مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (58)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


16/12/2023 القراءات: 328  


السؤال (642):
شيخنا: ما صحة هذه القصة؟
"من طرائف أشعب:
رغم شهرته بكثرة تناول الطعام إلا أنه كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب.
دخل أشعب على الخليفة أبي جعفر المنصور فوجده يأكل من طبق اللوز والفستق، فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز.
فقال أشعب: يا أمير المؤمنين (ثاني اثنين إذ هما في الغار) فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية.
فقال أشعب: (فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) فألقى إليه الثالثة.
فقال أشعب: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك) فألقى إليه الرابعة.
فقال أشعب: (ويقولون خمسة سادسهم كلبهم) فألقى إليه الخامسة، والسادسة.
فقال أشعب: (ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) فألقى إليه السابعة، والثامنة.
فقال أشعب: (وكان في المدينة تسعة رهط) فألقى إليه التاسعة.
فقال أشعب: (فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة) فألقى إليه العاشرة.
فقال أشعب: (إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين). فألقى إليه الحادية عشرة.
فقال أشعب: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا). فألقى إليه الثانية عشرة.
فقال أشعب: والله إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك: (وأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون). فأعطاه الطبقَ كله.
الجواب:
لم أقف على هذا القول في كتاب، وهو خبر بارد ظاهر الصنع.
***
السؤال (643):
ما هي المصادر المشرقية التي تحدثتْ عن هذه الطريقة في الإقراء: طريقة تصحيح المتن، وحل المشكل، وتبيين المقفل؟
الجواب:
هناك كلام للشخ الدهلوي، قال في كتابه "إنسان العين في مشايخ الحرمين" (ص: 91-92): "اعلم أن دراسة كتب الحديث عند علماء الحرمين على ثلاثة مناهج:
الأول: منهج السرد، وهو أن يقرأ الشيخ المُسْمع أو قارئه الكتاب بدون تعرض للمباحث اللغوية، والفقهية، وأسماء الرجال، وغيرها.
الثاني: منهج البحث والتحليل، وهو أن يقرأ الطالب حديثًا، ويُبين الشيخ اختصارًا معنى الكلمة الغريبة، وإعراب الكلمة العويصة، والاسم قليل الوقوع من أسماء السند، والسؤال ظاهر الورود، والمسألة التي نص عليها الحديث، ثم يقرأ الطالب حديثاً آخر على هذا القياس.
والثالث: منهج الإمعان والتعمق، وهو أن يتوقف الشيخ على كل كلمة، ويبين ما لها وما عليها وما يتعلق بها، فيستشهد مثلًا بكلام الشعراء في تبيين الكلمة الغريبة، وإعراب الكلمة العويصة، ويذكر أخوات الكلمة ومواضع استعمالها عند اشتقاقها، ويذكر تراجم الرواة ضمن أسماء الرجال، ويستخرج المسائل الفقهية من الأحاديث، ويذكر بمناسبةٍ ما القصص العجيبة والحكايات الغريبة.
وإني رأيتُ علماء الحرمين المحترمين على هذه المناهج الثلاثة:
أما طريق السرد فهو مختار الشيخ حسن العجيمي، والشيخ أحمد القطان، والشيخ أبي طاهر [الكردي المدني] وغيرهم؛ ولكن هذا المنهج يناسب الخواص المتبحرين ليسمعوا الحديث على عجل، ويدخلوا في سلسلة الرواية، ويحيلوا بقية المباحث إلى الشروح، لأن مدار ضبط الحديث في هذه الأيام معوّل على تتبع الشروح.
وأما الطلبة المبتدؤون والمتوسطون فعليهم بمنهج البحث، ليقفوا على مهمات علم الحديث ومستلزماته، ويحصل هذا بمراجعة شرح من الشروح عند البحث والتحقيق.
أما المنهج الثالث: فهو منهج القصّاص والواعظين، يريدون بهذا إظهار فضلهم وعلمهم على غيرهم، لا الرواية ولا حصول العلم، والله أعلم.
ومع هذا فليُعلم أن اشتغال المحدث بتراجم رجال السند، بعد تصحيح أسمائهم ومعرفة توثيقهم - خاصة في الصحيحين وغيرهما، وكذلك اشتغاله بتأويلات "ليس منا من فعل كذا"، و"فإن الله قبل وجهه"، وأمثالهما، وبالفروع الفقهية، وبيان اختلاف مذاهب الفقهاء، وصور التوفيق بين الروايات المختلفة، وترجيح بعض الأحاديث على بعض، هذه كلها من الإمعان والتعمق؛ الذي لم يشتغل به أوائل الأمة المرحومة، بل خاض فيه الفقهاء والمتكلمون، ولا حاجة إليها اليوم، والله أعلم".
وللشيخ ولي الله كلام أيضًا على التدريس في كتابه "القول الجميل في بيان سواء السبيل" (ص: 206-207) من الطبعة التركية، و(ص: 93-94) من الطبعة الهندية، فلينظر.
وقال السيوطي في «الأشباه والنظائر» (ص92-93): «المدارس الموقوفة على درس الحديث، ولا يعلم مراد الواقف فيها، هل يدرس فيها علم الحديث، الذي هو معرفة المصطلح كمختصر ابن الصلاح، ونحوه، أو يقرأ متن الحديث كالبخاري، ومسلم، ونحوهما، ويتكلم على ما في الحديث: من فقه، وغريب، ولغة، ومشكل، واختلاف.، كما هو عرف الناس الآن، وهو شرط المدرسة الشيخونية، كما رأيته في شرط واقفها؟
وقد سأل شيخ الإسلام أبو الفضل بنُ حجر شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي عن ذلك فأجاب: بأن الظاهر اتباع شروط الواقفين، فإنهم يختلفون في الشروط، وكذلك اصطلاح أهل كل بلد، و[أهل] الشام يلقون دروس الحديث، كالشيخ [كذا، والصواب: كالسماع، ويتكلمُ] المدرسُ في بعض الأوقات، بخلاف المصريين فإنَّ العادة جرت بينهم في هذه الأعصار بالجمع بين الأمرين بحسب ما يقرأ فيه من الحديث».
وهذا السؤال والجواب رأيتُهما في "تذكرة" مخطوطة في مكتبة الإسكندرية بهذا النص (الورقة 152):
"ما يقولُ سيدي -رضي الله عنه- في الأماكن الموقوفة على درْسِ الحديث: هل المرادُ أنَّ مدرِّسَها يقرأ علومَ الحديث كالأنواع لابن الصلاح، أو يتكلمُ في الاستنباط ومعاني الحديث؟
أجاب الشيخُ زينُ الدين العراقي: جرت العادةُ في هذه الأعصار بالجمعِ بين الأمرين بحسبِ ما يُقرأ فيها من الحديث، والظاهرُ اتباعُ شروطِ الواقفين فإنهم مختلفون في الشروط، وكذلك اصطلاح أهل كل بلد، فإنَّ أهلَ الشام يُلقون دروسَ الحديث كالسَّماع، ويتكلمُ المُدرِّسُ في بعض الأوقات، بخلاف المِصريين، واللهُ أعلم".
وينظر ما علقتُه على "بهجة العابدين بترجمة حافظ العصر جلال الدين" للشاذلي (ص: 53-55).
***
السؤال (644):
شيخنا: ورد في كتاب "منحة السلوك" للعيني اسم كتاب (المستغني)، وكذلك ذُكر في كتاب "خلاصة الفتاوى" للشيخ طاهر البخاري، ونُسب إلى شمس الأئمة الحلواني، فهل هذا الكتاب موجود، أو معروف؟
الجواب:
لا أعرف عنه شيئًا.


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع