مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


العدوان على غزة في منظور القانون الدولي - تقديم

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


12/11/2023 القراءات: 1367   الملف المرفق


تمثل الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي العام الأنموذج الأكثر وضوحاً في الاطار الدولي، وان عدم احترام قواعد هذا القانون وعدم الامتثال له تمثل منهج وسلوكية ثابتة ودائمة ومستمرة وعقيدة راسخة لدى دويلة الكيان الإسرائيلي الغاصب، وما أن اندلعت وقائع النزاع المسلح الأخير بين الشعب الفلسطيني المقاوم وبين دويلة الكيان الإسرائيلي الغاصب إلا وعادت البوصلة لتؤشر من جديد إلى سفر طويل من الجرائم والانتهاكات الدولية ضد حقوق الإنسان وحرياته وبحق المجتمع الدولي ونظامه القانوني، وفي الوقت الذي ظهر في المجتمع الدولي تجارب لعدد من الدول التي تبدي خروجها على أحكام القانون الدولي أو تحاول في كثير من الحالات أن تمتنع عن تطبيق أحكامه، فان هذه الفئة من الدول قد يحسب لها أنها وقعت أو صادقت على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تدعي الالتزام بها والعمل على تطبيق أحكامها، وقد يكون لها رصيد معين في مجال تطبيق أحكام القانون الدولي، ولكن تعتبر تجربة الكيان الإسرائيلي المحتل تجربة نادرة في تاريخ القانون الدولي وتاريخ العلاقات الدولية، كون هذه الدولة ومنذ أن اعلن عن قيامها تحت مظلة الدول الاستعمارية والى يومنا هذا لا تعرف ولا تعترف بالقانون الدولي وكأنها لا تعيش مع باقي دول العالم وكأنها تعتبر نفسها خارج اطار النظام الدولي، وهي تدافع عن شعارات حقها في الدفاع عن وجودها وعن شعبها وانها تمارس حق الدفاع الشرعي وهي بالأصل يمثل وجودها انتهاك حقيقي لأصل نشوء الدول في القانون الدولي ومساس بجميع المبادئ الجوهرية التي يقوم عليها القانون الدولي بمفهومه التقليدي و المعاصر.
وعندما يطالع الباحث والمختص بشأن وضع دولة الكيان الإسرائيلي ويعود إلى القرارات الدولية والى واقع التعامل الدولي وما استقر عليه القضاء الدولي بشقه القضاء الدولي العادي ( محكمة العدل الدولية) والجنائي (المحكمة الجنائية الدولية)، يجد أن خطاب هذه الهيئات وما تتضمنه القرارات والأعمال القانونية لتلك المنظمات يعترف بان الكيان الإسرائيلي دولة احتلال وان هناك أراضي فلسطينية محتلة وان هناك شعب مسلوب الإرادة يخضع للاحتلال وان هناك ممارسات وحشية تمارس من قبل تلك القوات بحق الشعب الفلسطيني المحتل والذي عانى وما يزال يعاني من تخاذل الجميع وعدم الاعتراف بحقه الطبيعي والشرعي في استعادة أراضيه المحتلة والمغتصبة وفي حمايته من بطش وطغيان القوات الإسرائيلية المحتلة والتي امتلكت اكبر رصيد في الجرائم الدولية على المستوى العالمي، والتي نجحت في أن تثبت أنها قوات تمتهن الجريمة الدولية وانها لا تحترم أي عرف ولا أي قاعدة دولية ولا تعنى باي معيار قانوني أو مبدأ وانها تعمل فقط من اجل حماية وجودها وكيانها الغاصب للأرض دون أن تنظر إلى تاريخ طويل من المجاز والإبادة الوحشية وأعمال القتل بدم بارد لأناس عزل يبحثون عن مستقل وامل بالعودة إلى بلدانهم وان ينعموا بوطن يعيشون فيه بعيداً عن آلة الحرب والعدوان والقتل والتنكيل.


العدوان على غزة- الجرائم الصهيونية - القانون الدولي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع