مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب)(58)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


28/09/2023 القراءات: 735  


🌴 وسائل:
من لطيف شعر الحافظ ابن حجر العسقلاني قوله:
يقولُ حسودي إذْ مدحتُ محمَّدًا ...ليَشْفَعَ لي: هل أنت بالشِّعرِ واصلُ
وهل لكَ عند المصطفى مِنْ وسيلةٍ … وهل أنتَ مستجدٍ؟ فقلت: وسائلُ
***
مطالعة الكتب الكبيرة:
قال الأدفوي (ت: 748) في ترجمة الإمام ابن دقيق العيد في كتابه "الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد" (ص: 580):
"وحكى لي الشيخ زين الدين عمر الدمشقي المعروف بابن الكتّاني، رحمه الله تعالى، قال: دخلتُ عليه بكرةَ يوم، فناولني مجلدة وقال: هذه طالعتُها في هذه الليلة التي مضتْ.
وكان له قدرة على المطالعة:
رأيتُ خزانة (المدرسة النّجيبيّة) بقوص، فيها جملة كتب، مِن جملتها: "عيون الأدلّة" لابن القصّار، في نحو من ثلاثين مجلّدة، وعليها علامات له.
وكذلك رأيتُ كتب (المدرسة السّابقيّة)، رأيتُ على "السّنن الكبير" للبيهقي فيها، في كل مجلّدة علامة، وفيها "تاريخ" الخطيب كذلك، و"معجم" الطّبراني الكبير، و"البسيط" للواحدي، وغير ذلك.
وأخبرني شيخنا الفقيه سراج الدين الدّندري أنّه لمّا ظهر "الشرح الكبير" للرّافعي، اشتراه بألف درهم، وصار يصلّي الفرائض فقط، واشتغل بالمطالعة، إلى أن أنهاه مطالعة، وذُكر عنده هو والغزالي في الفقه، فقال: الرّافعي في السّماء.
ويُقال: إنّه طالعَ كتب ([المدرسة] الفاضليّة) عن آخرها.
وقال: ما خرجتُ من باب من أبواب الفقه واحتجتُ أنْ أعود إليه".
ويُذكر هنا: العز بن عبدالسلام، وعبدالحي اللكنوي، وغيرهما.
***
تعليق أنيق:
كنتُ نشرتُ في الحلقة (48): خمسة بخمسة: روى الخطيبُ في «تاريخ مدينة السلام» (8/ 218) بسنده إلى المُزني قال: "سمعتُ الشافعي يقول: مَن تعلم القرآن عظمتْ قيمتُه. ومَن نظر في الفقه نبل مقدارُه. ومَن تعلم اللغة رق طبعُه. ومَن تعلم الحساب ‌تجزل [كذا وفي مواضع: جزل] ‌رأيُه. ومَن كتب الحديث قويتْ حجتُه. ومَن لم يصنْ نفسَه لم ينفعه علمُه".
فعلق الدكتور عماد ملكاوي -وفقه الله تعالى- قائلًا: "أقول: فكيف بمَن أخذ مِن هذا كله؟ ربِّ زدني علمًا".
***
تعليق على الأسماء الموريتانية:
كتب إليَّ الأخ الكريم البحاثة المحقق المتتبع الشيخ أديب الكمداني قائلًا:
تحياتي مولانا: هذه دردشة طالب علم فيما يخص الأسماء الموريتانية، وهذا النص في المقال: (التسمية بمحمد بضم الميم الأولى وفتح الثاني مشددًا، موافق للاشتقاق من الحمد، وكذلك التسمية بأحمد. وأما التسمية بمَحمَد بفتح الميمين، أو مُحمُد بضمهما فلعله من باب التغيير صونًا لاسم النبي صلى الله عليه وسلم أنْ يُسمى به غيرُه". المعيار المعرب (11/139).
أقول: إن الناظر في "الإصابة" لابن حجر يجد عددًا من الصحابة الذين سُمّوا باسم محمد حتى إن ابن حجر ترجم للصحابي محمد بن جعفر بن أبي طالب وفي الترجمة بأنه أول مَن سمّي محمدًا في الإسلام من المهاجرين. ثم إن ابن حجر ترجم لصحابي آخر بعد ترجمة محمد بن جعفر وهو الصحابي محمد بن حاطب، وفي ترجمته بأنه أول من سمي محمدًا في الإسلام. ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم عندما أحضروه له. والمقصود بأن جماعة من الصحابة سُموا محمدًا بإقرار ومباركة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن سمي باسمه، وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "تسموا باسمي" كما في صحيح البخاري ومسلم. ورواية لهما بلفظ" "سمّوا باسمي". فما قاله الونشريسي فيه نظر، ولعل سبب تغيير الاسم من باب الأدب في التأديب للأطفال، حيث يتعرض الطفل المسمى باسم محمد، للضرب أو الشتم مع نطق اسمه.. فاحترامًا وتقديرًا وتشريفًا للاسم، ربما يغيرون الاسم، مع ملاحظة اعتبار لكنات الألسن فالأتراك لم يقصدوا تحويل الاسم وإنما الحاء غير موجودة عندهم من حيث النطق، يقولون عن الحياة: (هيات)، وكلمة (حساب): (هساب)، والدال في أغلب الأسماء تلفظ عندهم تاء (شعور الدال المعطّشة لتصبح تاء)، فيقولون في اسم (صباح الدين): (سباه التين) يشعر السامع كأنه يعطّش الدال حتى قلبت تاء، فهم نطقوا باسم محمد جريًا مع نطق الحروف وليس تحويلًا للاسم، وهذا مجرد تحليل.
***
التحبير في علم التذكير للقشيري:
تحرف عنوانُ هذا الكتاب في برنامج "خزانة التراث" إلى: النخبة في علم التذكير. وذُكر كذلك باسم: التحرير!
***
سلاسل الأولياء وأسانيد الطرق:
للشيخ محمد مرتضى الزَّبيدي (ت: 1205): "إتحاف الأصفياء برفع سلاسل الأولياء". وقد ذكره في كتابه"تاج العروس" في عدة مواضع. توجد منه نسخة خطية عند الشيخ محمد مطيع الحافظ.
***
شعر الباجي:
لأبي الوليد الباجي شعر لطيف، وحبذا جمعه ودراسته، وقد أورد لنفسه شعرًا في كتابه "سنن الصالحين وسنن العابدين". انظر الفقرات: 239، 300، 304، 628، 1749، 1957، 2188، 3131، 3639(أمحمد)، 3655، 3718 (رعى الله قبرين).
***
حفظ القرآن في الصغر والكبر:
لمحمد حسين إبراهيم الرنتاوي: "خير البشر بمَن أتم حفظ القرآن ولما يبلغ العشر". مخطوط قيد الطبع. أسانيد المصريين (ص: 486).
ومن المهم جمع مَن حفظوا القرآن في الكبر، ومنهم الخويي. قال السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (8/ 16): "كان فقيهًا أصوليًّا متكلمًا مناظرًا دينًا ورعًا، ذا همةٍ عاليةٍ، حفظ ‌القرآن على كبر". ومنهم: الشيخ عبدالسلام الشواف (ت: 1318)، والشيخ محمد القزلجي (ت: 1379). انظر: من سير علماء العراق خلال قرن (ص: 21) و(ص: 133). ومنهم الشيخ محمد مطيع الحافظ، ومنهم عمي الرجل الصالح الحاج عمر، والشقيق الحاج عبدالوهاب.
***
فقه الصالحين:
رأيتُ في "كشف الظنون" (2/ 945): "‌زاد السالكين (السائرين)، ونزهة الناظرين، في ‌فقه ‌الصالحين للإمام الشيخ علي بن عثمان بن عمر الصيرفي الشافعي المتوفى بدمشق سنة 844. وهو في أربع مجلدات. أجاد فيه: غاية الإجادة".
ولم يُذكر في طبعة مؤسسة الفرقان.
وعنوان هذا الكتاب مشوقٌ، ثم رأيتُ في «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» (9/ 366): "وهو شرح لـ «التنبيه»". فظهر أنه في الفروع، وفي التسمية إشارة مهمة.
يسر الله الوصول إليه.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع