما لو عوقبوا وأصحاب العافية يكونون أدنى.
وقوله {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: 123] عام وسقوط الحسنات التي تقابلها من الجزاء أيضا، وكذلك {فمن يعمل مثقال ذرة} [الزلزلة: 7] الآية ثم إما أن يقال هذا مشروط بعدم التوبة أو يقال التوبة فيها شدة على
النفس ومخالفة هوى ففيها ألم هو من جنس الجزاء فيكون {من يعمل سوءا} [النساء: 123] .
عام مخصوصا، أو يقال التوبة من جنس الحسنات الماحية فلم تبق السيئة سيئة كما أن الإيمان الذي تتعقبه الردة ليس بإيمان فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وعند الأشعرية وغيرهم وجود التوبة كعدمها يمكن مع ذلك أن يعذبه لكن يظن أنه يغفر له وإلا فالاستحقاق لا يدرى عندهم لأنه من باب الإحباط وهم يقولون إنه ممتنع.
وذكر الشيخ تقي الدين - رضي الله عنه - أن الحسنة تعظم ويكثر ثوابها بزيادة الإيمان والإخلاص حتى تقابل جميع الذنوب وذكر حديث «فثقلت البطاقة وطاشت السجلات» وحديث البغي التي سقت الكلب فشكر الله لها ذلك فغفر الله لها. وحديث الذي نحى غصن شوك عن الطريق فشكر الله له ذلك فغفر له رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة.


«فثقلت البطاقة وطاشت السجلات»


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع