مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (107)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


24/12/2023 القراءات: 324  


فمَنْ أنا؟
قال الإمام الرازي في آخر تفسير سورة الزمر في "مفاتيح الغيب" (27/ 481):
"تم تفسير هذه السورة في ليلة الثلاثاء آخر ذي القعدة من سنة ثلاث وست مئة.
الملائكة المقربون عجزوا عن إحصاء ثنائك، ‌فمَنْ ‌أنا؟
والأنبياء المرسلون اعترفوا بالعجز والقصور، ‌فمَنْ ‌أنا؟
وليس معي إلا أنْ أقول: أنتَ أنتَ وأنا أنا، فمنك الرحمة، والفضل، والجود، والإحسان، ومني العجز، والذلة، والخيبة، والخسران، يا رحمن يا ديان يا حنان يا منان أفضْ علي سجال الرحمة والغفران برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى اللهُ على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا".
***
بعض العلم يضر العامة:
جاء في «رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة في وصف سُننه» ط دار البشائر الإسلامية (ص: 50):
«ورُبما كان في الحديث ما تثبتُ صحةُ الحديث منه، إذا كان يخفى ذلك عليَّ، فربما ‌تركتُ الحديث إذا لم أفقهه، وربما كتبتُه وبيّنتُه، وربما لم أقفْ عليه، وربما أتوقفُ عن مثل هذا، لأنه ضررٌ على العامة أن يُكشف لهم كلُّ ما كان من هذا الباب، فيما مضى من عيوب الحديث؛ لأن علم العامة يقصرُ عن مثل هذا».
***
الزاهد ابن نقطة وأخوه:
جاء في «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» (6/ 457):
وفيها [سنة 583 توفي] الزاهد عبدالغني [بن أبي بكر] بن شجاع البغدادي الحنبلي، المعروف بابن نقطة.
قال السخاوي: هو مشهور بالتقلل والإيثار والزهد، وكان له ببغداد زاويةٌ يأوي إليها الفقراء، ولم يكن في عصره مَن يقاومه في التجريد. كان يُفتح عليه قبل غروب الشمس بألف دينار فيفرّقها والفقراء صيام، فلا يدّخر لهم منها شيئًا، ويقول: نحن لا نعمل ‌بأجرة، يعني لا نصوم وندخر ما نفطر عليه، وزوَّجته أمُّ الخليفة الناصر بجاريةٍ مِنْ خواصها، وجهزتها بعشرة آلاف دينار، فما حال الحولُ وعنده سوى هاون، فجاء فقيرٌ فوقف على الباب، وقال: لي ثلاثةَ أيام ما أكلت شيئًا، فأخرج إليه الهاون وقال: لا تشنّعْ على الله، كلْ بهذا ثلاثين يومًا.
وقال ابنُ [قاضي] شهبة في «تاريخه»: وكان له أخ مزكلش يُنشد "كان وكان"، و"مواليا" في الأسواق، ويُسحِّر الناس في رمضان، فقيل له: أخوك زاهد العراق، وأنت هكذا؟ فأنشد مواليا:
قد خاب مَن شبّه الجزعه إلى درّه … وسام ق ح ب ه إلى مستحسنه حرّه
أنا مغنّي وخي زاهد إلى مرّه … بيرين في دار ذي حلوه وذي مرّه. انتهى.
وتوفي في رابع جمادى الآخرة ببغداد، ويأتي ذكر ولده محمد في سنة ثمان وعشرين وست مئة، إن شاء الله تعالى".
‌‌***
صبرًا:
أنشدَني الشيخ عمر ملاحفجي -رحمه الله- في دبي سنة (1998):
ولا تكُ مهمومَ الفؤاد لحادثٍ ... فيوسفُ بعد الجبِّ إذ هو قد ملكْ
فصبرًا إذا ضاقَ الخناقُ فإنّما ... إشارةُ فتح الباب كانتْ بـ هيتَ لكْ
أقول: وهما من ستة أبيات لأبي الهدى الصيادي، في مقدمة كتابه "قلادة الجواهر" (ص: 3): والنص فيه:
ولا تكُ مغمومَ الفؤاد لواقعٍ ... فيوسفُ بعد السجن والرقِّ قد ملكْ
وصبرًا إذا اشتدَّ الخناقُ فإنما ... إشارةُ فتح الباب كانتْ بـ هيتَ لكْ.
***
الكتب المنسوبة للسيوطي خطأ في "المكتبة الشاملة":
أُدْخل في "المكتبة الشاملة" كتبٌ منسوبةٌ إلى السيوطي، وهي ليستْ له، وهي:
-الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع.
-الروض الأنيق في فضل الصدِّيق.
-صفة صاحب الذوق السليم.
-الغرر في فضائل عمر.
-معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم.
***
الغزاليون:
من المهم لطالب العلم التمييز بين المتشابهين في النسبة، ومن ذلك الغزاليون، انظر مَن عرف بالغزالي. الإتحاف للزَّبيدي (1/ 18-19).
ومثل ذلك المتشابهون في الكنية، فانظر مَن تكنى بأبي حامد من شيوخ المذهب الشافعي. الإتحاف للزبيدي كذلك (1/ 19).
***
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
سمعتُ الوالد رحمه الله يقول: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تقوم مقام المرشد في حال غيابه.
***
الشيخ محمدود الشقفة:
من علماء حماة وصلحائها، توفي سنة (1399)، وقد حضرتُ -مع الوالد- تشييعه ودفنه، ومن الكتابات عنه:
"العالم الشهيد الشيخ محمود بن عبدالرحمن الشقفة رحمه الله: حياته وآثاره". تأليف: د. محمد رياض الخوّام. دار عمار، عمّان، ط1 (1424-2004). (160) صفحة.
فرغتُ من قراءته عشاء الاثنين (19/ 1/ 2004م).
***
أهمية الفقه:
انظر: عقود الجُمان في مناقب الإمام الأعظم أبي ‌حنيفة النعمان للعلامة محمد بن يوسف الصالحي الحنفي (ص: 164).
***
طرق تدريس الحديث والعلوم:
انظر: إنسان العين لولي الله الدهلوي (ص: 91-93).
القول الجميل في بيان سواء السبيل للدهلوي أيضًا (ص: 206-207) من الطبعة التركية، و(ص: 93-94) من الطبعة الهندية.
الفقيه والمتفقه (2/ 82).
عيون الأنباء. ترجمة الطبيب الدخوار (2/ 243).
تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر. ترجمة بدر الدين الحسني.
وقال العيدروس في ترجمة بعض العلماء في «النور السافر » (ص: 275):
«كان تدريسه عن تحقيق ومباحثة في نهاية التدقيق، لا يقعد للتدريس حتى يطالع الكتب المبسوطة كـ "الوسيط"، و"الخادم"، و"الكوكب الوقاد"، و"حاشية" السمهودي، و"الروضة"، وقد يقعدُ أيامًا يعتذر عن التدريس لعدم المطالعة.
وطريقتُه أنه يجمع الدرسة على درسٍ واحدٍ من أول النهار إلى مضي ربعه، يذكر الدليل، والعلة، وما تفهمه العبارة، وما يرد عليه، ومَن وافق، ومَن خالف، في المصنَّفات، والفتاوي، والنكت، والحواشي، وتُحضر في التدريس الكتب المبسوطة، تورد عليه الطلبة الأبحاث والإشكالات فما رأى من صواب قرَّره، وما لا فلا.
ويطول المجلس بالمشاطرة بين تلامذته في الأبحاث عن القواعد وعبارات الأصحاب، وربما كان يجلس من أوله إلى آخره على مسألة واحدة، وربما قام الشيخ من مجلسه وإشكال المسألة ما ارتفع فيحله في مجلس آخر؛ لأنه كان وقافًا عند الإشكالات، وربما تمرُّ أيام في تحقيق مسألة، وهو في الحقيقة تدريس المذهب لا كتاب؛ لأنه كان يقول -رحمه الله-: أنا أدرّسُ ‌المذهب لا كتابًا».
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع