• التلوث بالحيوانات السائبة
د. مروه العميدي | Marwa Alameedi
17/10/2024 القراءات: 137
عادة ما يكون مصادر التلوث والتحديات في بيئات المدن ومراكزها وضواحيها وأريافها هي الحيوانات السائبة وعلى وجه الخصوص(القطط والكلاب والفئران والجرذ وغيرها) وهو ما يطلق عليه تسمية ظاهرة التلوث بالحيوانات السائبة وهو تحدي كبير يتطلب جهودًا جماعية ووعيًا مجتمعيًا للتخفيف من آثاره، وتعود أسبابها إلى الغريزة الحيوانية المتمثلة بالإفراط في الإنجاب والتكاثر خاصة في حال لم تكن هناك رقابة حقيقية وغياب عمليات التعقيم منا يجعلها تفرط في عمليات التكاثر، هذا فضلًا عن إقبال المربين على التخلي والهجر لحيواناتهم وهذا يعود لإسباب تتعلق بعدم قدرتهم على التربية والحماية وتحمل تكاليف التغذية والرعاية الصحية، أو نتيجة لإنعدام الرغبة في الإحتفاظ بها مما ينعكس سلبًا على البيئة، إذ تكون هذه الحيوانات مصدر للتكاثر وزيادة الحيوانات السائبة.
ولا ننسى أن المدن العراقية تعاني من عدم توفر ملاجئ تحوي وتستوعب هذا القدر من الحيوانات، منا يقود هذا إلى تفشي ظاهرة الحيوانات السائبة، وأن غياب الوعي بمسألة التبني والتعقيم من شأنه أن يزيد من شيوع هذه الظاهرة وتفاقمها.
ولا بد من الإشارة إلى إضرار وآثار ظاهرة التلوث بالحيوانات السائبة، إذ أنها تشكل خطرًا يهدد الصحة العامة على النحو المباشر، ففي بعض الأحيان قد تكون بعض الحيوانات هي الناقل الفيروسي للإنسان تحمل الأمراض المعدية مثل داء الكلب أو داء القطط أو الطاعون وما شابه، منا يشكل خطرًا ليس على الإنسان فحسب بل حتى على بقية الحيوانات.
ومن جانب آخر للحيوانات السائبة دور مخرب للبيئة فهي تترك فضلاتها في الأماكن العامة أو قرب البحيرات والأنهار وهذا ينعكس على صحة المياة والتربة والهواء خاصة إذا كانت الحيوانات مصابة بإمراض فيروسية أو بكتيرية.
كما أنها تشكل خطًا على الحياة البرية على وجه الخصوص على الطرق السريعة إذ تسبب حوادث مرورية مريعة في أثناء عبورها وقد تؤدي بحياة الكثير من الأشخاص، كما أن وجودها بهذه الإنسيابية يجعلها تشكل خطرًا يهدد المواد الغذائية فتدخل منافسة شرسة مع بقية الحيوانات البرية مما يشكل هذا توترًا في الموازنة البيئية.
وقد تكون هناك بعض الحلول المقترحة من أجل تقليل أعداد الحيوانات السائبة في المدن وضواحيها منها إجراء عمليات التعقيم الإجباري وذلك عن طريق التعاقد مع العيادات والمراكز البيطرية وتعزيز برنامج تعقيم واضح مع التشجيع على التبني، وإنشاء سلسلة من الملاجئ والإيواءات تكون آمنة ومناسبة لإحتوائها، مع القيام بحملات توعوية وتثقيفية تعني بأهمية رعاية الحيوان والرفق به وتوضيح دور التبني والتعقيم، ووضع قوانين صارمة تضمن حقوق الحيوانات وتوقف إستنزاف أرواحها بعبثية وتجريم كل من يتخلى عن حيوانه وفرض عقوبات توقف ذلك، ومن أهم الحلول هو تكثيف الجهود من أجل التعاون مع المنظمات غير الحكومية المعنية بحماية الحيوان وضمان حقوقه والتي من شأنها أت توفر له أكبر قدر من الأمان.
#مروه_العميدي
٥/إكتوبر/٢٠٢٤م
التلوث - الحيوانات السائبة - البيئة - الإنتهاك
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع