- الإحتباس الحراري ودوره الفتاك في المناخ'
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
20/11/2023 القراءات: 1499
- الإحتباس الحراري ودوره الفتاك في المناخ'
الإحتباس الحراري مشكلة مناخية معاصرة ممكن أن تفتك بالمناخ وتتمكن من الحياة على سطح الأرض، هي ظاهرة لها عدة مسميات منها: "الصوبة، الدفيئة، البيوت الخضراء، البيوت الزجاجية، Green House Effect".
يحدث الإحتباس الحراري نتيجة لتغيير نسب الغازات المكونة للغلاف الغازي، والتي هي ثاني أوكسيد الكربون، غاز الميثان، أكاسيد النتروز، غاز الأوزون، ومركبات كلورفلوركربون.
حيث تزداد نسب هذه الغازات والمركبات بتأثير مجموعة مسببات طبيعية وأخرى بشرية يمكن تصنيفها:
- المسببات الطبيعية والتي تتمثل في البراكين وإنبثاقاتها التي تضيف بدورها غازات وملوثات للجو بنسب هائلة يصعب تقديرها وبحسب حجم البركان المتفجر منها Co2 و So2 فضلا عن أطنان الملوثات من الأغبرة والجزيئات التي تعلو في الجو، لا يقتصر الحال على هذه بل تساهم في شعل النيران التي تلتهم الأنطقة الغابية وتعريضها للتآكل مما تساهم في تزويد الجو بكميات فظيعة من غاز Co2.
ويظهر دور الرياح أيضا في نقل الملوثات المنطلقة من مكان إلى آخر مما تحيل بينها وبين تكوين سحب تحجب الأشعة الشمسية عن سطح الأرض فتسبب إرتفاع درجات الحرارة.
- أما المسببات البشرية فبالأمكان إيجازها بالأنشطة والأساليب التي يمارسها الأنسان على سطح الأرض وبشكل يومي وما تخلفه هذه الأنشطة من أضرار تلحق في طبقة الأوزون أو ما تخلفه من غازات تعمل عمل البيوت الزجاجية حيث تسمح بتوغل الأشعة الشمسية قصيرة الموجة وتحبسها وتمنع هروب الأشعة الأرضية طويلة الموجة إلى الفضاء الخارجي مما تؤدي إلى رفع درجة حرارة التربوسفير.
الأنشطة التي يمارسها الإنسان من تصنيع وتعدين وتوفير الكهرباء وتحريك الطواحين كلها تحتاج إلى وقود لذلك لجأ إلى حرق الوقود الأحفوري من نفط وفحم وغاز لإدارة وظائفه متناسيا ما يخلفه عمله هذا من أضرار تهدد المناخ والحياة على سطح الأرض.
ولم يكتف بهذا بل إلتجأ الى قطع الغابات وإزالة الغطاء النباتي وحرث الأرض وتركها ورعى الحيوانات بطريقة يسود عليها طابع البداوة.
كل هذا ساهم في حدوث تغييرات في مناخ سطح الأرض وظهرت آثاره واضحة على الحرارة والجليد ومستويات البحار والزراعة والأحياء وسيادة الجفاف والتصحر.
في مجال تغييرات المناخ أدت هذه الظاهرة إلى إرتفاع درجات حرارة سطح الأرض وزادت على أثرها نشاط ملحوظ في عملية التبخر التي أدت إلى إنخفاض معدلات الرطوبة وإنتشار الأملاح وإتساع البقعة الجافة، وتعرض التربة للتعرية، كما أن إرتفاع درجات الحرارة ترتب عليه ذوبان في القبعة الجليدية التي ساهمت بدورها في رفع مستويات المياه في البحار والمحيطات مما عرضت مدن من العالم إلى غرق الفيضان وأشارت الدرسات أن مصر والأمارات وهولندا مهددة بالفيضان.
وكذلك تأثرت الزراعة حيث أن إ رتفاع درجات الحرارة أدى الى جفاف التربة وضعفها وتهشمها وسرعة إنتقالها وتعريتها وعانت من هذا الدول التي تعتمد على الزراعة في إقتصادها كما هو الحال في أفريقيا.
أما تأثيرها على الأحياء فتمثل في إنقراض كثير من الحيوانات المحبة للبرودة والدور الآن عند الدب القطبي الذي تبلغ أعداداه 25000 دب قطبي في كندا الدولة الأولى لها، وقد إنخفض متوسط أعمارها الى 30 سنة للدببة الكبار و20 سنة الى بالنسبة للصغار نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة.
كذلك تأثرت الشعاب المرجانية وعانت من الأبيضاض بسبب تركز ثاني أوكسيد الكربون في المياه وتضرر البلانكتون مما أدى الل وفاة الكثير من الأحياء المائية.
ونوقشت عدة إجراءات تخص مواجهة مشكلة الإحتباس الحراري لكنها لم تلاقي القبول الكافي كونها تبتعد عن المنطق وكونها تحتاج إلى مبالغ هائلة من أجل تنفيذها منها:
- وضع مرآة أو صفيحة عاكسة عملاقة في السماء، دورها الأساس عكس نسبة من الأشعة الشمسية الواصلة الى سطح الأرض ترفعها مركبات فضائية.
- إستخدام مظلات عملاقة من الكبريت دورها إمتصاص الأشعة الشمسية الساقطة قبل وصولها سطح الأرض.
- إستخدام سفن بحرية أو محيطية تطلق الماء المالح للجو من أجل تشكيل سحب لها دور في عكس نسب من الأشعة الشمسية الساقطة.
- إستخدام نباتات طبيعية أو إصطناعية تمتص Co2 وهذه هي وظيفتها الأساسية.
لم نلاقي هذه المقترحات قبول فلجأت الكثير من الدول إلى عقد ندوات ومؤتمرات وبروتوكولات على المستوى العالمي والمحلي تحمل به مسؤولية الدول التي تبعث غازات مضرة للمناخ خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصين وهولندا ودول أوروبا قررت خلالها تخفيض ما يطلع جوا الى 70% من الغازات الضارة وأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع.
__________
#مروه_العميدي
التغير المناخي - الإحتباس الحراري - الدفيئة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع