مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
ثلاثة لا ترد لهم دعوة فذكر منهم الإمام العادل
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
26/05/2023 القراءات: 361
وفي مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المقسطون يوم القيامة عند الله عز وجل على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا» .
وقد ذكرت ما في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «ثلاثة لا ترد لهم دعوة فذكر منهم الإمام العادل» . وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئا» ، وعن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من سن سنة خير فاتبع عليها فله أجره ومثل أجور من اتبعه غير منقوص من أجورهم شيئا، ومن سن سنة شر فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا» رواهما مسلم وغيره
ويأتي بعد نحو كراسين ما للمسلم على المسلم من النصح وغيره.
وذكر ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس قال أبو بكر الصديق
لا يصلح هذا الأمر إلا شدة في غير عنف، ولين في غير ضعف.
وقال عمر بن الخطاب لم يقم أمر الناس إلا امرؤ حصيف العقدة، بعيد الغور، لا يطلع الناس منه على عورة. ولا يخاف في الله لومة لائم. وعنه أيضا لا يقيم أمر الله في الناس إلا رجل يتكلم بلسانه كلمة يخاف الله في الناس ولا يخاف الناس في الله.
ولعلي بن أبي طالب في أول كتاب كتبه: أما بعد فإنه أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الحق حتى اشتري، وبسطوا الجور حتى افتدي.
وقال مجاعة بن مرارة الحنفي لأبي بكر الصديق: إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه والسلاح عند من لا يستعمله والمال عند من لا ينفقه ضاعت الأمور.
وقال علي الملك والدين أخوان لا غنى لأحدهما عن الآخر فالدين أس والملك حارس فما لم يكن له أس فمهدوم وما لم يكن له حارس فضائع.
وقال أبو بكر الصديق من الملوك من إذا ملك زهده الله عز وجل فيما في يديه، ورغبه فيما في يد غيره، وأشرب قلبه الإشفاق على من عنده، فهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ومن كلام الفرس: لا ملك إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل. ومن كلامهم أيضا الملك الذي يأخذ أموال رعيته ويجحف بهم مثل من يأخذ الطين من أصول حيطانه فيطين به سطوحه فيوشك أن تقع عليه السطوح.
ومن كلام أرسطوطاليس العالم بستان سياجه الدولة، الدولة سلطان تحيا به السنة، السنة سياسة، السياسة يسوسها الملك، والملك راع يعضده الجيش، الجيش أعوان يكلفهم المال، المال رزق تجمعه الرعية، الرعية عبيد يتعبدهم العدل، العدل مألوف وهو صلاح العالم.
كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن صف لي الفتنة حتى كأني أراها رأي العين فكتب له لو كنت شاعرا لوصفتها لك في شعري ولكني
أصفها لك بمبلغ علمي ورأيي: الفتنة تلقح بالنجوى، وتنتج بالشكوى، فلما قرأ كتابه قال إن ذلك لكما وصفت فخذ من قبلك من الجماعة وأعطهم عطايا الفرقة، واستعن عليهم بالفاقة. فإنها نعم العون على الطاعة، فأخبر بذلك أبو جعفر المنصور فلم يزل عليه حتى مضى لسبيله.
لما أراد عمرو المسير إلى مصر قال لمعاوية يا أمير المؤمنين إني أريد أن أوصيك قال أجل فأوصني قال انظر فاقة الأحرار فاعمل في سدها، وطغيان السفلة فاعمل في قمعها، واستوحش من الكريم الجائع واللئيم الشبعان، فإنما يصول الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع.
قال بعض الحكماء: الرعية للملك كالروح للجسد، فإذا ذهب الروح فني الجسد قال الإسكندر لأرسطوطاليس أوصني قال انظر من كان له عبيد فأحسن سياستهم فوله الجند، ومن كانت له ضيعة فأحسن تدبيرها فوله الخراج وقال بعض الحكماء: لا تصغر أمر من جاءك يحاربك، فإنك إن ظفرت لم تحمد، وإن عجزت لم تعذر.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس: الأمراء والعلماء» وفي خبر آخر عن موسى - عليه السلام - قال علامة رضا الله تعالى عن عباده أن يستعمل عليهم خيارهم، وأن ينزل عليهم الغيث في أوانه، وعلامة سخطه أن يولي عليهم شرارهم وينزل عليهم الغيث في غير أوانه. كتب عامل إلى عمر بن عبد العزيز: إن مدينتنا قد احتاجت إلى مرمة فكتب إليه عمر: حصن مدينتك بالعدل ونق طرقها من المظالم.
وقال محمد بن كعب القرظي قال لي عمر بن عبد العزيز صف لي العدل يا ابن كعب قلت بخ بخ سألت عن أمر عظيم كن لصغير الناس أبا، ولكبيرهم ابنا، وللمثل منهم أخا، وللنساء كذلك، وعاقب الناس بقدر ذنوبهم على قدر احتمالهم ولا تضربن لغضبك سوطا واحدا فتكون من العادين.
وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «يوم من إمام عادل أفضل من مطر
أربعين صباحا أحوج ما تكون الأرض إليه» ومن الأمثال في السلطان إذا رغب الملك عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة: لا صلاح للخاصة مع فساد العامة. لا نظام للدهماء، مع دولة الغوغاء الملك عقيم الملك يبقي على الكفر ولا يبقي على الظلم سكر السلطان أشد من سكر الشراب قال الشاعر:
تخاف على حاكم عادل ... ونرجو فكيف بمن يظلم
إذا جار حكم امرئ ملحد ... على مسلم هكذا المسلم
وعن مجاهد قال المعلم إذا لم يعدل بين الصبيان كتب من الظلمة. وقال محمود الوراق:
إني وهبت لظالمي ظلمي ... وعفوت ذاك له على علمي
ورأيته أسدى إلي يدا ... فأبان منه بجهله حلمي
قال أيضا:
اصبر على الظلم ولا تنتصر ... فالظلم مردود على الظالم
وكل إلى الله ظلوما فما ... ربي عن الظالم بالنائم
وقال آخر:
وما من يد إلا يد الله فوقها ... وما من ظالم إلا سيبلى بظالم
وقال كعب لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء، فقال عمر إلا من حاسب نفسه، فقال كعب والذي نفسي بيده إنها لكذلك إلا من حاسب نفسه، ما بينهما حرف يعني في التوراة.
ثلاثة لا ترد لهم دعوة فذكر منهم الإمام العادل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع