مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (141)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


03/02/2024 القراءات: 293  


بغداديةٌ فاضلةٌ أخوها جاهل:
قال ياقوت في «معجم الأدباء» (5/ 2243):
«‌‌حدث أبو نصر قال: ومن طريف ما شاهدته أنا: أنه كان في الجانب الشرقي بمدينة السلام امرأةٌ تعرف ببنت الكنيري [وفي الوافي بالوفيات وبغية الوعاة: الكنيزي] وكانت نهاية في الفضل، ولها أخ غاية في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة، ولها تصانيف فيهما تُعرف بها، واختصما في ميراث والدهما فطال التنازع بينهما، وحضرا يومًا مجلس والدي وزاد الكلام بينهما ونقص، فاغتاظ والدي من تفيهقها وحوشي كلامها، ومن سقطه وعاميته في مناقضتها ففطنت لذلك فقالت: أغاظ سيدنا الشيخ - أيده الله - ما يرى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله؟
قال: كلا - إن شاء الله - ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب للإيجاز.
فقالت: - أيد الله الشيخ - في ذمته اثنان وعشرون دينارًا مطيعية سلامية.
فقال له: ما الذي تقول؟
فقال: أما لها عندي اثنان وسكت، ورام أن يقول مثل ما قالت فلم يقدر فقال: بالله يا سيدي كيف قالت فقد والله صدعتنا؟
فقال له: فضولك، قل كما تحسن، وضحك أهل المجلس وصار طنزًا، واندفعت الخصومة ذلك اليوم.
***
الإيجاز إعجاز وإنجاز:
قلتُ:
إنَّ البلاغة أنْ تقول فتُفهما ... لا أنْ تطيلَ وأنْ تُملَّ وتُسئِما
أوجزْ -رعاك اللهُ- قولك واختصرْ ... أكرمْ جليسَك لا تُمِلَّ فتندما
وقلت:
إنَّ خيرَ القول ما قلَّ ودلْ ... هكذا قالوا فأوجِزْ تُحتَمَلْ
لا تُطِلْ فالناسُ في شُغلٍ، ولا ... يسعُ الوقتُ ومَنْ يُكثر يُمَلْ
دبي: الثلاثاء (18) مِنْ رجب (1445) = (30/ 1/ 2024م).
***
تنبيه على خطأ في صورة:
فضيلة مديرة تحرير مجلة منبر الداعيات الموقرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: فقد وقفتُ على العدد (163) وكان من موضوعاته مقالٌ عن فاطمة السمرقندية، وقد نُشر في المقال صورةٌ كُتب تحتها:(مسجد ابراهيم الخليل في مدينة حلب حيث دُفِنتْ فاطمة السمرقندية).
والصحيحُ أن هذه الصورة لمسجد ابراهيم الخليل الذي هو في قلعة حلب، وليس لمقام ابراهيم الذي كان بظاهر حلب حيث دُفنت فاطمة السمرقندية، ولا بُد من القول أنها لم تدفن في المسجد، وإنْ أُدخل القبر في المسجد فيما بعدُ.
والمسجد يُعرف اليوم بجامع الصالحين، وفيه قبر الكاساني -الذي دُفن إلى جوار زوجته- في حجرةٍ عن يسار الداخل إلى الجامع، ولكن قبرها غير ظاهر.
وقد كُتب على باب الحجرة: (أَمر بعمارته مولانا الملكُ الظاهرُ...ابن الملك الناصر (صلاح الدين) خلَّد الله ملكه في سنة أربع وتسعين وخمسمئة) وقد زرتُ هذا الجامع مرارًا.
هذا ما اقتضى البيان، فإنْ رأيتم نشره فلكم ذلك، ولعله لا يخلو من فائدة وتثبت.
(27/ 1/ 2011م).
***
سُور بعد الجمعة للحفظ:
(قـال ابن الضُّرَيْس في "فضائـل القـرآن": "أَخْبَرَنا علِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَن المَسْعُودِيِّ، عن عَوْنِ بنِ عبدالله، عن أَسْماء بنْتِ أبي بَكْرٍ رَضِي اللهُ عنها، قالتْ: «مَـنْ قَـرأَ بَعْـدَ الجُمُعةِ ﴿الْحَمْـدُ [لِلّٰـهِ رَبِّ العالَمِينَ]﴾ والمُعَـوِّذَتَيْـنِ، و﴿قُـلْ هُـوَ اللّٰـهُ أَحَـد﴾ سَبْعـًا حُفِـظَ إِلى الجُمُعـةِ الأُخْـرى».
• قال وكيـعٌ: «فَجرَّبْنـاهُ، فَوجدْنـاهُ كـذلـكَ».
إسنـاده قـويٌّ، رجالـه ثقات.
المسعودي: هو عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة بن عبدالله بن مسعود، المسعودي، الهذلي، الكوفي. وَثَّقَهُ: ابن سعد، وابن معين، وابن نمير، وأحمـد بن حنبـل، ويعقوب بن شيبة، وأبو سعيد الدارمي، وابن شاهين، والعجلي، وغيرهم. وقد اختلط في آخر عمره. لكن سماع وكيع منه قديم.
• قال الإمـام أحمـد: "سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديم، وأبو نعيم أيضًا، وإنما اختلط المسعودي ببغداد، ومن سمع منه بالكوفة والبصرة، فسماعُه جَيِّد".
• وقال الإمام أحمـد -أيضًا في رواية الميموني-: "صالح الحديث، من أخذ عنه أولًا فهو صالح الأخذ".
• وقال يحيى بن معين: "أحاديثه عن الأعمش وعبدالملك بن عمير مقلوبة، وحديثه عن عاصم وأبي حصين فليس بشيء، وأحاديثه عن عون وعن القاسم صحاح".
• وقال أبو زرعة الرازي: "أحاديثه عن غير القاسم وعون مضطربة، يهم كثيرًا".
❍ وقد تابع المسعوديَّ الحجاجُ بن أرطأة كما عند:
- أبي عُـبيد القاسم بن سلّام في "فضائل القرآن"، وابن أبي شيبة في "مصنفه" وبوّب عليه: "ما يُستحب أن يقرأ الإنسان في مجلسه يوم الجمعة"، وأبي عمرو الداني في "المكتفى في الوقف والابتدا"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
• وقد رُوي هذا الأثـر كذلك من قول الـزُّهري، ومكحـول، ومقاتـل بن حيَّـان.
• وذُكر مرفوعًا من حديث أم المؤمنين عـائشة، وأنس بن مـالـك رضي الله عنهما، ومن مـرسل الحسن البصـري رحمه الله.
● وقد ذكرتُها في كتابي "يوم الجمعة وما جاء فيه من الأحاديث والآثار" وأطلتُ الكلام عليها والحمد لله.
كتبه: عبدالقـادر بن محمـود بن عبدالقادر الأرنـاؤوط).
***
مقدمة معلِّمة محذِّرة:
قال علي الطنطاوي في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه "الجامع الأموي في دمشق":
"كتبتُ مقدمة الطبعة الأولى في دمشق سنة 1960، ومكتبتي أمامي وأوراقي تحت يدي. وأكتبُ هذه المقدمة في مكة المكرمة سنة 1989 وقد بَعُدت المكتبة عني، وضاعت الأوراق مني، والدرج الذي أودعتُه أخبار الأموي لم أعد أعرف ما فعل الله به، ولا بما كان فيه من أوراق، ولم أعد أستطيع أنْ أعوضه. ومِن أين لي أن أعود إلى الكتب التي طالعتُها، والسنين الطويلة التي أمضيتُها أتتبع أخبار الأموي مِن صفحات الكتب ومِن أفواه العلماء، وكلما وجدتُّ خبرًا نقلتُه وذكرتُ مِن أين أخذتُه، أو ممن سمعتُه. ولعلها موعظة جاءتني من الله، إذ آثرتُ مصلحتي على مصلحة المسلمين، وضننتُ بما اهتديتُ إليه على الناس، وخفتُ أن يأخذوا المصادر التي جمعتُها ولا ينسبوها إليّ... وكنتُ أؤملُ أن أجعل منها كتابًا كبيرًا عن الأموي، فضاع الأمل. ولم يبقَ إلا هذا المختصر.
أسأل الله أنْ ينفع به، وأن يثيبَ كاتبَه وناشرَه عليه.
مكة المكرمة
(3 / 5 / 1409 = 1 / 1 / 1989م)
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع