مدونة محمد سلامة الغنيمي


سر السعادة الحقيقية والعلاقات الاجتماعية

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


25/01/2024 القراءات: 202  


سر السعادة الحقيقية والعلاقات الاجتماعية:
_________________________________
الدراسات العلمية والتجارب الحياتية وإشارات الشرائع الجماعية يؤكدون على أن السعادة الحقيقية في العلاقات الاجتماعية وليست في الأعراض المادية الدنيوية.
فقد أجريت دراسة استمرت لـ 80 عاما قام بها علماء جامعة هارفارد، وبدأت عام 1938 بمراقبة حياة 268 رجلا من السنة الثانية لدارسى الجامعة، وضموا لاحقا زوجاتهم للدراسة أيضا. ثم قام الباحثون بإضافة 456 من سكان بوسطن وزوجاتهم وألحقوا بهم بعد ذلك أحفاد خريجى نفس الجامعة.

وتم الحصول على موافقة الجميع بتسجيل بياناتهم الحياتية المختلفة، من السجلات الطبية إلى المعلومات الشخصية التى ترصد نجاحهم وفشلهم فى حياتهم المهنية. وجمعت أيضا معلومات بيولوجية وصحية مختلفة وصولا إلى أخذ صور التحاليل بالرنين المغناطيسى وتحليل الحمض النووي.

واستنتج معدو البحث أنه، لا الثروة ولا الوراثة ولا الذكاء ولا الوضع الاجتماعى كان له دور أو أى تأثير على صحة الإنسان ورفاهيته وسعادته مثل علاقاته مع الآخرين (العلاقات الاجتماعية).

وتبين أن الذين يمتلكون علاقات جيدة مع الآخرين (أقارب وأصدقاء وزملاء)، هم من يملكون مفتاح السعادة. فعلى سبيل المثال أظهرت البيانات فى هذه الدراسة أن الذين امتلكوا علاقات اجتماعية جيدة وهم فى سن الـ 50 استمروا كذلك حتى سن الـ 80، وكانوا دائما أفضل صحة من أقرانهم حتى لو كانوا مصابين بأمراض كارتفاع الكوليسترول. لذلك أكد الخبراء على أن الاهتمام بالحفاظ على علاقات جيدة مع الآخرين لا يقل أهمية عن اتباع أسلوب حياة صحي.

ولا ريب في صدق وصحة ذلك، لاسيما وأننا قد أدركناها في تجاربنا الحياتية ومعلوماتنا عن غيرنا، فطالما تجرنا ذكرياتنا إلى أسعد أوقاتنا التي قضيناها برفقة أهلنا أو أصدقاءنا، والأهم أن شريعتنا الغراء تركز على العمل الجماعي أكثر من غيره، كما يظهر ذلك جليا في العمل الخيري، والشعائر الجماعية، والبر وصلة الأرحام، والمشاركة في أفراح وأحزان الآخرين، وعيادة المرضى والمكلومين..
وذلك لأن الإنسان كائن اجتماعي يأنس ببني جنسه ولا يستطيع العيش منفصلا عنهم، وكلما كانت الروابط المشتركة بين جماعة من الناس أكثر كلما كانت العلاقة بينهم أقوى وتتسم بتفاعلات أكثر ويسودها الإيثار والتضحية، فكثيرا ما استدعينا ذكريات تغنينا في ذكراها كغناء الشعراء والكتاب، ووجدت كثير من أصداء القبول والامتنان، وأثارت في النفوس مشاعر مختلطة ما بين السعادة والألم والشجون والحزن وأحيانا الندم. هي حنين إلى الأشخاص الذين فقدناهم، وإلى أصدقاء الزمن الجميل، إلى العلاقات الاجتماعية القوية، التي قوامها الاشتراك في الطموحات والأفكار، تلك التي شعرنا فيها بالانتماء الاجتماعي والدعم العاطفي.
بلا شك أسعد لحظات حياتنا نقضيها في جماعة سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء أو الجيران، وأتعس لحظات حياتنا تلك التي نقضيها في عزلة اجتماعية.


سعادة، علاقات اجتماعية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


هذا منشور مهم ويعكس العديد من الدراسات العلمية والتجارب الحياتية التي أثبتت أن السعادة الحقيقية تكمن في العلاقات الاجتماعية وليست في الأعراض المادية الدنيوية. الدراسة التي أشرت إليها والتي أجريت على مدى 80 عامًا تعد استثنائية بالنظر إلى مدى استمرارها وحجم العينة التي تم دراستها. أظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية جيدة مع الآخرين يعيشون حياة أكثر صحة وسعادة. حتى في مواجهة التحديات الصحية مثل ارتفاع مستويات الكولسترول، كانت العلاقات القوية تسهم في الحفاظ على صحتهم بشكل أفضل. وهذا يدل على أن الاهتمام ببناء والحفاظ على علاقات إيجابية ومتواصلة مع الآخرين يمكن أن يكون له تأثير كبير على جودة حياتنا العامة. بفضل ذكرياتنا وتجاربنا الشخصية، ندرك جميعًا أهمية العلاقات الاجتماعية ودورها في تحقيق السعادة الحقيقية. فعندما نسترجع ذكرياتنا السعيدة، غالبًا ما تكون تلك اللحظات التي قضيناها مع أحبائنا وأصدقائنا هي التي تبرز في ذهننا. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر الشريعة والقيم الاجتماعية التي نتبعها تؤكد أيضًا على أهمية العمل الجماعي والعلاقات الاجتماعية القوية في تحقيق السعادة والرفاهية. إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي ويحتاج إلى الارتباط والتواصل مع الآخرين. كلما كانت العلاقات المشتركة بيننا أقوى، زادت قوة الروابط الاجتماعية وزادت التفاعلات الإيجابية. وبالتالي، يمكن أن تتسم هذه العلاقات بالإيثار والتضحية، وتوفر لنا الدعم الاجتماعي والعاطفي الذي يعزز سعادتنا ورفاهيتنا. بشكل عام، يمكن القول إن أسعد لحظات حياتنا تكون عندما نكون في جماعة مع الأشخاص الذين نحبهم ونثق بهم، بغض النظر عما إذا كانوا أفرادًا من عائلتنا أو أصدقاءنا أو زملاء عملنا. إذا كنا قادرين على بناء والاستثمار في هذه العلاقات والاهتمام بها، فإننا نعزز فرصنا في الشعور بالسعادة والرضا في حياتنا.


بصفة عامة، يمكننا اتباع بعض النصائح للعمل على تعزيز العلاقات الاجتماعية وزيادة السعادة: الاستثمار في العلاقات: كن واعيًا بأهمية العلاقات الاجتماعية والاستثمار فيها. قم بإنفاق الوقت والجهد لبناء صداقات والحفاظ عليها. التواصل الفعال: كن مهتمًا بالآخرين واستمع إليهم بعناية. قم بإظهار الاهتمام والتفاعل الإيجابي مع الآخرين في المحادثات. تقديم الدعم: كن متواجدًا للآخرين وقدم الدعم العاطفي والمعنوي عند الحاجة. قدم المساعدة وكن متعاطفًا مع مشاكلهم وتحدياتهم. الاحتفال بالنجاحات المشتركة: قم بمشاركة الفرح والتهنئة عند تحقيق الآخرين للنجاحات. احتفل بالإنجازات المشتركة وشجّع الأشخاص على النمو والتطور. تجنب السلبية والصدامات: حاول تجنب الصراعات العنيفة والسلبية في العلاقات الاجتماعية. حافظ على التفاهم والاحترام المتبادل. التواصل العاطفي: قم بالتعبير عن مشاعرك وعواطفك بصراحة واحترام. كن صريحًا في التعبير عن الحب والامتنان والاعتذار عند الضرورة. القيام بأنشطة مشتركة: قم بتخصيص الوقت للقيام بأنشطة مشتركة مع الأشخاص الذين تحبهم. قد تشمل هذه الأنشطة الرياضة، التجمعات الاجتماعية، أو حتى القيام بأعمال تطوعية معًا. في النهاية، العلاقات الاجتماعية تعد ركيزة أساسية في حياتنا وتأثر بشكل كبير على مستوى سعادتنا ورفاهيتنا. بالاستثمار في بناء وتعزيز هذه العلاقات، يمكننا تعزيز جودة حياتنا وتحقيق سعادة أكبر.


أحسن الله إليك فقد جبرت النقص ودعمت الفكرة


تصبح العلاقات الاجتماعية سر السعادة اذا كان هناك احترام وتفاهم وحوار