رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (135)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
22/01/2024 القراءات: 619
إجازة بـ"نظم طريق العلم":
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد سمع مني الشيخ الفاضل: صلاح بن فتحي بن محمد الهادي بن محمد سليمان المصري حفظه الله تعالى ومتعه بالعافية في الدنيا والدين جميع نظمي لكتاب شيخنا ومجيزنا العلامة الأستاذ الدكتور عبدالحكيم الأنيس -حفظه الله تعالى ومتع به- : "طريق العلم وأخلاق العلم"، ثم طلب مني أن أجيزه برواية هذا النظم، فأجبته إلى ذلك رجاء الاندراج في خير المسالك، مستحضرًا البيت الذي ينقله مشايخنا عند الإجازة:
وإذا أجزتُ مع القصور فإنني ●●● أرجو التشبه بالذين أجازوا
فعلى هذا فإني أجيز الشيخ المذكور برواية هذا النظم، وأوصيه بتقوى الله تعالى، والتمسك بالكتاب والسنة، وأطلب منه أن يتذكرني وشيخي عبدالحكيم بالدعاء.
كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير: ضياء الدين جعرير
بمدينة قايس - الجزائر
يوم الجمعة السابع من شهر رجب عام خمس وأربعين وأربع مئة وألف.
***
خير الناس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المؤمن يألف ويُؤلف.
ولا خير فيمن لا يألف ولا يُؤلف.
وخيرُ الناس أنفعُهم للناس.
رواه الحاكم (٥٩)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٨١٣٠). وهو حديث صحيح.
وهذه الخيريةُ تتحقق بالقول وبالعمل، بالفعل وبالنية، بالمباشرة وبالدلالة.
ووجوه النفع كثيرة جدًّا، والموفق مَن وفقه الله إليها، أو لشيء منها، والمحروم مَن حُرم منها.
ومِن نفع الناس: إرادةُ الخير الدنيوي والأخروي لهم.
ومِن نفعهم: تعليمُهم العلم الصحيح، ودلالتهم على الطريق الرجيح.
ومِن نفعهم: كشف الكربات عنهم.
ومِن نفعهم: إيصال حوائجهم إلى القادر على قضائها.
ومِن نفعهم: الإشارة على القادر بتقديم الخير إليهم، والمبادرة إلى رفع الضرر عنهم.
ومِن أشنع البخل أن يبخل الإنسانُ بما ليس منه، ولا ينقصه.
اللهم اجعلنا نافعين نفّاعين، وحققنا بالخيرية التي أخبرنا بها رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم.
الاثنين (10) من رجب (1445).
***
الذكر الجميل:
«ذكر النبيَّ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ فقال: بأبي وأمي رسول رب العالمين، ختمتْ به الدنيا، وفتحتْ به الآخرة، صلى الله عليه وسلم، به يبدأ الذكر الجميل ويختم». زهر الآداب وثمر الألباب (4/ 1163). وآخر قوله موزون فقلت:
على المصطفى المختار صلّوا وسلّموا ... إذا شئتمُ في الخلد أن تتنعموا
عليكم بها بدءًا وختمًا فإنما ... به يَبدأ الذكر الجميل ويُختمُ
الاثنين (10) من رجب (1445).
***
الإقبار والإدبار:
من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «قلّما أدبر شيءٌ فأقبل». زهر الآداب وثمر الألباب (1/ 73)، مجمع الأمثال (2/ 452).
ونظمتُه فقلت:
استمعْ منّيَ نُصحي وتقبّلْ ... هذه الدنيا ستمضي فتعجّلْ
بادر الفرصةَ إنْ لاحتْ وقمْ ... قلما أدبرَ شيءٌ ثُم أقبلْ
الاثنين (10) من رجب (1445).
***
قيمتك:
من أقوال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «قيمة كلّ امرىء ما يحسن». زهر الآداب وثمر الألباب (1/ 253).
ونظمته فقلت:
عجبًا للمرء كم يصرفُه ... بهرجُ القول وكم يفتنُهُ
فتيقظْ واستمعْ مِنْ عارفٍ: ... قيمةُ الإنسانِ ما يُحْسنُهُ
الاثنين (10) من رجب (1445).
***
أرفع الناس وأفضلهم:
في "مناقب الشافعي" للبيهقي (2/ 201): «قال يونس بن عبدالأعلى: سمعت الشافعي يقول:
أرفعُ الناس قدرًا مَن لا يَرى قدره، وأكثرُ الناس فضلًا مَن لا يَرى فضله».
ونظمتُه فقلت:
• وأرفع الناس قدرًا ... مَن ليس يُبصر قدرَهْ
• وأكثر الناس فضلًا ... مَن ليس يُبصر فضلَهْ
الاثنين (10) من رجب (1445).
***
غض طرفك:
في «عيون الأخبار» (4/ 23):
وكنت متى أرسلتَ طرفك رائدًا … لقلبك يومًا أتعبتك المناظرُ
رأيتَ الذي لا كلّه أنتَ قادرٌ … عليه ولا عن بعضهِ أنت صابرُ
وفي «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» (ص: 154): «قيل:
كلُّ الحوادث مَبْداها من النَّظرِ … ومُعْظَمُ النَّار من مُسْتَصْغَرِ الشَّررِ
كم نظرةٍ فتكَتْ في قلبِ صاحبها … فَتْكَ السِّهام بلا قَوْسٍ ولا وَتَرِ
والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَلِّبُهَا … في أعينِ الغيدِ موقوفٌ على الخطرِ
يَسُرُّ مقلتَه ما ضرَّ مهجتَه … لا مرحبًا بسرورٍ عاد بالضَّرر»
***
إخراج الكبر كبير:
في «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» (10/ 225):
قال محمد بن الحسين: حدثني سعيد بن صبيح المؤدب قال: قال أبو هاشم [الزاهد]: «لفلح الجبالِ بالإبر أيسرُ مِنْ إخراج الكبْرِ من القلوب».
***
القراءة في صحيح البخاري:
"من خلال عملي باليونينية ومخطوطاتها المتقنة وعملي الآن في نسخة أبي ذر وجدتُّ الإمام البخاري يميل الى قراءة البصري، ويعتمدها في أغلب صحيحه، والله أعلم. وهذا استقراء، لكن لا يظهر هذا في مطبوعات الصحيح في أغلب المواضع بسبب إثباتهم لرواية حفص غالبًا. وقد تصرف الطابعون وفق الرسم المشهور، وسلمتْ من هذا اليونينية غالبًا إلا من مشكلة الإبدال فلم تسلم.
عبدالرحيم يوسفان".
***
من أعلام اللغة:
ممن لقيتُ منهم: الشيوخ الأساتذة:
أحمد القلاش. جلال الحنفي. حسام النعيمي. عبدالرحمن زين العابدين. عبدالفتاح أبو غدة. عبدالكريم الدَّبان. عبدالكريم المدرس. فاضل السامرائي. فيصل الحفيان.مازن المبارك. محمد بهجة الأثري. محمد حسان الطيان. محمد زهير الناصر. هاشم طه شلاش.
وغيرهم.
***
الشيخ بدر الدين الحسني:
سألت الشيخ مطيع الحافظ عن سر بروز الشيخ بدر الدين الحسني فقال: نسبه، وصفاؤه، وعدم تدخله في شيء لا يعنيه، وتسليم أمره لله، وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم، وجديته، وكون شؤون الدنيا وراء ظهره، -كان أخوه أحمد بهاء الدين يقوم بذلك-، وتفرغه للعلم.
***
يا لطيف:
في «وفيات الأعيان» (4/ 165): «ومن دعائه (دعاء الشافعي): اللهم يا لطيف أسألك اللطف فيما جرتْ به المقادير. وهو مشهور بين العلماء بالإجابة، وأنه مجرَّب».
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة