مدونة ا.د سلوان كمال جميل العاني


كلمة الحفل الختامي للمحفل العلمي الدولي الـ 12 - جامعات الصف الاول

ا.د سلوان كمال جميل العاني | Prof.Salwan K.J.Al-Ani (Ph.D) FInstP


07/06/2023 القراءات: 501  


كلمة أ.د سلوان كمال جميل العاني
نيابة عن الامانة العامة، وجميع لجان منصة أريد واعضائها وجميع المشاركين في المحفل العلمي الدولي الثاني عشر (الجزء الاول) بتاريخ 2 يونيو / حزيران 2023م – اندونيسيا

ارحب بكم في ختام فعاليات المحفل العلمي الدولي الثاني عشر الذي تقيمه منصة أريد العلمية الدولية ، وتحت شعار (الدور الإستشرافي للجامعات في تنمية الانسان والبيئة) خلال الفترة من 29 مايو / مايس – 2 يونيو / حزيران 2023م في جكارتا - جمهورية اندونيسيا).
تسعى الجامعات العريقة لتكون مؤسسات للتعليم العالي المعترف بها عالميًا والمتقدمة في مجال البحث العلمي، وتسعى لتصنيفها ضمن المؤسسات الرائدة في مجال الشراكات البحثية العالمية.
وتستقطب تلك الجامعات أعضاء هيئة التدريس والباحثين المبتكرين القادرين على المساهمة في تحقيق رؤية الجامعة والوصول الى اهدافها التعليمية لتخريج طلبة جامعيين متفوقين ومتميزين ويكونوا مصدراً مهماً للموارد البشرية في قطاعات النشاط الاقتصادي والتقني.
وتهدف الجامعة المرموقة الالمام بالاتجاهات البحثية الدولية وانجاز الأبحاث المتميزة المبتكرة على المستوى العالمي، وإلى تلبية الاحتياجات والاولويات الوطنية لغرض نقل المعرفة وتسويق البحوث العلمية متعددة التخصصات، وتحقيق استراتيجية التنمية الوطنية والمساهمة في تحويل الاقتصاد الوطني إلى الاقتصاد المعرفي.
ولكي تصل الجامعة الى المستوى العالمي يجب ان تكون رائدة علميا ولها تاريخ مشهود وتقوم بإنجازات منها الحصول سنويا على عدد كبير من براءات الاختراع، وتاليف اعضاء الهيئة التدريسية فيها للكتب العلمية والبحثية اضافة لنشرهم الاف الابحاث المحكمة في مجلات رصينة عالمياً.
وتعتبر الجامعات الامريكية وجامعات طوكيو واكسفورد وكامبريدج وموسكو والسوربون في فرنسا جامعات الصف الاول ، حيث ينفرد بعضها بسمعة عالمية في تمويل القطاع الخاص للبحث والتطوير، والقدرة في دمج البحث والتطوير والاستشارات مع القطاع الخاص، وفي مجال دعم تكنولوجيا الاتصال والاجهزة الالكترونية، واخرى لها برامج متميزة مع القطاع الخاص، ومن التي تضم اعلى عدد من الطلبة الأجانب على مستوى الدولة، وحصول أعضاء هيئة هيئة التدريس على أعلى الجوائز العالمية مثل جائزة نوبل .
وتركز الجامعات العالمية على الاعمال الابتكارية، واهمية الشراكة مع المؤسسات والشركات، ومنها جامعة سيؤول الوطنية في كوريا الجنوبية التي تصدرت قائمة الجامعات المشاركة في تطوير منتجات شركة سامسونك، وكلية امبريال في لندن التي تصدرت مشاريعها قائمة الشراكة مع شركات كلاسكو للادوية .
ونشير لميزانيات الجامعات في العالم حيث وصلت قيمة أوقاف جامعة هارفارد الـ 53.2 مليار دولار في السنة المالية 2020م لتكون أكبر من ميزانية دول والاغنى في العالم .
وتشير الاحصاءات الخاصة بالانفاق على البحث العلمي بان جامعة هارفرد التي يبلغ طلبتها 23 ألف طالب تنفق على البحث العلمي أكثر من مليار دولار.
وبلغ إنفاق الصين على البحث والتطوير 456 مليار دولار في العام 2022، وبنسبة 2.55 % من الناتج المحلي الإجمالي ، وتاتي الصين في المرتبة الثانية عالميا من حيث الإنفاق على البحث والتطوير بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغ حجم انفاق الوطن العربي الاقل ،مع بعض الاستثناءات، على البحث والتطوير مقارنة بالناتج الإجمالي المحلي، ووصل حجم الإنفاق على البحث والتطوير لدى كل من مصر وتونس والمغرب والمملكة العربية السعودية ما يقارب 9 مليارات دولار من إجمالي الناتج المحلي لهذه الدول، ولدى هذه الدول 3500 باحث علمي لكل مليون شخص من السكان.
وفي المقابل، تنفق كوريا الجنوبية %4.1 من ناتجها المحلي أي ما يعادل 66 مليار دولار، ولديها 6826 باحثا علميا. اما سنغافورة التي عدد سكانها قليل فهي تنفق على البحث العلمي 7 مليارات دولار ولديها أكثر من 6000 باحث علمي.
كما خصصت دولة قطر %2.8 من إيراداتها للإنفاق على البحث والتطوير أو ما يعادل %0.5 من الناتج المحلي وهي في المرتبة الرابعة عربياً بعد السعودية والإمارات والأردن.
لقد انعم الله تعالى على الوطن العربي بالثروات الطبيعية ومصادر الطاقة والموارد البشرية والعقول العلمية، وبدلا من تكون بلداننا الاولى في هجرة علماءها وكفاءاتها إلى الغرب بسبب البيئة السلبية والطاردة لهم فان مسؤولية اصحاب القرار المحافظة عليهم وتوفير الضمانات الكفيلة لهم، لان هؤلاء المهندسين والأطباء وعلماء الذرة والفضاء هم الثروة الحقيقة والبنية التحتية لتشييد مؤسسات علمية وتحقيق النهضة الحضارية في المنطقة العربية.
وفي عصر توازي أجهزة الذكاء الاصطناعي ذكاءً الإنسان خلال الخمسة أعوام القادمة، وتستطيع التمتع بالحواس الإنسانية مثل الرؤية والشعور أكثر من البشرأنفسهم، علينا التعامل مع التكنولوجيا بطريقة غير مؤذية للبشر.
وعلى العلماء والباحثين في جامعاتنا العربية استثمار الوقت وبذل المزيد من الجهود وتوجيه البوصلة باتجاه تحقيق اهداف التنمية والعمل على بناء شراكات مع شركات القطاع الصناعي للنهوض الحقيقي بجامعاتنا لتحتل موقعا بين الجامعات العالمية خلال هذا القرن، وضمان مستقبل الاجيال القادمة، وعلى قادة التربية والتعليم العالي العمل على وضع خطط متكاملة في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته، مع توفير البيئة الاكاديمية المناسبة والميزانيات اللازمة لانجاز ذلك.




الابتكار، الشراكات، الاقتصاد المعرفي ، جائزة نوبل، براءات الاختراع، هجرة العقول، الذكاء الاصطناعي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع