مدونة د. مروه العميدي


البيدوفيليا - فخ تشويه الطفولة

د. مروه العميدي | Marwa Alameedi


26/05/2024 القراءات: 598  



- البيدوفيليا… فخ تشويه الطفولة -
البيدوفيليا أو الإنجذاب الجنسي للأطفال وهي مترادفات واحدة يراد بها إضطراب جنسي (إعتداء جنسي) يجبر الأطفال القاصرين دون سن الثامنة عشر على ممارسة الجنس وخضوعهم لأشخاص آخرين بالغين تلبية لرغباتهم الجنسية وميولهم وأرضاء شهواتهم أو مراهقين أو بين أشخاص غير بالغين عمر الثامنة عشر على أن يكون فارق العمر بينهما لا يقل عن خمس سنوات.

ويتضمن هذا النوع من التحرش أما ممارسة فعلية التي تصيب الضحية أو الملامسة المرفوضة التي يجبر عليها الأطفال قبل سن البلوغ وعادة ما تكون تحت قوة وسيطرة وإخضاع للطفل، ولا تقتصر هذه الميول على جنس واحد فقط، فقد تشمل الذكور والأناث على السواء إلا أن الدراسات أثبتت أن الجنس الذكري أكثر ميولًا في إستغلال الأطفال والإيقاع بهم من الأناث وقدرت نسبة (5%) من الذكور يعانون من إضطراب إشتهاء الأطفال، كما ومن الممكن أن يدرك الفرد البيدوفيلي ميوله الجنسية إتجاه الأطفال مع تقدم الحياة والبلوغ، وقد يستمر هذا الميول الشاذ مع تقدم العمر أو تقل حدته بعد مرور الزمن ويضعف ويتلاشى.

ولو وقفنا على سمات الأفراد البيدوفيليين لوجدناهم يعانون من إنخفاض واضح في تقدير ذواتهم وضعف إحترامهم لها، فهم غير راضين بتاتًا عن أنفسهم وكأنهم يثأرون منها من خلال ممارساتهم الخاطئة.

ومن الضروري أن نستعرض دوافع ومسببات الإضطرابات الجنسية التي يعاني منها بعض الأفراد من بينها الإنجذاب الجنسي للأطفال، قد تعود المسببات الى مشكلات جينية فقد يعاني الكثير من هذه الإضطرابات بفعل خلل جيني غير ملحوظ، كما أنه ليس من المعقول أن نستبعد كون هذا الفعل سلوك مكتسب. كما أن سيطرة الأفكار الشاذة نتيجة للفراغ الذي يعيشه الفرد وخلوته وإنفراده مع ذاته تتعزز لديه الأفكار الشاذة والتخيلات السلبية خاصة إذا توفرت هناك معطيات بايولوجية مثيرة، والإدراك المبكر للقضايا الجنسية بالنسبة لمن هم دون سن البلوغ تفتح أذهانهم وتحفز أفكارهم على مثل هذه المواضيع خاصة إذا لم تكن هناك متابعة فعلية من قبل ذويهم خلال السنوات الأولى من حياتهم تثير هي الأخرى لديهم التخيلات والربط والتلذذ وهذا ما يزيد من إحتمالية إنحرافاتهم الجنسية عند سن البلوغ، وأخيرًا لا ننسى أن ما ذكر ليست أسباب قطعية ينتهي عندها موضوع البيدوفيليا فهناك مسببات أخرى لابد من الإشارة اليها وربما تثبتها البحوث والدراسات المستقبلية بشكل مفصل وهي الإضطرابات الهرمونية مثل إضطراب هرمون الذكورة أو الخلل في السيروتونين فجميعها لها تأثير في خلق السلوك البيدوفيلي.

_____________
#مروه_العميدي


البيدوفيليا - الطفولة - الاستغلال


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع