مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (114)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


31/12/2023 القراءات: 747  


لم بضع وثلاثون ملكًا؟
قال ابنُ رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 153):
«قال [ابنُ المارستانية في "سيرة الوزير ابن هبيرة"]: سمعتُ الوزير يقول وقد قُرئ عنده: "أن رجلًا قال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: أيكم قال ذلك؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله، ولم أرد بذلك إلا الخير. فقال صلى الله عليه وسلم: رأيتُ بضعًا وثلاثين ملكًا ‌يبتدرونها"، فطفقتُ والجماعةُ عندي أفكر في معنى تخصيص هذا العدد من الملائكة، فنظرتُ فإذا حروف هذه الكلمات بضع وثلاثون حرفًا إذا فُك المشدد، ورأيتُ أنه مِن عظم ما قد ازدحمتْ الملائكة عليها، بلغوا إلى فكِّ المشدد، فلم يحصل لكل ملكٍ سوى حرف واحد، فصعد به يتقربُ بحمله».
***
فضل الصلاة والسلام على سيد الأنام صلى الله عليه وسلم:
تُغني عن الشيخ المربّي وسببْ ... محبة الرسول مَن لها انتسبْ
مِن نظمٍ في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم للشيخ سيد عبدالله بن الحاج إبراهيم العلوي الشنقيطي سمّاه: "روضة النسرين"، وله عليه شرح سمّاه: "يسر الناظرين".
والشيخ مشهور جدًّا، وله تآليف عديدة منها كتاب "مراقي السعود" ألفية في أصول الفقه، وله عليه شرح سمّاه: "نشر البنود"، وله نظم "طلعة الأنوار" اختصر فيها ألفية العراقي في علوم الحديث.
الشيخ المفتي محمد محمود المصطفى.
***
خبر مطور!
شاع في وسائل التواصل هذا المنشور، ولا أدري كاتبه الأول:
"حصل خِلاف بين ابن الجوزي وزوجته، فتركت البيت، ورغم الخلاف إلا أنها كانت تحضر مجلس العلم الخاص به، وذات يوم حضرت الدرس وجلستْ خلف امرأتين طويلتين فلم يتمكن من رؤيتها، فقال:
أيا جبلين من بشر ... أزاحا النورَ عن بصري
سألتُكما بِـربكما ... قليلًا كي أرى قمري".
وهذا الخبر بهذه الصيغة متخيل، والبيتان لكاتب المنشور، وأصل الخبر ما قاله ابن حجة (ت: 837) في «ثمرات الأوراق في المحاضرات» (1/ 37):
«كان لابن ‌الجوزي -رحمه الله تعالى- زوجة اسمها "نسيم الصبا"، فاتفق أنه طلقها فحصل له عند ذلك ندمٌ وهيامٌ أشرف منه على التلف، فحضرت في بعض الأيام مجلسَ وعظه، فحين رآها عرفها، فاتفق أنه جاءته امرأتان وجلستا أمامه فحجبتاها عنه، فأنشد في الحال:
أيا جبلي نعمان بالله خليا … نسيم الصبا يخلصْ إليّ نسيمُها».
ولم أر هذا عند غيره.
***
سليم ونيسان وعلي بابا:
(فرحتُ لسماع خبر المسبار الياباني (سليم) الذي دخل مدار القمر منذ يومين، قلت: إن اليابان أطلقت اسمًا عربيًّا على هذا المسبار!! ثم تبين أن الاسم SLIM مركب من الحروف الأولى من Smart Lander for Investigating the Moon (مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر).
كذلك الأمر بالنسبة لتسمية شركة (نيسان) للسيارات، فهذا لا علاقة له باسم شهر أبريل (نيسان)، والحقيقة أن الشركة كانت سابقًا معروفة باسم "نيبون سانجيو" التي تعني صناعات اليابان، ثم اختصر اسم الشركة إلى نيسان (من أوائل الكلمتين).
بقي عندنا علي بابا، عملاق التجارة الصيني).
أ. رامي كلاوي.
***
وفاة علي الرضا الحسيني:
(غادرَ دنيانا: أستاذنا ومجيزنا العبد الصالح (علي الرضا الحسيني) الأديب الشاعر، والمحقق الباهر، والمحامي الماهر، عن عمر ناهز الخامسة والتسعين عامًا (1351 - 1445) قضاها مع العلم والأدب والتحقيق.. حتى قال وقد جاوز التسعين: (لن أدع الكتابة إن شاء الله إلا عند سقوط القلم من بين أصابعي المتمسكة به بأمر الله، والحمد لله على ما هَدى، والحمد لله على نعمة الإسلام).
أستاذنا علي الرضا، وهو الحسيني النسب، وهو التونسي الأصل، والدمشقي المولد والنشأة والوفاة.. وهو ابن العلامة اللغوي الفقيه زين العابدين بن الحسين التونسي، وعمه العلامة الإمام محمد الخضر بن الحسين، والعلامة اللغوي محمد المكي بن الحسين، وخال أبيه العلامة محمد المكي بن عزّوز، أساطين علماء تونس الخضراء، رحمهم الله أجمعين.. وقد اعتنى بإخراج تراثهم وتحقيقه عناية حثيثة فائقة.. لولا أن سخره الله لذلك لَضاع كثير من هذا التراث.. إلى جانب تراث غيرهم من العلماء الذين اعتنى بتحقيق تراثهم.
وقد اتصلتْ علاقتي به منذ أكثر من عقد من الزمان، عبر هذا الفضاء، وكنت قد رغبتُ في الكتابة عن عمّه الإمام محمد الخضر حسين وجهوده اللغوية، في مرحلة الماجستير، فذَكر لي أنّ باحثًا جزائريًّا سبقني إلى ذلك.
ثم ظل تواصلنا بالعلم، مع إعجابي الشديد بتواضعه ولين جانبه.
وقبل أشهر قلائل جسرتُ على طلب الإجازة برواية مروياته عن أبيه وأعمامه وغيرهم، فأجابني -بتواضع واهتمام- أنْ ليست له منهم إجازة بكتبهم ومروياتهم، ولكنه لم يخلِ طلبي من جواب، فأجازني برواية دواوينه الشعرية عنه، فلعلي أكون الوحيد الذي يروي عنه ذلك، وهو شرف أعتز به، وأرجو الله أن يوفقني للوفاء له والبر به كما كان وفيًا للعلماء من أهل بيته وغيرهم.
وقد طالت الحياة بأستاذنا، ولكنه كان كثير الذكر للآخرة، حتى جهز لنفسه قبرًا، وكتبَ وصاياه.
وقد كتب هذه الأبيات على شاهدة قبره في دمشق قبيل وفاته:
كوخي سأتركه بدنيا خاسرة ... يومًا لذا هيّأتُ داري الآخرة
وأرى النّبيَّ محمّدًا بضيائهِ ... وجهًا لوجهٍ في جنانٍ عاطرة
وهناكَ آبائي أرى وعمومتي ... وجميعَ من أحببتُهم في الذاكرة
يا ربّ حقّقْ ما رجوتُ بدعوتي ... والنفسُ حامدةٌ إليك وشاكرة
رحم الله أستاذنا الكبير، وغفر له، وأكرم نزله، وجمعنا به في زمرة الصالحين.
إنا والله لِفراقه لَمَحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا تعالى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكتب: عمر السنوي، فجر الأحد 18 جمادى الآخرة 1445 الموافق آخر يوم من سنة 2023م).
***
إهداء كتاب:
قرأتُ على كتاب "الرفع والتكميل" للشيخ عبدالحي اللكنوي هذا الإهداء:
"هدية إلى الأخ الفاضل (هنا كلمة غير مقروءة) الأثير، الداعية الموهوب، والعالم المحبوب، الأستاذ الشيخ ... حفظه الله تعالى ونفع به العباد والبلاد، ورزقه العون والسداد والإمداد، رجاء دعواته لراجيها. في لكنو 3/ 6/ 1413".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع