مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (181)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


05/06/2024 القراءات: 17  


-الإمام أحمد بن محمد بن حنبل:
(كلمة ألقيتْ في افتتاح أسبوع الإمام أحمد بن حنبل في دبي)
من البصرة إلى تركمانستان خرج محمد بنُ حنبل الشيباني لعملٍ يقومُ به هناك، ومِنْ تركمانستان إلى بغداد عادتْ زوجته صفية الشيبانية وهي حامل بأحمد الذي لم ير أباه، ولعل أحدًا لم يشعرْ بدخول تلك الأمِّ التي كانت تحملُ في أحشائها جنينًا سيكون علمًا من أعلام الدنيا... ولكن بعد سبع وسبعين سنة -هي عُمر ذلك العلم- كانت كفيلة أنْ تجعل من يوم رحيلهِ موسمًا شارك فيه مئات الألوف...
ذلك هو أحمد بن محمد بن حنبل الذي اختصر النوويُّ وصفه فقال: "الإمام البارع المجمع على جلالته، وإمامته، وورعه، وزهادته، وحفظه، ووفور علمه، وسيادته".
واختصر الذهبيُّ نعته فقال: "شيخ الإسلام، وسيد المسلمين في عصره، الحافظ الحجة".
وقال: "عالمُ العصر، وزاهدُ الوقت، ومحدِّثُ الدنيا، ومفتي العراق، وعلَمُ السُّنة، وباذلُ نفسه في المحنة، قل أنْ ترى العيونُ مثله، كان رأسًا في العلم والعمل، والتمسُّك بالأثر، ذا عقلٍ رزينٍ، وصدقٍ متينٍ، وخشيةٍ ومراقبةٍ للعزيز العليم، وذكاءٍ وفطنةٍ، وحفظٍ وفهمٍ، وسعةِ علمٍ، هو أجلُّ مِنْ أنْ يُمدح بكلمي، وأنْ أفوه بذكره بفمي".
وأجمل المناويُّ حاله فقال: "الإمام المبجل، والهمام المفضل، علم الزهاد، وقلم النُّقاد، امتُحن فكان في المحنة صبورًا، واجتُبي فكان للنعمة شكورًا، عُرضتْ عليه الدنيا فأباها، والبدع فنفاها، فكان للعلم والحلم واعيًا، وللفهم والفكر راعيًا".
ومِنْ عجب أمره أنه حين تُوفي وقع المأتمُ في أربعة أصناف: المسلمين، واليهود، والنصارى، والمجوس، كما نقل النوويُّ عن العلماء... ولنا أنْ نتصور فداحة المصاب برجلٍ يفتقده كلُّ هؤلاء... وإنْ نسأل: لِمَ؟ فالجواب أنه كان عاملَ رحمةٍ واستقرارٍ وأمانٍ لطوائف المجتمع كلها.
أمّا "مسنده" فقد قال فيه ابنُ الجزري:
وإنَّ كتاب المسند البحر للرضى ... فتى حنبل للدين آية مسندِ
حوى من حديث المصطفى كلَّ جوهرٍ ... وجمَّع فيه كلَّ در منضدِ
ثلاثين ألفًا مِنْ حديث سوى الذي ... تكرره بعدده وإنْ شئت فاعددِ [كذا]
وقال ابنُ عساكر: "أكبر الكتب التي جمعتْ مما وقع إلينا، وأعلاها سندًا إلى مصنِّفه مما حصل لدينا: مسند الإمام أبي عبدالله أحمد. وهو كتابٌ نفيسٌ يُرغب في سماعه وتحصيله ويُرحلُ إليه، إذ كان مصنِّفه الإمام المقدم في معرفة هذا الشأن، والمعترف بفضله عند الفرق في سائر الأزمان، والكتابُ كبيرُ القدر والحجم، مشهورٌ عند أرباب العلم".
***
-اللغة العربية في ضمير قادة الأمة:
تناولتُ في (محاضرتي) هذه -وهي ملامح مِن مكانة اللغة العربية في التاريخ الإسلامي-:
• التوجيه بالتدوين والتأليف فيها.
• الإسهام بالتأليف فيها.
• العناية بتحصيل كتبها.
• العناية بتصحيح كتبها وبيانها.
• العلم بها والرغبة فيها.
• العناية بأهلها.
• العناية بالكتاب.
• إسناد المناصب إلى علمائها.
• القادة والتعريب
• التشديد والنكير على اللحن.
• الاهتمام بالتصحيح اللغوي.
• تدريس العربية ونشرها وحضور العربية في المدارس.
• تعليم أبنائهم العربية. 
***
-الكتاب والمرأة والمرأة والكتاب:
تناولتُ في (محاضرتي) هذه:
الشق الأول: الكتاب والمرأة.
- ما ألِّفَ عنها وما ألِّفَ لها.
الشق الثاني: المرأة والكتاب.
- المرأة والتأليف إلى سنة (1200).
- المرأة ونسخ الكتب.
- المرأة وتكوين مكتبة.
- المرأة والتحقيق.
- المرأة والسيرة الذاتية.
- المرأة والتأليف القرآني.
- كتابتها المذكرات.
- المرأة والكتاب العلمي.
- كتبٌ نسبت إلى امرأة.
- تدوينُ شعر المرأة.
- المرأة وإسناد زوجها.
- مؤلفات وكاتبات من الإمارات.
- إهداء الكتاب إلى المرأة.
- امرأة تكتبُ عن امرأة.
- مِن أبرز المؤلفات المسلمات في هذا العصر من غير العرب.
- صور طريفة.
- المرأة وكتب السُّنة.
- المرأة الدارسة الاجتماعية.
- المرأة الفقيهة.
- المرأة الداعية.
- المرأة والقراءة على العالم.
***
-المروءة:
جاء في «المجالسة وجواهر العلم» (3/ 189): «حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، عن أحمد بن جميل قال: قال محمد بن النضر الحارثي: أول المروءة: طلاقة الوجه، ‌والثاني: ‌التودد ‌إلى الناس، والثالث: قضاء الحوائج، ومَنْ فاته حسبُ نفسه لم ينفعه حسب أبيه (يريد الدين)».
وفي «حسن التنبه لما ورد في التشبه» للنجم الغزي (9/ 506): «وعن الإمام أحمد بن حنبل [كذا، وهو محرف، والصواب: أحمد بن جميل، وهو المروزي] رحمه الله تعالى قال: قال محمّد بن نصر [كذا، وهو محرف، والصواب: النضر] الحارثي رحمه الله تعالى: أول المروءة طلاقة الوجه ...».
***
-بين النعل والبغل:
جاء في بحثٍ عنوانُه "ديوان الشاب الظريف جمع وتحقيق" (ص: 22) مِنْ قصيدة:
شرفٌ تقاصر عنه كل علا ... فله هلالُ الأفق [كالبغلِ]
وعلق الباحثُ المحققُ على البيت قائلًا: "البغل هذا الحيوان السماح الذي يُركب، والأنثى بغلة. والجمع بغال. ليس من المستحسن أو المقبول تشبيه الهلال بالبغل المذلل لركوب الممدوح، وهي صورة غير مقبولة وإن كانت مبتكرة". كذا جاء: صورة مبتكرة! والحقيقة أن اللفظ محرف، والصواب: النعل. ولا علاقة للبغل والبغال هنا.
***
-قراءة صحيح مسلم في بغداد:
حدثني الشيخ صبحي السامرائي رحمه الله قال: حين قدم الشيخ يوسف الخانفوري بغداد قرأ عليه الشيخُ محمد بهجة الأثري صحيح مسلم، وكان الشيخ محمود شكري الآلوسي يسمعُ هو وشيخنا الشيخ عبدالكريم أبو الصاعقة.
***
-اسم والد علي القاري:
العلامة علي الهرَوي المكي الحنفي المعروف بالملا -والمنلا- علي القاري، هو ابن سلطان محمد، وهذا الاسم بهذا التركيب معروف لدى المسلمين في تلك البلاد، يريدون: السلطان محمد، تعظيمًا للاسم النبوي، ولعدم الاعتياد له في البلاد العربية يُظنُّ اسمين، فيُقال: علي بن سلطان بن محمد. وهذا ما جاء في مواضع متعددة، ومن ذلك على غلاف كتابه "شرح عين العلم وزين الحلم"، تصوير مكتبة الثقافة الدينية في مصر. فليُصحح ويُجتنب هذا الخطأ.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع