مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (205)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


16/07/2024 القراءات: 508  


-مناجاة للإمام ابن الجوزي البغدادي:
إلهي:
أفْضَلتَ فعمَّ إفضالُكَ. وأنعمتَ فتمَّ نَوالُكَ. وستَرْتَ الذُّنوبَ فتكامَل إحسانُكَ. وغَفَرْتَ العيوب فتواصلَ غفرانُكَ.
إلهي:
لك الحمد على عقلٍ ثَقَّفْتَه. ولك الحمد على فَهمٍ وفَّقْتَه. ولك الحمد على توفيقٍ أهدَيْتَه. ولك الحمد من حائرٍ هدَيْتَه.
جلَّ جلالُك فتعالى. وتمَّ نوالُك فتوالى. وسرى رِفقُكَ فتتالى. وجرى رزقُك حلالًا.
تعالَيْتَ في دُنوِّكَ، وتَقرَّبْتَ في عُلوِّك.
ولا يُدركك وَهْمٌ، ولا يُحيطُ بكَ فَهْمٌ.
وتنزَّهتَ في أحدِيَّتِكَ عن بدايةٍ. وتعظَّمْتَ في إلهيَّتِكَ عن نهايةٍ.
فأنت الواحدُ لا مِنْ عدَدٍ، الباقي بعدَ الأبد. لك خضعَ مَنْ ركعَ، كما ذَلَّ مَنْ سَجَد. وبك اهتدَى مَنْ طلَب، وأدرَك مَنْ وجَد. لم تلدْ ولم تُولدْ، ولم يكن لك كُفؤًا أحد.
كيف يُحيطُ بكَ عِلْمٌ أنت خلقْتَه؟ أم كيف يُدركُكَ بَصرٌ أنت شَقَقْتَه؟ أم كيف يدنو منك فِكرٌ أنت وفَّقْتَه؟ أم كيف يَشكرُ لك لِسانٌ أنت أنطَقْتَه؟
إذا تلمَّحَتْ عظمَتَكَ أبصارُ البصائرِ عادتْ بنورِ سُلطانِكَ كليلةً. وإذا تجمَّعَتْ عظائمُ الجرائمِ كانت في جَنْبِ غُفرانكَ قليلةً.
سبقْتَ السَّبْقَ فأنت الأوَّلُ. وخلقْتَ الخَلْق فعليك المعوَّلُ. وعُدْتَ إذْ جُدْتَ يا خيرَ مَنْ تطوَّل.
عجبًا للقلوبِ كيف استمرَّتْ على الأُنْس بسوَاكَ؟ وللأرواحِ كيف استقرَّتْ والعيونُ في المصنوعِ تَراكَ؟ وللألْسُنِ كيف شكَرتْ مَن لا يَقدر على شيءٍ لولاكَ؟ وللنفوس كيف سَكِرَتْ مِنْ غيرِ شراب جَدْوَاكَ؟ وللأقدامِ كيف سعَتْ إلى غيرِ محبوبِك ورضَاكَ؟ وللأموال كيف جُمِعَتْ وقد استَقْرَضْتَها، هلَّا جادُوا بذاكَ؟
كيف يُناجيكَ في الصلوات مَنْ يَعصيكَ في الخَلَواتِ؟ أم كيف يدعوك للكُربات منْ يَنساكَ عند الشَّهواتِ؟
كيف صمَتَت الألْسُنُ بالليلِ وقد قُلتَ: (هل مِنْ سائل؟)؟ وكيف كفَّت الأكُفُّ عنكَ وسيلُ الجُودِ سَائِل؟ وكيف سَها عن خطابِكَ مَنْ لم تقطعْهُ الرسائِل؟ وكيف بِيعَ ما يَبقى بما يَفنى وإنما هي أيامٌ قلائل؟
يا رُوحَ القلوبِ: أين طُلَّابُكَ؟ يا نورَ السماواتِ والأرضِ: أين أحبَابُكَ؟
يا رَبَّ الأربابِ: أين عُبَّادُكَ؟ يا مُسبِّبَ الأسبابِ: أين قُصَّادُك؟
مَن الذي عامَلكَ بلُبِّه فلمْ يَربَح؟ مَن الذي جاءَكَ بكرْبِه فلمْ يَفرَح؟ أيُّ صَدْرٍ صَدَرَ عن بابِكَ ولمْ يُشرَح؟ مَن الذي لاذَ بجنابِكَ فاشتَهَى أن يَبرَح؟
واهًا لقلوبٍ مالَتْ إلى غيرِك، ماذا أرادَتْ؟ ولنفوسٍ تُحبُّ الرَّاحةَ، هلَّا طلَبَتْ منكَ واستفادَتْ؟ ولعزُومٍ سَعَتْ إلى مرضاتِكَ، ما الذي رَدَّها فعادَتْ؟ هل نقصَتْ أموالٌ اقتَرضْتَها؟ لا وحقِّكَ بل زادَتْ.
سبَق اختيارُك فبَطَلَت الِحيَلُ. وجرَت أقدارُكَ فما يَنفَعُ العَمَلُ. وتقدَّمَتْ محبَّتُك لأقوامٍ قبل خَلْقِهم في الأزَلِ. وغضِبْتَ على أقوامٍ فلمْ يَنفعْ مُطيعَهم ما فَعَل.
فلا حَوْلَ عن عِصيانِك إلا بإرادتِكَ. ولا قُوَّةَ على طاعتِكَ إلَّا بإعانَتِكَ.
ولا مَلجَأ منك إلَّا إليْكَ. ولا خيرَ يُرجَى إلَّا في يَدَيْكَ.
يا مَنْ بيدِه وحُكْمِه القلوبُ، أَصْلِحْ قُلوبَنا. ويا مَنْ قَلَّتْ في حِلمِه الذُّنوبُ، اغفِرْ ذُنوبَنا.
ويا مُصلِحَ الأسرارِ، صَفِّ أسرارَنا. ويا مُربِحَ الأخيارِ، عَفِّ أكدارَنا.
قد أتَيْناكَ طالِبِينَ، فلا تَرُدَّنا خائبينَ. وجِئناكَ تائِبينَ، فاجعَلْنا بالرِّضَا آيبينَ. وحضَرْنا بابَكَ سائِلينَ، فلا تجعَلْنا إلى غيرِكَ مائِلينَ. وأصلِحْ كلَّ قلبٍ منَّا قد قسَا ما يَلِين. واسْلُكْ بنا مِنهاجَ المتَّقِين. وألْبِسْنا خِلَعَ الإيمانِ واليَقين. وحَصِّنَّا بدرُوعِ الصِّدقِ؛ فإنهنَّ يَقين. ولا تجعَلْنا ممنْ يُعاهِدُ على التوبةِ ويَمِين. وانقُلْنا برحمتِكَ مِنْ أهلِ الشِّمالِ إلى أهلِ اليَمين. برحمتك يا أرحمَ الراحمين.
من كتاب "تحفة الواعظ، ونزهة الملاحظ"، الفصل التاسع والستين، استخرجها الأخُ الكريمُ الفاضلُ أحمد أبو زيد وفقه الله تعالى.
***
-نص من كتاب "الفنون":
قال الإمام الشيخ أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي البغدادي الظَّفري (ت: 513) رحمه الله تعالى في كتابه "الفنون": -ونُقل مِنْ خطه-: إذا كان التأمُّلُ عن فكرة صحيحة، وقريحة غير قريحة، كشفَ عن الحقائق، وأبانَ عن قدرة الخالق، فانظر إلى البخار، المركب من ماء ونار، إنهما لو تكافيا، لما صعد متراقيًا، فأوجبت الحكمةُ أن جعل الأجزاء النارية فيه أوفى، لترقى الأجسام المائية إلى الأجواء، فإذا رقتها فارقتها فرارًا من قرار حبسها إلى مكان جنسها، فعادت المائية مهذبة بالمصاعدة، إلى ثدي الوالدة، لما قدَّره مقدر الأقوات في الأوقات، مِنْ إرضاعِها لبنات النبات" .
***
-أخلاق المخالط:
وقال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي أيضًا: "ومِنْ أخلاقِ المخالطِ للناس أنْ يردَّ غيبًا، ويسترَ عيبًا، ويسلِّمَ على مُسْلِم، ويردَّ على مُسَلِّم" .
***
-لم تتزوج:
ذُكِرَ في التاريخ عدد من النسوة لم يتزوجن، نجد ذكرهن في المصادر الآتية، لمن أحبَّ أن يكتب عنهن:
الأعلام. البداية والنهاية. تاريخ البرزالي. تحفة المحبين. تسهيل السابلة. جامع المسائل. الدارس. الدر المنثور في طبقات ربات الخدور. الدرر الكامنة. ذيل العراقي. الرياض النضرة. شذرات الذهب. طبقات صلحاء اليمن. العبر. قلادة النحر. مرآة الجنان. المطرب. معجم الشيوخ الكبير. المعجم لعبدالخالق بن أسد الدمشقي. نزهة الجلساء. نفح الطيب. نهاية الأرب. الوافي بالوفيات. الوفيات لابن رافع.
***
-خطبة عيد:
خطب أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي شيخة الشيخي من أهل مصر بالناس يوم عيد فقرأ: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم} مشركون. قالها بدل (وأنتم مؤمنون)، فقال فيه بعضُ الشعراء:
فقام في ‌العيد لنا خاطبٌ … فحرَّض الناسَ على الكفرِ
اللباب في تهذيب الأنساب (2: 221).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع