مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي
مراحل تطور معاهدات تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية:
د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi
15/01/2024 القراءات: 421
مراحل تطور معاهدات تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية:
سارت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية بعد انتهاء الحرب الباردة باتجاه المضي قدماً من أجل خفض حدة التوتر وتوسيع نطاق سياسات إستراتيجية الانفراج الدولي الذي سبق أن أسست لها اتفاقية هلسنكي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي السابق، ومن اجل استعراض ابرز المراحل التي مرت بها العلاقة ما بين الطرفين في مجال إبرام اتفاقيات دولية بشأن خفض الأسلحة الإستراتيجية لهما، من هنا فقد مرت الجهود الدولية التي بذلت من قبل الدولتين في هذا المجال بمراحل أساسية ثلاث وكما يأتي:
المرحلة الأولى:معاهدة ستارت الأولى(START- 1): والتي وقعتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفاتي في 31 تموز 1991، وأصبحت نافذة في 5 كانون الأول 1994، وتلزم هذه المعاهدة الطرفين بإجراء تخفيضات مرحلية في قواتها النووية الإستراتيجية الهجومية على امتداد مدة سبع سنوات، وتضع كذلك حدوداً عديدة لوسائل إيصال أسلحة نووية إستراتيجية منشورة ، كالصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تطلقها غواصات أو قاذفات قنابل ثقيلة،هذه المعاهدة حددت عدم السماح لموسكو أو واشنطن القيام بنشر أكثر من 6 آلاف رأس نووي إضافة إلى تحديد سقف عدد الصواريخ البالستية والغواصات النووية والقاذفات النووية.
وقد لحق بهذه المعاهدة برتوكول لتسهيل تنفيذ أحكامها تمثل في برتوكول لشبونة لعام 1992 والذي أصبح نافذ المفعول في 5 كانون الأول 1994 ، والذي تولت بموجبه بيلاروسيا وأوكرانيا أيضاً التزامات الاتحاد السوفاتي السابق بموجب المعاهدة ، وقد تعهدتا هاتين الدولتين بإزالة جميع الأسلحة النووية الإستراتيجية السوفاتية السابقة من أراضيها في غضون المدة الزمنية المحددة بموجب المعاهدة والمتمثلة في سبع سنوات وبالانضمام إلى اتفاقية الأسلحة النووية كدولتين غير نوويتين في اقرب وقت ممكن.
وبموجب اتفاقية (سارت 1) يتعين على روسيا والولايات المتحدة حسب بنود الاتفاقية تقليص ترسانتيهما من الأسلحة الإستراتيجية إلى 1600 وسيلة حمل أسلحة إستراتيجية و6000 عبوة نووية وذلك بشرط ألا يتجاوز عدد الرؤوس النووية التي تحملها الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات 4900 عبوة. وعدد الرؤوس النووية على الصواريخ البالستية العابرة للقارات المنقولة 1100 عبوة وعدد الرؤوس النووية على الصواريخ البالستية الثقيلة العابرة للقارات 1540 عبوة. وقد قلصت روسيا ترسانتها بحلول الموعد المنصوص عليه في المعاهدة إلى 1136 وسيلة حمل أسلحة إستراتيجية وإلى 5518 عبوة نووية.
وإعمالاً لأحكام هذه المعاهدة تم إنشاء اللجنة المشتركة للالتزام والتفتيش (Joint Compliance and Inspection commission- JCIC)، وتعمل هذه اللجنة لحل المسائل المتعلقة بالالتزام المحدد في هذه المعاهدة وتوضيح نقاط الغموض فيها وتجتمع بناءً على دعوى تقدم من قبل احد الأطراف على الأقل. وكانت معاهدة (ستارت1) ولغاية سريان معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية (SORT) ( ) والموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في عام 2002، كانت تلك المعاهدة هي المعاهدة الوحيدة الملزمة التي تنظم القوى النووية الإستراتيجية الأمريكية والروسية ، حيث يشكل نظام المراقبة الذي أقرته المعاهدة أداة للوقوف على مدى التزام الأطراف المعنية بالحد من الأعمال العدائية التي تتم بالأسلحة الإستراتيجية.
ستارت2: هذه المعاهدة وقعتها الولايات المتحدة وروسيا في 3 كانون الثاني 1993 وتلزم هذه المعاهدة الطرفين بإزالة صواريخهما البالستية العابرة للقارات والمزودة بمركبات عودة متعددة(MIRV) كما تقضي بإجراء تقليص كبير في عدد رؤوسها النووية الإستراتيجية المنشورة إلى ما لا يزيد على 3000- 3500 لدى كل طرف ( مع إمكانية نشر ما لا يتجاوز 1750 رأساً نووياً على صواريخ بالستية تطلق من غواصات) بحلول 1 كانون الثاني 2000 أو في موعد لا يتعدى في كل الأحوال 31 كانون الأول 2003اذا توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاقية رسمية تلزم الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاقية رسمية تلزم الولايات المتحدة بتقديم مساعدات مالية لإزالة أسلحة نووية إستراتيجية في روسيا. وفي 26 أيلول 1997وقع الطرفين برتوكول ملحق بالمعاهدة يتيح تمديد تنفيذ المعاهدة لغاية عام 2007. ولقد صدق مجلس الشيوخ الأمريكي ومجلس الدوما الروسي معاهدة ستارت 2 ولكن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ ، وفي 14 حزيران 2002 وكرد فعل على سريان مفعول انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة (ABM) في 13 حزيران أعلنت روسيا أنها لم تلتزم بمعاهدة ستارت 2 على خلفية ذلك الأمر. (التسليح ونزع السلاح- ص 1110-1111)
المرحلة الثانية: معاهدة ستارت الثانية (START- 2): في عام 1993 تم التوقيع على اتفاقية ستارت الثانية التي عُرفت باتفاقية خفض الأسلحة الإستراتيجية START- 2، وسعت إلى المزيد من تخفيض السقف المسموح به لحجم الأسلحة الإستراتيجية لدى الطرفين الأمريكي والروسي.
• في عام 1997، بدأت موسكو وواشنطن العمل لجهة وضع إطار عمل اتفاقية ستارت الثالثة، ولكن، وبسبب تدهور العلاقات وتزايد الخلافات، فإن الاتفاقية لم يتم التوقيع عليها.
المرحلة الثالثة :معاهدة ستارت الجديدة(NEW START): اتفاقية خفض الأسلحة الإستراتيجية الجديدة هي عبارة عن اتفاق ثنائي روسي-أمريكي يتضمن إجراءات وضوابط لجهة التخفيض الأكبر والحد من الأسلحة الإستراتيجية الهجومية. فبعد انتهاء العمل بمعاهدة ستارت الأولى وقرب انتهاء معاهدة ستارت الثانية والتي وقعتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حول خفض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، دخلت الدولتان في مفاوضات لعقد معاهدة جديدة لتقليص عدد الرؤوس النووية لدي الدولتين، وشهدت المفاوضات بين الدولتين عقبات عدة كان أهمها مشروع نشر الدرع الأمريكي الصاروخي في بعض بلدان أوربا الشرقية والتي اعتبرته روسيا تهديدا لأمنها القومي ،
اتفاقية ستارت- تقليص الاسلحة الهجومية- الاسلحة الستراتيجية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة