سؤال وجواب في الوتس اب (95)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
13/07/2024 القراءات: 453
السؤال (967):
شيخنا: أحببتُ أستفسر منكم عن كتاب في تراجم الحنابلة لابن الجوزي، ولا يخفاكم شيخنا أن ابن رجب الحنبلي ينقلُ عنه. ووقفتُ في بعض المصادر تذكر أن ابن الجوزي ذَكر هذا الكتاب في بعض كتبه بعنوان: طبقات رجال الامام أحمد؟ فهل لديكم بحثٌ أو رأيٌ حول هذا؟
الجواب:
طبقات الحنابلة لابن الجوزي هو آخرُ أبواب كتابه "مناقب الإمام أحمد بن حنبل". جاء فيه (ص: 673): «الباب المئة في ذكر أعيان أصحابه وأتباعه مِن زمانه إلى زماننا، أما مَن صحب أحمد وتبعَ مذهبه من العلماء والأخيار في زمانه، فخلقٌ كثيرٌ، وكذلك مَن تبع مذهبه بعد وفاته إلى زماننا هذا عدد يفوت الإحصاء، وإنما أذكرُ من كبار الأعيان المشتهرين بالذكر، وقد جعلتُهم تسع طبقات، والله الموفق». وقال في آخر الباب (ص: 709): «ولو ذهبنا نذكرُ في كل طبقة أعيانها، أو استقصينا أخبار المذكورين، لطال كتابُنا، لكنّا اقتصرنا على أعيان الأعيان مِن كل طبقة، وأشرنا إلى أحوالهم، والله المشكور وبالله المستعان».
***
السؤال (968):
شيخنا الفاضل: قلتم حفظكم الله في درسكم إن الإمام السيوطي قد جسّد صفات الله عز وجل مثل أن الموت يكون كبشًا فيذبح، فكيف نفرق بين هذا التجسيد وتجسيد المبتدعة؟ نرجو توضيحًا بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم.
الجواب:
لم أقل: إن السيوطي جسد صفات الله عز وجل، ولكن قلتُ: إنه يقول إن جميع المعاني المعقولة عندنا متصورة عند الله تعالى، بصورة الأجسام، ومتشخصة بهيئة الأشخاص، وقد وضع رسالته "المعاني الدقيقة لإدراك الحقيقة" ليثبت ذلك. قال في مقدمتها:
"الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى، وبعد: فهذه مسألةٌ مهمة خفيتْ على كثير من الناس حتى أكثروا من استشكالها، وأبدوا لها تأويلًا لما خفيَ عليهم من حالها، ووقع لهم ذلك في موضعين:
أحدهما: فيما ورد من الأحاديث أن الأعمال تُعرض في صورة أشخاص: الإسلام، والصلاة، والصيام، والمعروف، والمنكر، وغير ذلك.
والثاني: فيما ورد من أنَّ الموت يُجاء به في صورة كبش فيذبح.
وقالوا: الأعمال والموت أعراض، والأعراض يستحيل انقلابُها أجسامًا. واحتاجوا إلى تأويل ذلك فقالوا: يخلق الله من ثواب الأعمال أشخاصًا يحشرُها ويضعها في الميزان. وكذا مِن وزر الأعمال السيئة، وكذا من الموت.
وكلُّ هذا ذهولٌ عن إدراك الحقيقة.
وقد وقع عندي في الدرس نظيرُ ذلك، أن بعض الفضلاء استشكل قوله تعالى: ﴿وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة﴾ فقال: عرضُ الأجسام ممكنٌ، فكيف عُرضت المعاني المعقولة التي لا شخص لها في الخارج؟
وأقول: التحقيقُ الشاملُ لذلك ولغيره أنَّ جميعَ المعاني المعقولة عندنا متصورةٌ عند الله تعالى بصورة الأجسام، ومتشخصةٌ بهيئة الأشخاص، وإنْ كنا لا نحسُّ ذلك لكوننا محجوبين عنه، وقد عَدَّ أرباب علم الحقيقة - نفعنا الله بهم وحشرنا في زمرتهم - من وجوه الكشفِ الاطلاعَ على صور المعاني المعقولة في هيئة الأجسام المشخصة.
وهذا الذي ذكروه وجدتُّ الأحاديث النبوية ناطقةً به وشاهدةً له.
وذُكر أيضًا أن رؤيا المنام مِن ذلك، فإن الرائي يرى في منامه أجسامًا فتؤول بأعراض، فتلك الأجسام المرئية هي صورُ تلك الأعراض المعبَّر عنها في عالم الملكوت.
وها أنا أسردُ الأحاديث حديثًا حديثًا في هذه الكراسة لينتفع بها مَن يقف عليها، وبالله التوفيق".
وقال في حاشيته على تفسير البيضاوي "نواهد الأبكار وشوارد الأفكار" (الورقة 27 ب - 72 أ) في الكلام على قوله تعالى: ﴿وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة﴾:
"اعلمْ أنَّ لي هنا سؤالًا، وذلك أنَّ المسميات معان، وعرض الأعيان ظاهر، فكيف عُرضت المعاني كالألم واللذة، والفرح والحزن، والعلم والجهل، والجوع والعطش، والمصادر بأسرها؟ ولا محيصَ عن ذلك إلا بما قررتُه غير مرةٍ أنَّ المعاني إنما هي غير مرئية في هذا العالم، وأمّا في عالم الملكوت فهي متشكلةٌ بأشكالٍ تختصُّ بها بحيث ترى وتنطق، وهذا نحوٌ من عالم المثال الذي أثبته طائفة، ولا يُغتر بقول مَن أنكره، فنحن قد قامتْ الأدلة عندنا على إثباته، ويدلّ عليه الأحاديثُ الواردةُ في تشكل الإيمان، والقراءة، والعلم، والأيام والليالي، والرحم، وكلامِ كُلِّ ما ذُكِرَ ومحاورتِهِ، وقد أَلَّفتُ في ذلك رسالة سميتُها: «المعاني الدقيقة في إدراك الحقيقة»، وقد قال الشيخ عبدالغفار القوصي في كتاب الوحيد: المعاني تتشكلُ ولا يمتنعُ ذلك على الله تعالى».
***
السؤال (969):
سيدي: يوجد استفسار إن تفضلتم: ما رأيكم بكتاب "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن" لابن الجوزي، وهل له ميزةٌ وتفضيلٌ على غيره، وما رأيكم بطبعة أ.د. حسن ضياء الدين عتر؟
الجواب:
مِن مزاياه: تقدُّمه، وتناوله موضوعات جيدة في علوم القرآن، وإنْ قسا عليه السيوطي في "الإتقان". فقد جاء فيه (1/ 242): «فصل: تقدَّم عن ابن عباس عدُّ حروفه [حروف القرآن] وفيه أقوال أخر، والاشتغالُ باستيعاب ذلك مما لا طائل تحته، وقد استوعبه ابنُ الجوزي في "فنون الأفنان" وعد الأنصاف، والأثلاث، إلى الأعشار، وأوسع القولَ في ذلك فراجعه منه، فإنَّ كتابنا موضوع للمهمات لا لمثل هذه البطالات». وليستْ هذه الأعداد من البطالات، وأهميتُها ومنفعتُها ظاهرة.
له عدة طبعات في العراق والمغرب. ولعل طبعة الشيخ حسن عتر رحمه الله تعالى أفضلها.
***
السؤال (970):
سؤال حول فقرة: أسرة الشيخ محمد مطيع الحافظ في حلقة: رؤوس أقلام (89).
قلتم فيها: "إخوته: محمد. أحمد (توفي سنة 1378-1958 عن 13 سنة). عفاف: تزوَّجها محمد رياض المالح. محمد سمير".
هل الشيخ محمد مطيع أكبر إخوته؟ ذكرتَ أنَّ أكبرهم محمد دون إضافة مطيع لاسمه.
الجواب:
نعم الشيخ محمد مطيع هو أكبر إخوته، واسمه مركب، ولكنَّ الدائر على الألسنة: "مطيع"، وبعده: المهندس محمد، وأحمد، وعفاف، والعقيد المتقاعد محمد سمير. ولم أقل إن محمدًا أكبرهم، بل ذكرتُه في سياق إخوة الشيخ مطيع.
***
أسئلة وأجوبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة