مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (55)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


23/09/2023 القراءات: 575  


اعتياد المساجد:
قلت يوم الاثنين (25) من شوال (1444) = (15/5/2023م).
وكثرة الخُطا إلى المساجدْ... مسلاةُ همِّ عابدٍ وزاهدْ
تُكفِّرُ الذنوبَ والمعاصي... وتنعشُ القلبَ لكلِّ عاص
فلا تفوِّتْ هذه المغانمْ... وأيُّنا لم يكُ يومًا آثم؟
وهذا من الحديث الذي رواه الإمام مالك في "الموطأ" ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبرُكم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء عند المكاره، ‌وكثرة ‌الخطا ‌إلى ‌المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".
***
مِنْ وسائل الكفاية:
الحرص على قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات صباحًا، وثلاث مرات مساء.
وصلاة أربع ركعات في أول النهار.
وقراءة آخر سورة البقرة مساء.
***
لا تتركوا العلم:
مِنْ وصايا فضيلة العلامة الشيخ الجليل محمد عوامة لأولاده قولُهُ -حفظه الله-: "لو تسفون التراب سفًّا لا تتركوا طلب العلم". انظر: "صفحات مضيئة من حياة سيدي الوالد العلامة للدكتور محيي الدين عوامة".
***
الأسماء الموريتانية:
كتب إليَّ الأخ الكريم الدكتور وليد فائق الحسيني تعليقًا على ذكري الشيخ محنض بابه في الحلقة (51) من سلسلة (رؤوس أقلام):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله شيخنا
إليكم نكتة لطيفة في غرابة أسماء علماء شنقيط
سألتُ أحد أصحابي من الشناقطة، عن غرابة أسماء علمائهم، مثل محنض، ددة، بَيَّه، بابه، باه، فحفو، وغير ذلك. رغم أن عربيتهم تكاد تكون أنقى من باقي العرب في زماننا ..
فقال: عندنا نسمّي الطفل باسم (دلع) كما يُقال، فنقول مثلًا لمن اسمه محمد: حمو، أو ددو، أو نحوها، وهكذا باقي الأسماء، فيكبر الطفل فيصير الاسم علمًا عليه، وقد يصير شيخًا، فيسمي طلابُه أبناءهم على اسم شهرة شيخهم.
ثم قال: تجد عندنا مَن اسمه (شيخنا) بسبب أن والده كان تلميذًا عند عالمٍ يناديه طلابُه (شيخنا) لا يذكرون اسمَه تأدبًا معه، حتى يصير علمًا عليه، فيسمّي ابنَه (شيخنا). وهكذا انتشرت هذه الأسماء.
***
الكرم سجية:
كتب الأخ الكريم الشيخ الدكتور عمر شاكر الكبيسي في سلسلته (أدبـيـات وعـظية)، الحلقة (396): "الكــرم سجيــة:
الكرم مِن أنبل الأخلاق، وأعلى مراتبه ما يسعد به الكريمُ عند بذله، وذلك النوع من الكــرم سجيــة يخص الله بها مَن يشاء من عباده..
بعضُ الكرماء قد يلقاك بما عنده مِن بسيط مطعمه فتتذوق الكرم فيه كأنه شفاء، وبعض الناس يدفعه الخوفُ مِن قالة الناس أن لا يكون شحيحًا فتستشعر أهوالَ السخط في عطائه وكأنه داء. نعم؛ الكــرم سجيــة؛ فليس سهلًا أنْ تؤثر الغيرَ بمالك وتسعد حين تراه سعيدًا، فتلك هبات الرب للمصطفين الأخيار.
قال الشعبي -رحمه الله-: أرسل الأشعثُ بنُ قيس إلى عدي بن حاتم يستعيرُ ‌قدور ‌حاتم فملأها وحملتها الرجالُ إليه، فأرسل إليه الأشعثُ: إنما أردناها فارغةً. فأرسل إليه عدي: إنا لا نعيرُها فارغة. (تاريخ دمشق).
تلك هي السجية... كرم مِنْ غير تمثيلٍ ولا سمعةٍ... مِنْ غير منّةٍ ولا طلبٍ".
***
خطأ في الفهرس الشامل:
كتب إليَّ الأخ الفاضل عطاء الله ساربالين الكزَخي من إسطنبول:
"رأيتُ في "الفهرس الشامل لمؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي" أن للشيخ قاسم بن قطلوبغا حاشية على شرح جمع الجوامع ففرحتُ، وإذا هو حاشية على مجمع البحرين في الفقه".
قلت: كيف حصل هذا الخطأ؟
فقال: لم أدر سيدي.
***
بايع شيخه على ثلاثة أمور:
قال الشيخ أحمد زاهر سالم في مقال له عن العلامة الشيخ محمد فوزي فيض الله المولود سنة (1921) في حلب، المتوفى سنة (2017) في إسبارطة في تركيا:
"وذات يوم بايع شيخُنا فوزي شيخَه الرباني عيسى البيانوني على قيام الليل، ووفى بما عاهد الله عليه.
يقول أخي الفاضل الشيخ أحمد كلزية: سمعت الشيخ فوزي يقول: بايعتُ شيخي الشيخ عيسى البيانوني على ثلاثة أمور: أن أنام بعد صلاة العشاء مباشرة، وعلى قيام الليل، وعلى صلاة الضحى.
فسألناه: هل بقيت على العهد؟
فقال: لم أخرم خلال ستين عامًا إلا أقل من أصابع اليد الواحدة.
فكان - رحمه الله - تقيًّا نقيًّا، ورعًا زكيًّا، قوامًا لليل لا يدعه صيفًا ولا شتاء، يحفظ كتاب الله حفظًا متقنًا.
وكان يدعو في قيامه لأكثر مِن أربعين شخصًا من أهله وأشياخه وأحبابه وطلابه بأسمائهم اسمًا اسمًا".
وقد أردتُّ زيارته في مقبرة إسبارطة المدفون فيها أحمد خسرو تلميذ الأستاذ النورسي، وصديقنا جمال أرشن -رحمهم الله تعالى-، فلم نعرف مكانه، ثم علمتُ أن فيها أكثر من مقبرة، وأنه مدفون في مقبرة أسري مزار لك، في منطقة اسمها كولد ستان. رحمه الله.
***
تحريف غريب:
كتب إلي الأخ الكريم المحقق البحاثة الدكتور أسامة الحياني:
شيخنا الكريم:
وقفت في أثناء عملي في تحقيق كتاب "جالب الفرج وسالب الحرج" للطرابزوني (ت: 1200) على حديثٍ فيه لفظة أشكلت عليّ، فذهبتُ إلى كتب غريب الحديث وهي من مظان فهم الكلمات الغريبة فوقع لي عجب من المحقق الذي طبع الكتاب…
أخرج أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم ط الجامعة الإسلامية، برقم (٢٧٥٣) عن جابر قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قائمًا، ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائمًا، يخطب خطبتين، فكان الجواري إذا أنكحوا يمرون يضربون (بالكير) والمزامير فيشتد الناس ويدعون رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا، فعاتبهم الله فقال: {وإِذا رأوا تجارة أو لهوًا انفضوا إِليها وتركوك قائمًا. . .} الآية.
الشاهد: (يضربون بالكير) هكذا ضبطها المحقق وعلق عليها في الهامش بقوله: (الكِير -بالكسر- كير الحداد، وهو زق أو جلد غليظ ذو حافات)!
والصواب أن يضبطها: (يضربون بالكَبَر) والكَبَر –بفتح الكاف والباء –هو الطبل، وجمعه : كِبار ، مثل: جمل وجمال . تهذيب اللغة (10/121)، وقال ابن الأثير (4/143): "الكَبَر بفتحتين: الطبل ذو الرأسين. وقيل: الطبل الذي له وجه واحد".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع