إشكالية التدين والتخلف الحضاري
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
12/07/2023 القراءات: 515
أكثر الأمم تدينا بأصح الديانات تتخلف عن باقي الأمم:
___________________________________
لعلنا جميعا شاهدنا جموع المصلين في جميع الساحات والمساجد، وأفواج الحجيج علي اختلاف ألوانهم ومشاربهم، وعلت منأئرنا بالتكبير والتهليل، وامتلأت بطون الفقراء بلحوم الأضاحي وجيوبهم بأموال الزكاة، وامتلأت قلوب الأغنياء بالتقوى من الصيام وانشرحت صدورهم بالإيمان من تعظيم الشعائر ...
ولا أجد عضاضة من الجزم بأننا أشد شعوب العالم تدينا بالدين الوحيد الذي يمتلك الحقيقة المطلقة، والذي لم تتعكر نصوصه بتحريف ولا تأويل، ومع ذلك يلوح في الأفق هذا التساؤل: برغم ما سبق، لماذا أمتنا المتدينة بأصح دين على وجه البسيطة تقبع في ذيل الأمم؟! حيث تغص في ثبات عميق عن ركب الحضارة، وتئن من أزمات طاحنة في جميع المجالات.
ترجع هذه الإشكالية إلى قصور في مفهومنا عن الدين والتدين، فقد حصرنا الدين في باب العبادات وقصرنا التدين في إظهار الشعائر، رغم أن الدين عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق، ينظم جميعها في نسق متوازن ومتكامل علاقة الإنسان بنفسه وببني جنسه وبالكون من حوله، فتضبط حياته الشخصية والاجتماعية والسياسية والفكرية..
ولن تنهض هذه الأمة إلا بعد أن تصحح مفهومها عن الدين والتدين، وتسترشد طريقها بمن سبق وتستضىء بنور ما صح من تراثها، وتتزود بما صح من خبرات الأمم، ويدرك كل فرد من أفرادها مسئوليته، وتقيم علاقات مع غيرها من الأمم قوامها السلام والوئام، وتثق في قادتها ولا تضن بالنصح والإرشاد، وتدرك مفهوم "إقرأ".
دين، حضارة، نهضة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
شكرا جزيلا