مدونة حسين سالم مرجين


المخترعين والمبدعين في ليبيا – الواقع والتحديات والمسارات المستقبلية

حسين سالم مرجين | Hussein Salem Mrgin


01/12/2023 القراءات: 439  


عقد يوم الخميس الموافق 30 نوفمبر 2023م، ورشة عمل عن المخترعين والمبدعين في ليبيا – الواقع والتحديات والمسارات المستقبلية "، وهي تأتي كجزء من التعاون بين الهيئة الليبية للبحث العلمي والمجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي. ورصدت هذه الورشة واقع الاختراع والمبدعين في ليبيا، من خلال البيانات المسجلة والوثائق التي تم جمعها من ذاكرة الهيئة الليبية للبحث العلمي، حيث تم رصد عدد من الوقائع المهمة، وهي :
• لا يزال يُعاني قطاع الاختراع والمبدعين في ليبيا من نقص في البنية التحتية والدعم اللازمين لتطوير الأفكار وتحويلها إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق. منها على سبيل المثال لا الحصر نقص في المختبرات والمرافق البحثية المتطورة، والتمويل المتاح للبحث والتطوير، وبرامج التدريب.
• لا تزال التشريعات في ليبيا غير محدثة أو غير واضحة، وقد يفتقر النظام القانوني إلى الإطار اللازم لتعزيز وحماية حقوق الملكية الفكرية.
• قلة الوعي والثقافة المتعلقة بحماية الملكية الفكرية في ليبيا. حيث يواجه المخترعون والمبتكرون صعوبات في حماية أفكارهم وابتكاراتهم من الاستخدام غير المصرح به أو الانتهاكات القانونية الأخرى، مما يقلل من الحوافز للابتكار والاستثمار فيه.
• وجود نقص في التعاون والتواصل بين المخترعين والمبتكرين والمؤسسات الأكاديمية والصناعية والحكومية والخاصة في ليبيا.
• لا يزال يحتاج المخترعين والمبدعين في ليبيا إلى الحوافز، والتشجيع لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.
هذه الوقائع عكست في طياتها عدد من التحديات والإكراهات التي يواجهها المخترعين والمبدعين في ليبيا، كما تشير ايضًا إلى أهمية اتخاذ إجراءات وسياسات لتعزيز بيئة داعمة للمخترعين وحماية الملكية الفكرية. فمن خلال ذلك الواقع تم تحديد عدد من التحديات المهمة التي تواجه المخترعين والمبدعين في ليبيا منها:
• إن الانقسام السياسي في ليبيا يعد تحديًا كبيرًا يُؤثر على جميع جوانب الحياة المجتمعية، بما في ذلك مجال الاختراع والابتكار.بالتالي تبرز الحاجة إلى وجود إرادة سياسية حقيقية وقوية تسعى إلى دعم هذا التوجه وتعزز الاختراع والابتكار.
• واحدة من التحديات الرئيسة التي تواجه المخترعين والمبدعين في ليبيا هي عدم قدرة التشريعات على مواكبة التطورات السريعة في مجال الابتكار والتكنولوجيا. حيث لا تزال التشريعات القائمة قديمة وتعتمد على إطار قانوني قديم لا يتناسب مع التحديات الحديثة المتعلقة بالابتكار وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن وجود نقص في التشريعات التي تحمي حقوق الملكية الفكرية وتعزز الابتكار.
• هناك نقص في المرافق البحثية والتطويرية والمختبرات المتقدمة التي يحتاجها المخترعون والمبدعون لتحويل أفكارهم إلى منتجات قابلة للتسويق. هذا الضعف في البنية التحتية يمكن أن يقيد إمكانية الابتكار والتطوير في ليبيا.
• هناك نقص في الدعم المالي من القطاع العام والخاص، مما يؤثر سلبًا على قدرة المخترعين على تحقيق إمكاناتهم الابتكارية.
• هناك نقص في التوعية والتثقيف بشأن أهمية الابتكار والدور الذي يلعبه المخترعون والمبدعون في التنمية المجتمعية.
ولتعزيز بيئة داعمة للمخترعين والمبدعين في ليبيا، أوضحت مناقشات الورشة بأنه من الضروري وجود إرادة سياسية قوية تسعى إلى دعم هذا التوجه وتعزيز الاختراع والابتكار، كجزء من التنمية الشاملة للبلاد، حيث تم تحديد عدد من التوصيات منها:
• الحاجة إلى مراجعة وتحديث التشريعات لتتناسب مع التطورات الحديثة في مجال الابتكار، وتوفير آليات فعالة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز التوعية بأهميتها وتشجيع الابتكار.
• الحاجة إلى تطوير خطط استراتيجية متكاملة تستهدف دعم المخترعين والمبدعين يعد أمرًا هامًا أيضًا. يمكن أن تشمل هذه الخطط عدة جوانب، مثل: توفير التمويل، وتعزيز التعليم والتدريب، وتشجيع التعاون والشراكات، وتطوير بنية تحتية.
• أهمية تعزيز الاختراع والابتكار في المناهج الدراسية ، منها على سبيل المثال تضمين مكونات تعليمية تهدف إلى تنمية المهارات الإبداعية لدى التلاميذ والطلبة، مثل التفكير النقدي، والتخيل الإبداعي، وحل المشكلات.
• تأسيس مركز وطني لتسجيل وحماية الملكية الفكرية.
وأخيرًا، يمكن القول بأن انعقاد ورشة عمل عن المخترعين والمبدعين في ليبيا في ظل وجود انقسام سياسي يشير إلى عدد من الدلالات المهمة التي حاولت هذه الفعالية إبرازها وهي :
• إبراز القدرات الابتكارية والإبداعية للمخترعين والمبدعين في ليبيا، وذلك بغض النظر عن الانقسامات السياسية والتحديات الموجودة.
• أن التوجه نحو الابتكار والاختراع يمكن أن يقوم بدورًا حاسمًا في تطوير الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة في ليبيا.
• إمكانية البحث عن حلول للمشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع الليبية من خلال إفساح المجال للحلول المبتكرة والإبداعية
• أن تكون هذه الفعالية فرصة لبناء جسور وتعزيز التفاهم والتعاون المشترك من أجل تحقيق التقدم والتنمية في ليبيا.
• تعزيز الوعي بأهمية توجيه الاهتمام والموارد إلى هذه القضايا رغم الانقسامات السياسية القائمة.
وختاما ، فإن هذه الورشة سلطت الضوء على الحاجة الملحة للحصول على استقرار سياسي في ليبيا لتعزيز بيئة مناسبة للاختراع والابتكار والإبداع في بلادنا العزيزة، فضلا عن أهمية تعزيز ثقافة الابتكار والاختراع في ليبيا وتشجيع المزيد من المخترعين على اكتشاف مواهبهم وتطويرها في هذا المجال بغية تعزيز التنمية الشاملة في أنحاء ليبيا كافة .



المخترعين - المبدعين - الابتكار - ليبيا


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


بارك الله جهودكم وسدد خطاكم