مدونة دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي


العلم الذي لا يستوي أصحابه مع غيرهم هو العلم النافع

دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي | DR.MOHAMED IBRAHIM ABDELSALAM ELBASHBISHY


03/10/2023 القراءات: 636  


المقصود بالعلم الذي لا يستوي أصحابه مع غيرهم هو العلم النافع الذي يقرب إلى الله  كما سيأتي، ومما يدل على ذلك أن الله - تبارك، وتعالى - جعل شهادة أهله بمنزلة، وذلك شرف كبير لا يدانيه شرف، ألم يقل الله  في شهادة عظيمة على أعظم مشهود به: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ [آل عمران:18] فذكر شهادته، وشهادة الملائكة، وذكر شهادة الذين أوتوا العلم على أعظم مشهود به، وهو قضية التوحيد، أن الله واحد لا شريك له.

وهذا الاقتران يدل على منزلة العالِمين، وعظم مكانتهم، كما أن الله  جعل أهله هم أهل الخشية: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:28] فجاء به بأسلوب الحصر إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ كأنه يقول: لا يخشى الله سوى العلماء إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ كما جعله سببا لتفضيل آدم ﷺ على الملائكة.

ومعلوم أن الشرف الذي يلحق الآباء يلحق الأبناء إن كانوا على طريقتهم، وقد اتصفوا بصفتهم، فالله  علم آدم الأسماء، حيث قال: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ۝ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة:31 - 33] فدل ذلك على شرف آدم ﷺ ورفعة مرتبته، وهو يدل على شرف الآدميين أيضاً، ومنزلتهم من بين سائر الخلائق، ولا أقصد بذلك أن جنس بني آدم أفضل من الملائكة، فهذا أمر لا طائل تحته، وبحث لا حاجة لمناقشته، ومذاكرته، إذ إنه لا يترتب عليه عمل، ولا ينبني عليه نفع يحتاج إليه العبد في دنياه، أو في آخرته.


لعلم الذي لا يستوي أصحابه مع غيرهم هو العلم النافع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع