مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
باب (في الحذر من الناس)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
08/05/2023 القراءات: 434
باب (في الحذر من الناس)
وقال أيضا في باب حسن الظن: ثم روي من رواية شتير ولم يرو عنه غير محمد بن واسع عن أبي هريرة قال نصر بن علي: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «حسن الظن حسن العبادة» وكذا رواه أحمد ثم روى أبو داود خبر صفية الذي في الصحيحين أنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوره وهو معتكف وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي: «على رسلكما إنها
صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا أو قال شرا» .
قال ابن عبد البر في كتاب بهجة المجالس قال عمر بن الخطاب: - رضي الله عنه - لا يحل لامرئ مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءا وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجا. وقال أيضا: لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه.
وقال أبو مسلم الخولاني: اتقوا ظن المؤمن فإن الله جعل الحق على لسانه وقلبه، وقد ذكرت في موضع آخر قوله: - عليه السلام - «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» رواه الترمذي، وفي السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه» وسئل بعض العرب عن العقل فقال: الإصابة بالظنون ومعرفة ما لم يكن بما كان وقال علي بن أبي طالب: - رضي الله عنه -: لله در ابن عباس إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق قال الشاعر:
وأبغي صواب الظن أعلم أنه ... إذا طاش ظن المرء طاشت معاذره
وقال ابن عباس: الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل وقال الشاعر:
وإني بها في كل حال لواثق ... ولكن سوء الظن من شدة الحب
وقال المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم
وقال أبو حازم: العقل التجارب. والحزم سوء الظن وقال الحسن البصري: لو كان الرجل يصيب ولا يخطئ ويحمد في كل ما يأتي داخله العجب. وقال عبد الله بن مسعود أفرس الناس كلهم فيما علمت ثلاثة: العزيز في قوله لامرأته حين تفرس في يوسف {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا} [يوسف: 21] وصاحبة موسى - عليه السلام - حين قالت
{يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص: 26] وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - حين تفرس في عمر - رضي الله عنه - واستخلفه. نظر إياس بن معاوية يوما وهو بواسط في الرحبة إلى آجرة فقال: تحت هذه الآجرة دابة، فنزعوا الآجرة فإذا تحتها حية منطوية، فسئل عن ذلك فقال إني رأيت ما بين الآجرتين نديا من بين الرحبة فعلمت أن تحتها شيئا يتنفس، ونظر إياس بن معاوية يوما إلى صدع في أرض فقال في هذا الصدع دابة، فنظر فإذا فيه دابة، فقال: الأرض لا تنصدع إلا عن دابة أو نبات. قال معن بن زائدة: ما رأيت قفا رجل قط إلا عرفت عقله. وقال وهب بن منبه خصلتان إذا كانتا في الغلام رجيت نجابته الرهبة، والحياء، ومر إياس بن معاوية ذات ليلة بماء فقال أسمع صوت كلب غريب قيل: له كيف عرفت ذلك؟ قال: لخضوع صوته وشدة صياح غيره من الكلاب، قالوا فإذا كلب غريب مربوط والكلاب تنبحه. وقال عمرو بن العاص أنا للبديهة ومعاوية للإناءة، والمغيرة للمعضلات وزياد لصغار الأمور وكبارها. أراد يوسف بن عمر بن هبيرة أن يولي بكر بن عبد الله المزني القضاء فاستعفاه فأبى أن يعفيه فقال: أصلح الله الأمير ما أحسن القضاء قال كذبت قال: فإن كنت كاذبا فلا يحل لك أن تولي الكذابين. وإن كنت صادقا فلا يحل لك أن تولي من لا يحسن. وفي الصحيحين أو صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال «قدم ركب من بني تميم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر - رضي الله عنه - أمر القعقاع. وقال عمر - رضي الله عنه - أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي، فقال ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت
أصواتهما فنزلت في ذلك {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله} [الحجرات: 1] حتى انقضت فما كان عمر يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه حتى يستفهمه» .
وروى الحاكم في تاريخه عن بشر بن الحارث يعني الحافي قال: صحبة الأشرار. أورثت سوء الظن بالأخيار. وروي أيضا عن أبي بكر بن عياش قال لا يعتد بعبادة المفلس فإنه إذا استغنى رجع.
باب (في الحذر من الناس)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع