مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (151)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


23/02/2024 القراءات: 534  


تغريدات حنفية:
للشيخ محمد وائل الحنبلي كتاب نافع سماه: "التغريدات الحسان عن الإمام أبي حنيفة النعمان". وقد نقل في ختامه عن الشيخ مرعي الحنبلي قوله في كتابه "تنوير بصائر المقلدين" (ص: ١١٦، ١٤٥): "الغافل الناقص من حفظ النقائص.
والعاقل المنور البصيرة، الطيب السريرة، مَنْ ترَك الاعتراض على الأئمة وعلماء الأمة".
***
ليس لأبي حنيفة:
أقول دائمًا: ما مِن عالم مشهور إلا نُسب إليه ما ليس له، ومِن ذلك نسبة كتاب اسمه "المقصود" في علم الصرف إلى الإمام أبي حنيفة، ومَنْ وقف عليه قطع أنه ليس له.
وقال رياض زاده الحنفي (ت: ١٠٧٨) في كتابه «أسماء الكتب» (ص: 289):
«‌المقصود في ‌الصرف: لم أقفْ على مؤلفه. شرحه المولى البركوي...».
***
كتاب الكردري في مناقب أبي حنيفة:
قال طاشكبري في كتابه «الشقائق النعمانية» في ترجمة العالم حافظ الدين بن محمد الكردري المشهور بابن البزازي (ت: 827)، (ص: 21):
"له كتابٌ في مناقب الإمام الأعظم أبي ‌حنيفة -رضي الله عنه-، وهو كتاب نافع في الغاية، مشتمل على المطالب العالية، طالعتُه من أوله إلى آخره، واستفدتُّ منه».
وانظر قوله: "طالعتُه من أوله إلى آخره"، فهذا يدل على اهتمامه به وأهميته.
***
أبو حنيفة زمانه:
التشبيه بأبي حنيفة مِن دواعي الفخر، وممن شُبِّه به العلامة خسرو.
قال طاشكبري في «الشقائق النعمانية» (ص: 71):
«كان -رحمه الله تعالى- مربوع القامة، عظيم اللحية، وكان يلبس الثياب الدنيئة، وعلى رأسه تاج عليه عمامة صغيرة، فإذا دخل يوم الجمعة جامع ايا صوفية يقوم له مَن في الجامع كلهم، ويطرِّقون له، إلى المحراب، ويصلي عند المحراب، والسلطان محمد خان [الفاتح] ينظر من مكانه ويفتخر به ويقول لوزرائه: انظروا هذا أبو ‌حنيفة زمانه».
***
ذكرُ الأئمة شرف:
قال الشيخ عبدالفتاح في محاضرة له في كلية العلوم الإسلامية في بغداد سنة (1985):
"الإخوةُ الطلبة هم في نعمة كبيرةٍ حيث كانوا من خَدَمَةِ الشريعة وقالوا: كلُّ علمٍ يشرف بشرف موضوعه، وموضوعُ علم الشريعة: قال الله، قال رسوله، قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو حنيفة، قال مالك، قال الشافعي، قال أحمد، وهكذا، فشرفُ العلم غزيرٌ وكبيرٌ وسام ورفيعٌ، ولكن قد يكون الإنسانُ في إلفه له غيرَ مقدّر، لأنَّ الإلف يغمط النعمة، الذي يألفُ السلامة دائمًا ما يُقدِّرُ الصحة كما يُقدِّرها الذي يمرض ويصح مِنْ مرضه.
فلهذا إخوتي الطلبة الذين ساقهم اللهُ إلى هذا المنهل العذب، وهذه الكلية الشرعية الشريعية، هذا خيرٌ كبير، ووسامٌ عظيم قُـدِّر لهم".
***
أبو حنيفة الثاني:
وقال في تلك المحاضرة: "أوصي إخوتي الطلبة بأنْ يخلصوا النية، وأنْ يبذلوا الجهد الصحيح، وأنْ يكون في نفس كلِّ واحدٍ منهم أن يكون أبا حنيفة مرة ثانية، لأنّ الإنسان إذا كبرت همتُهُ جاءتْ بالعظائم، جاءت بالمقدَّرات والمستكبرات قدرًا وخطورة.
أمّا إذا كان يطلب نجاحًا من مئة علامة، يطلب واحدة وخمسين علامة فهذا كما قال:
إذا ما علا المرءُ رام العلا ... ويقنع بالدُّون مَنْ كان دونا
فلا يصح أن يكون في نفس طالب العلم رجاءُ النجاح، بل رجاء أن يكون مجتهدًا، إمامًا بفضل وعقل وتقى وبصيرة واستنارة، حتى يأتي طالبَ علم متمكنًا.
فأمّا أن يكون طالبَ نجاح فهذا ليس ممّا يدل على نبوغِهِ أو سمُّوه في العلم.
فلذلك أذكِّر إخوتي الطلبة أيضًا بأن يكون لديهم عزمٌ وقصدٌ وبذلٌ لأن يكون الواحد منهم أبا حنيفة الثاني حتى يأتي إمامًا عالمًا كبيرًا مقدّرًا نافعًا، لأنّ الشواغل وقواطع الخير كثيرة، وموانع الخير كثيرة، فإذا عزم على أن يكون من صفوف الأئمة المرموقين جاء في حيّز العلماء المذكورين".
وحين كُرم الشيخ في إثنينية الوجيه عبدالمقصود خوجه في جدة ووصفه أحدُ المتحدثين بأنه أبو حنيفة الثاني بكى الشيخ واعتذر عن قبول هذا الوصف، ولا تعارض بين الموقفين، فهو يدعو إلى أن يكون أبو حنيفة قدوة في نظر طلاب العلم، ولكنه لا يقبل أن يوصف هو بذلك تواضعًا وهضمًا لنفسه، وتقديرًا وتبجيلًا للأئمة رحمهم الله تعالى.
***
مجلس في جامع أبي حنيفة:
ألقى الشيخ عبدالفتاح درسًا في جامع أبي حنيفة بعد العصر من أحد أيام شهر رمضان سنة (1410)، وكان مجلسًا روحانيًّا لافتًا للنظر، اجتمع له شرفُ الزمان والمكان والمتكلم والكلام، وكانت العصافير تزقزق فوق رؤوس الحاضرين! وهو من المجالس التي لا تُنسى...
***
من كابل:
قال الشيخ عيادة بن أيوب الكبيسي رحمه الله تعالى في كتابه "شذرات من مزايا رجال صحبتهم أو لقيتهم":
"الحمد لله، صلى الشيخ خليل [الفياض الكبيسي] الجمعة في المسجد الذي أخطب فيه ثلاث مرات، وكان معجبًا بالخطبة، ومن حُسن ظنه فقد أثنى علي ثناءً طيبًا، وكان يقول: أنا أبقى أتفكر فيما تقول في الخطبة، وقال: احمد اللهَ على ما منحك من العلم.
ولما قدم في عام 1438هـ الموافق 2017م إلى الإمارات وصلى الجمعة معنا في مسجد الشيخ المر رحمه الله تعالى بدبي أيضًا، من حسن ظنه أثنى على الخطبة كثيرًا، ولما قبلتُ يده قبّل يدي عدة مرات، - أستغفر الله كيف سمحتُ له بذلك ـ !! ثم لما خرجنا من المسجد وكنا في رحبة المسجد قابل شخصًا اسمُه نور محمد وهو أفغاني، ففرح به كثيرًا، وذكر أن الإمام أبا حنيفة كان من أفغانستان من كابل، فقلتُ: لذلك كلهم أحناف، فقال [الشيخ]: أبي كان شافعيًّا، ثم في آخر حياته أصبح حنفيًّا، وأنا الآن على منهج أبي كنت شافعيًّا، والآن أنا حنفي المذهب".
***
رؤيا الإمام:
قال الأخُ الشيخُ ذاكر الحنفي: "أُريتُ قبل بضع سنين الإمام الأعظم رضي الله عنه في رؤيا في مجلس علم، وبجنبي رجل يسألني أن أسأله: كيف خرجت روحك لما متَّ؟ فهبت الإمام أن أسأله، فقلت للسائل: قرأتُ -وكنتُ قرأتُ ذلك فعلًا- أن الإمام محمد بن الحسن سُئل هذا فقال: كنتُ أتفكر في مسألة فقهية ولم أشعر بخروج الروح. فإذا كان هذا حال التلميذ، فكيف بحال الشيخ؟! ثم استيقظت".
***
شعر أبي حنيفة:
هل لأبي حنيفة شعر؟ انظر مقالي: "الشعر المنسوب إلى الإمام أبي حنيفة"، وهو منشور.


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع