رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (34)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
05/02/2023 القراءات: 1042
يا رب
كم مِنْ خؤوفٍ قد نجا ... لمّا إليك قد التجى
يا ربِّ فرِّجْ كربنا ... فالبابُ أمسى مُرْتجا
أنت الكريمُ البرُّ أنت المُستعانُ المُرتجى
***
النعماني:
سألنا شيخنا الشيخ محمد عبدالرشيد النعماني في المسجد الحرام سنة (1403) عن نسبته (النعماني) فقال: إلى الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان.
وفي التاريخ عالمٌ حنفيٌّ يُنسب هذه النسبة أيضًا، وهو العلامة الفقيه المفسر أبو علي الحسن بن الخطير النعماني الفارسي (ت: 598).
نقل تلميذُه الشريف محمد الإدريسي عنه أنه قال:
"أنا من ولد النعمان بن المنذر.
ووُلدت بقريةٍ تُعرف بالنعمانية.
وانتحلتُ مذهب النعمان أبي حنيفة -رحمه الله- وانتصرتُ له فيما وافق اجتهادي".
والنعمانية قرية بين بغداد وواسط.
***
قال شيخنا الشيخ عبدالكريم الدَّبان التكريتي: فريضتان لم تجبا عليَّ: الزكاة والحج.
***
تفسير الثعلبي: "الكشف والبيان في تفسير القرآن" طبع في بيروت مشوهًا، مع أن له نسخًا كثيرة. انظر الفهرس الشامل (1/83)
ثم طبع طبعة محققة لكنها مبالغٌ فيها في الحواشي جدًّا.
***
طبعة إيران من ديوان الشريف الرضي نفس طبعة دار صادر في بيروت.
***
رجل
قال شكيب أرسلان عن شيخه الجليل محمد رشيد رضا:
"هو الرجل الذي لم يضع ساعة واحدة من حياته بلا عمل مفيد للإنسانية عمومًا، وللإسلام خصوصًا"!
وللشيخ يوسف النبهاني فيه رأي شديد.
***
رأي جميل في: الصوم لي:
قال ابن الأثير في كتابه «النهاية في غريب الحديث والأثر» (1/-270-271) في الكلام على حديث «الصوم لي وأنا أجزي به»:
"قد أكثر الناسُ في تأويل هذا الحديث، وأنه لم خص الصوم والجزاء عليه بنفسه عز وجل، وإن كانت العبادات كلها له وجزاؤها منه، وذكروا فيه وجوهًا مدارها كلها على أن الصوم سر بين الله والعبد لا يطلع عليه سواه، فلا يكون العبد صائمًا حقيقة إلا وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإن كان كما قالوا فإنَّ غير الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة، كالصلاة على غير طهارة، أو في ثوب نجس ونحو ذلك من الأسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إلا الله وصاحبها. وأحسنُ ما سمعتُ في تأويل هذا الحديث أنَّ جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل- مِن صلاة، وحج، وصدقة، واعتكاف، وتبتل، ودعاء، وقربان، وهدي، وغير ذلك من أنواع العبادات- قد عبَد المشركون بها آلهتهم، وما كانوا يتخذونه مِن دون الله أندادًا، ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وأرباب النحل في الأزمان المتقادمة عبدتْ آلهتها بالصوم، ولا تقربتْ إليها به، ولا عُرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع فلذلك قال الله عز وجل: (الصوم لي وأنا أجزي به): أي لم يشاركني أحد فيه، ولا عبد به غيري، فأنا حينئذ أجزي به وأتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أكله إلى أحد من ملكٍ مقربٍ أو غيره على قدر اختصاصه بي".
وصرَّح ابنُ الأثير بمَنْ سمعَ منه هذا القول في كتابه «جامع الأصول» فقال (9/ 454):
«وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قايماز بن عبد الله - أدام الله سعادته - وذَكرَ أنه مما وقع له ابتكارًا، ولم يسمعه من أحد، ولا وقف عليه في كتاب، ولم أسمعه أنا من غيره، ولقد أصاب فيما وقعَ له وأحسنَ، وفَّقَه الله بعِرفانه».
***
غاية الآمال:
قال الأديب إسماعيل بن إبراهيم التنوخي الدمشقي الشافعي العدل (589-672):
لي فيك يا غايةَ الآمال آمالُ ... إذا تذكَّرتُها أمشي وأختالُ
أميلُ مِن طربٍ إنْ عنَّ ذكرُك لي ... كأنني ثمِلٌ تثنيه جريالُ
وأستمدُّ نداكم مِنْ ملاحظتي ... ما عندكم مِنْ جميلٍ فيه إجمالُ
لا أطلبُ الخير إلا مِن معادنه ... راجي سواك له فقرٌ وإذلالُ
أنا الفقيرُ إليكم والغنيٌّ بكم ... فقري غنايَ ولي في الغيب آمالُ
لحبك العفوَ أضحتْ في وسائِلنا ... ذنوبُنا ومحبُّ العفو مفضالُ
عمرتَ باليَ لمّا أنْ سكنتَ به ... فالآن فليتنعمْ منِّيَ البالُ
وصرتُ أوثرُ قلبي وهْو منزلُكم ... لأنكمْ فيه بالإجلال نزّالُ
لا حوّلَ اللهُ مِن قلبي محبتكم ... ما دمتُ حيًّا ولا حالتْ بي الحالُ
جدتم علينا ولم نشكر نوالكمُ ... والشكرُ موهبةٌ منكم وإفضالُ
وهبتمونا هباتٍ ليس نقدرها ... منها اليقينُ ومنها الوجدُ والحالُ
وكيف ما ملتُ مالتْ بي عواطفُكم ... إليكمُ والهوى بالصبِّ ميّالُ
ما زلتُ أرفلُ مِنْ نعماك في حللٍ ... لهنَّ مِنْ سابغ المعروف أذيالُ
أعيشُ بالحب إذ مات الأنامُ به ... فلي حياةٌ كما للناس آجالُ
لا مال لي غير آمالٍ تحققُ لي ... منك الغنى فهْي في التحقيق أموالُ
هتكتُ ستري ببلبالي بحبكمُ ... وطالما هتكَ العشاقَ بلبالُ
تلذُّ لي فيك أقوالٌ فتطربني ... إنَّ الهوى لذَّ فيه القيلُ والقالُ
لي في النهار أحاديثٌ ملفقةٌ ... مع الأنام ولي في الليل أحوالُ
يا هاديَ الركب قد بتنا يسير بنا ... قومٌ هُمُ عن طريق الرُّشد قد مالوا
لهم عيونٌ عن الآثام مائلةٌ ... وهُمْ عن الرُّشد والإحسان ضلالُ
وللشريعة حظٌّ إذ نُقيمُ به ... مَن سار قصدًا وللمُعوجِّ أوجالُ
أيبتغي الخيرَ إنسانٌ وقد كثرتْ ... فتونُه وهْو مغتال ومختالُ
«ذيل مرآة الزمان» (3/ 43-44).
وفي بعض الأبيات حاجة إلى تحقُّق.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
أحسن الله جزائكم ما زلتُ أرفلُ مِنْ نعماك في حللٍ ... لهنَّ مِنْ سابغ المعروف أذيالُ ما أصدق هذا وما أحسنه!
الأدباء يتذوقون المعاني الرفيعة والصور البديعة.
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة